تقصي الإنجاز الفني والحياتي للفنانين سمير غانم وسمير صبري، وإلقاء الضوء على حياتهما ومنهجهما في الحياة، يكشف أن ثمة الكثير من التفاصيل المشتركة، بعضها قدري وأخرى رسماها باختياراتهما الخاصة، ليتضح رابطًا خفيًا عقده الزمن على جبهتيهما، وتمتلئ به صفحات حياتهما، إذ التقت حظوظهما في الحياة والفن بـ7 محطات متشابكة، تحمل كل منها لافتة تميزهما.
ذكرى الوفاة
20 مايو من كل عام، نتذكر جميعًا هذا اليوم الذي غادرنا فيه "غانم" و"صبري"، الأول عام 2021 والثاني بعده بعام واحد فقط، ليصنع القدر من هذا اليوم ذكرى خاصة، ودّع فيه الوسط الفني والجمهور اثنين من أصحاب العلامات البارزة في تاريخ الفن بمصر والدول العربية، كما أن الاثنين ودعا الحياة في العقد التاسع من عمرهما.
الاسم
محدّث الناس في الليل، وصيغة مبالغة من كلمة سمر، هكذا تضع اللغة العربية وصفًا لاسم سمير، الذي يشترك فيه الراحلان اللذان طالما أسعدا جمهورهما بأعمال فنية متعددة، واللافت للنظر أنهما كثيرًا ما ظهرا باسمهما الحقيقي في أفلامهما السينمائية، لنجد أن صبري لم يغير اسمها في "شيء في حياتي"، "الحسناء والطلبة"، و"من غير ميعاد"، كما ظهر بشخصيته الحقيقية في فيلم "المذنبون"، فيما تحمل فيلموجرافيا غانم عناوين "يا رب ولد"، "التريللا"، "الجواز للجدعان، "بهاريز"، و"الأصدقاء الثلاثة".
المكان
هواء الإسكندرية وترابها الزعفران كان حلقة الوصل الأولى في قواسم المتشابهات بين نجمي الكوميديا والاستعراض، فخرجا من المحافظة نفسها بحثًا عن حلمهما، وولد سمير صبري في محافظة الإسكندرية وارتبط بها وكان دائم الوجود فيها، وكان يستغل أي فرصة ليعبر عن حبه للمدينة الساحلية الشهيرة، وأسس جمعية للفنانين في الإسكندرية، كما أسس مهرجان "سكندريات العالم".
ورغم أن سمير غانم في جنوب مصر، سافر إلى الشمال ليكمل دراسته بكلية الزراعة جامعة الإسكندرية، بدأ يرسم لنفسه مستقبله الفني رفقة عدد من زملائه الفنانين، ويرتبط بالكثير من الذكريات فيها مع أصدقائه، فتشهد الشوارع على خطواته فيها، والسينما والمسارح التي دخلها لمشاهدة أعمال غيره أو لعرض أعماله للجمهور للمرة الأولى.
السينما
شارك "غانم" و"صبري" سويًا في عدد من الأعمال الفنية، وقدما للسينما أفلامًا ستظل شاهدة على قواسم الارتباط بينهما، إذ تعاون النجمان في أكثر من 16 فيلمًا سينمائيًا منهما "30 يوم بالسجن"، و"أهلا يا كابتن"، و"بنت اسمها محمود"، و"عالم عيال عيال" و"في الصيف لازم نحب".
تقديم البرامج
بصمات النجمين الراحلين في مجال تقديم البرامج التلفزيونية والإذاعية واضحة، إذ بدأ سمير صبري مشوار حياته من خلال بوابة تقديم البرامج بالإذاعة المصرية ومن برامجه الشهيرة "النادي الدولي"، "هذا المساء"، "سنة أولى هوا"، و"بدون كلام"، بل لم يترك تقديم البرامج حتى آخر حياته، فقبل رحيله بيوم واحد كان مستمرًا في تسجيل حلقات جديدة من برنامجه "ذكرياتي" بالإذاعة المصرية، التي أذيعت بعد رحيله.
كما قدّم الفنان سمير غانم الكثير من البرامج بحسه الكوميدي مثل "ساعة مع"، و"سمير شو"، وفوازير "فطوطة" بنسخها الكثيرة، هذه الشخصية التي ارتبط بها الأطفال والكبار وصاغ تفاصيلها بنفسه سواء في شكل الملابس أو طريقة الأداء الصوتي، وأيضًا فوازير "المتزوجون" التي سبق وقدمها في مسرحية حملت الاسم نفسه مع الفنانة شيرين.
البسمة
اتسم الثنائي بقدرتهما على رسم الضحكة على شفاه الجمهور، وبراعتهما في الارتجال، ساعد على ذلك تمتعهما بذكاء اجتماعي واكتسابهما محبة خاصة من الجمهور، فلا يمكن أن تخلو أعمالهم من البسمة حتى وإن غلّفتها قضية جادة.
عطاء فني لآخر العمر
الإخلاص للمهنة، قاسم مشترك أيضًا جمع بين النجمين الراحلين، إذ لم يعرف تقدم العمر طريقًا لقلبهما، وظلا يعملان حتى الرمق الأخير من حياتهما بقلب وطموح شاب في مقتبل العمر، ليعطيا للفن الكثير، وكانت مشاركتهما الفنية حاضرة في آخر خطوات حياتهما، وبعد وفاة سمير صبري عرض له فيلمه الأخير "حدث في 2 طلعت حرب"، فيما عرض للنجم الملقب بـ"سمورة" فيلمه مع ابنته دنيا سمير غانم وزوجته الراحلة دلال عبد العزيز "تسليم أهالي".