للمرة الأولى في تاريخها اتجهت تركيا نحو جولة ثانية من الانتخابات الرئاسية، في أعقاب الجولة الأولى التي أظهرت حجم الاستقطاب في الشارع التركي.
في الجولة الأولى صوّت المغتربون الأتراك في الانتخابات الرئاسية بأعداد زادت قليلًا على مليون و768 ألفًا بنسبة تجاوزت 53%، وهي النسبة نفسها تقريبًا التي صوّت بها الأتراك في الخارج في الانتخابات البرلمانية، بما يزيد قليلًا على مليون و769 ألفًا، إلا أنه لا يتمكن أي من الرئيس المنقضية ولايته ومرشح حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان وتحالف الجمهور، ولا منافسه الرئيسي زعيم حزب الشعب الجمهوري مرشح تحالف الأمة كمال كليتشدار أوغلو من تجاوز عقبة الـ50% في الانتخابات الرئاسية.
وعلى الرغم من أن التصويت في الخارج غير ذي أهمية في الانتخابات النيابية، إذ إنه لا يغير سوى مقعد واحد أو اثنين فإنه مهم بالنسبة للانتخابات الرئاسية.
ما دفع أردوغان إلى التوجه بنداء لأتراك الخارج يحثهم فيه على التصويت في جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التي تستمر من 20 إلى 24 من مايو الجاري.
بينما يبذل منافسه كمال كليتشدار أوغلو جهودًا للاستفادة من المرشح "سنان أوغان" الذي جاء ثالثًا في الجولة الأولى، وحصد نسبة ضئيلة من الأصوات تجاوزت قليلًا 5% لكنها كفيلة بحسم الجولة الثانية إذا ذهبت إلى أحد المرشحين البارزين أردوغان أو أوغلو.
الانتخابات تحولت بالفعل إلى شيء من التنافس بين معسكرين ليس فقط داخل تركيا، ولكن عالميًا أيضًا، وبدا ذلك أكثر وضوحًا في اقتراع الأتراك في الخارج، إذ فاز أردوغان بغالبية الأصوات في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في حين حصد منافسه كمال كليتشدار أغلبية أصوات الأتراك المقيمين في الدول الغربية.
جولة ثانية وحاسمة للانتخابات تحمل أهمية قصوى وتأتي مع إتمام أردوغان عامه الـ20 في السلطة وسط تضخم اقتصادي ونزاع حول السياسة الخارجية لأنقرة، وآثار الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في 6 من فبراير الماضي وأودي بحياة 50 ألف شخص في تركيا.