انطلقت بالأمس، فعاليات الدورة 35 لمهرجان أمستردام الدولي للأفلام الوثائقية IDFA، والذي يستمر حتى 20 من شهر نوفمبر الجاري.
وعُرض خلال الافتتاح الفيلم الهولندي All You See أو "كل ما ترى"، للمخرجة الإيرانية الهولندية نيكي بديدار الذي وصفته إدارة المهرجان في بيانها الصحفي بأنه "فيلم متعدد الطبقات"، حيث تتشابك المواجهات الصادقة والمؤلمة وحتى الفكاهية مع ثلاثة مهاجرين آخرين إلى هولندا تتقاطع طرقهم مع التاريخ الشخصي للمخرجة، مما يفتح مساحة هشة للتعبير البصري الذي يتمتع بصدى عالمي".
يضم برنامج عروض المهرجان هذا العام وفقًا لتصريح المدير الفني للمهرجان عروة نيربية 277 فيلمًا، والتي وصفها بأنها أفلام "انتقائية" تجمعها الأصالة فقط، ومن خلال ذاتية هؤلاء المخرجين، تظهر صورة لعالم يتألم، إنسانية تحاول جاهدة، هشة وصادقة، معقدة ولكنها مستمرة.
وتابع قائلًا: "تنوع الأشكال الفنية مُذهل، ولا توجد حدود عندما يتعلق الأمر بالتعرض للقوى الكبرى أو اختراع قواعد جديدة، وتقدم مسابقة التصوير أفلامًا شجاعة فنيًا وسياسيًا ورحلات لا تُنسى وأسئلة جديدة".
تضم المسابقة الدولية 13 فيلمًا وثائقيًا، من بينها Non-Aligned: Scenes from Labudovi Reels أو "غير حليف: مشاهد من شرائط لابودوفي المرئية" للمخرجة ميلا تورايليس، والذي يستكشف لقطات لم يسبق عرضها لمصور الزعيم اليوغسلافي تيتو، وهو يوثق رحلاته إلى إفريقيا وآسيا؛ للترويج أثناء فترة الحرب الباردة.
وفيلم Paradise أو "جنة" للمخرج الروسي ألكسندر أباتوروف والذي يوثق حريق غابات هائل في شمال شرق سيبيريا، ناجم عن تغير المناخ، حيث يجتمع القرويون في محاولة لإخماد ذلك الجحيم، وفيلم Silent House أو "بيت هادئ" للمخرجين فارناز جورابشيان ومحمد رضا جورابشيان والذي تدور أحداثه حول صراع ثلاثة أجيال من عائلة إيرانية مع التاريخ في الفترة من عام 1979 حتى اليوم، في منزل عمره مئة عام.
أما مسابقة Envision أو "تخيُل" التي وصفتها إدارة المهرجان بأنها المسابقة التي يصوغ فيه صانعو الأفلام أصحاب الرؤى لغات سينمائية جديدة، فتضم 12 فيلمًا من بينها فيلم In My Lost Country أو "في مدينتي" المفقودة للمخرجة والكاتبة عشتار ياسين جوتيريز الذي تستخدم فيه التذكارات الشخصية للعائلة لتكوين صورة محبة لوالدها المخرج المسرحي المنفي محسن سعدون ياسين، كما تقدم من خلال الفيلم مرثية لوطنهم المفقود العراق.
كما تضم فيلم Invoked أو "استدعاء" للمخرجين لوكا بابيك وشيرشا فوتشو، والذي يُسلّط الضوء على الانتخابات الحرة التاريخية التي جرت في صربيا عام 1990، حيث يقومان بتخيل هذا الحدث التاريخي مرة أخرى، ولكن باستخدام المونتاج.
كما تعرض مسابقة الواقع الافتراضي 12 فيلمًا من بينها فيلم متعدد الحواس للمخرج دارين إيميرسون بعنوان في السعي وراء الإيقاعات المتكررة، والذي يُقدم بالتعاون مع Amsterdam Dance Event ومهرجان لندن السينمائي.