أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب، اليوم الجمعة، محورية جهود مجموعة الاتصال - التي شكلتها جامعة الدول العربية - لإنجاز تسوية عاجلة للأزمة في السودان، وتضم كلًا من مصر والسعودية والأمين العام للجامعة العربية.
وشدد القادة العرب على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها، والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي، وفق القرار الذي صدر اليوم في ختام أعمال مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، في دورته العادية الـ32 في جدة، والتي جاءت بعنوان "دعم السلام والتنمية في جمهورية السودان"، نقلًا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط.
وأكد القادة العرب التضامن الكامل مع جمهورية السودان في الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها ورفض التدخل في شؤونها الداخلية، باعتبار أن الأزمة الحالية شأن داخلي، مشددين على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية ومنع انهيارها والحيلولة دون أي تدخل خارجي في الشأن الداخلي السوداني.
ورحب القادة العرب بإعلان جدة الإنساني، الذي تم التوصل إليه، في 11 مايو 2023، ووقعته القوات المسلحة السودانية و"الدعم السريع" بشأن تجديد الالتزامات بالقانون الإنساني الدولي، الذي ينطبق على هذا النزاع المسلح، وذلك بجهود سعودية أمريكية بالتعاون مع مبادرات دولية وإقليمية.
وأكدوا دعم المحادثات الجارية بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع في مدينة جدة برعاية سعودية- أمريكية.
الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال
ورحبوا بعقد الاجتماع الأول لمجموعة الاتصال العربية المعنية بمتابعة تطورات الوضع في جمهورية السودان، بمشاركة وزراء خارجية جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية والأمين العام للجامعة العربية، مؤكدين على محورية مواصلة مجموعة الاتصال في جهود التوصل إلى تسوية عاجلة للأزمة الراهنة والوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار حفاظًا على مقدرات الشعب السوداني، وأهمية مواصلة مجموعة الاتصال لجهودها ومساعيها الحميدة مع الأطراف السودانية لتغليب صوت الحكمة وإعلاء المصالح العليا للسودان، والتوصل إلى حلول تفضي إلى تلبية طموحات وتطلعات الشعب السوداني نحو الأمن والاستقرار والتنمية.
ودعا القادة العرب، الجامعة العربية إلى مواصلة التنسيق مع كل من الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيجاد) والشركاء الدوليين على أساس الاحترام الكامل لسيادة ووحدة أراضيه والتعامل مع الأزمة الحالية باعتبارها شأنًا داخليًا.
ورحبوا بالجسور الإنسانية المقدمة من كل من: المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وقطر، والكويت، وجمهورية مصر العربية، وجمهورية جيبوتي، إلى السلطات السودانية، لمواجهة تداعيات الوضع الإنساني، والاستضافة الكريمة من جمهورية مصر العربية لأعداد من النازحين من السودان جراء الأزمة الحالية التي اندلعت أحداثها منذ 15 أبريل 2023.
وطلبوا من الدول العربية والأمانة العامة مضاعفة تلك الجهود الرامية لتمويل الاحتياجات الإنسانية والإغاثية العاجلة بالتعاون المنظمات العربية والدولية الإنسانية ذات الصلة، بالتنسيق مع السلطات السودانية المختصة.
اسستئناف المساعدات التنموية الدولية للسودان
كما طلب القادة العرب من الدول الأعضاء دعم جهود الاندماج في مؤسسات التمويل الدولية للاستفادة من المبادرات الدولية لإعفاء ديون الدول الفقيرة الموقرة بالديون (هيبيك)، وكذلك لاستئناف المساعدات التنموية الدولية للسودان ورفع أي قيود عليها في المنظمات الدولية والإقليمية، والتأكيد وتقوية التنسيق بين حكومة جمهورية السودان وكل من الدول العربية والصناديق العربية الوطنية والقومية الدائنة، بغية إلغاء الديون الثنائية على السودان.
وطلبوا من الأمانة العامة والدول الأعضاء دعم الحكومة السودانية في جهودها لتوطيد السلام والاستقرار وتعزيز الانتقال الديمقراطي في المرحلة المقبلة، وتحقيق أهداف وأولويات الفترة الانتقالية، ودعوة الأطراف غير المنضمة إلى اتفاق السلام للحاق بركبه.
وأكدوا ضرورة تفعيل دور الآلية المشتركة المكونة من حكومة السودان وجامعة الدول العربية من أجل مراجعة الأوضاع الإنسانية الحالية، بالإضافة إلى الالتزامات السابقة والتأكيد على أهمية استئناف الدول العربية مساهماتها المالية لهذه الآلية عبر حساب السودان لدى الجامعة العربية.
ورحبوا بالدعوة التي وجهها الأمين العام لجامعة الدول العربية، والتي تم بناءً عليها عقد دورة طارئة، عبر تقنية التواصل السمعي البصري عن بعد، لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب برئاسة دولة قطر، ودورة طارئة لمجلس وزراء الصحة العرب برئاسة الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية في التوقيت نفسه الذي يلتئم فيه مجلس الجامعة على مستوى المندوبين، وذلك للتعاطي العربي الشامل مع الأزمة الراهنة وتداعياتها الإنسانية والصحية على الشعب السوداني.
وقدم القادة العرب، الشكر إلى الأمين العام للجامعة العربية على جهوده المبذولة لمساندة أولويات السودان في المرحلة الانتقالية، وطلبوا منه مواصلة الجهود التنسيقية التي يبذلها على المستوى العربي، ودعمه للتواصل بين الجامعة العربية والمنظمات والمبادرات الدولية الخاصة بمعالجة تطورات الأوضاع في السودان، وتقديم تقرير حول تنفيذ هذا القرار في الدورة العادية المقبلة للمجلس على المستوى الوزاري.