قال بشير عبدالفتاح، الكاتب والباحث السياسي المصري، إنَّ الانتخابات التركية شهدت استقطابًا سياسيًا حادًا على الصعيدين الرئاسي والبرلماني، بسبب المتغيرات الجديدة التي تندرج تحت مسمى "سياسيات الهوية".
انقسام في المجتمع التركي
وفي حديثه لـ"القاهرة الإخبارية" عبر "سكايب"، اليوم الثلاثاء، يري "عبدالفتاح" أنَّ القوميين كان لهم دور محوري في هذه الانتخابات، مشيرًا إلى أنَّ سنان أوغان المرشح الثالث الذى تحول إلى الحصان الأسود في الانتخابات التركية خلال جولة الإعادة، في الوقت الذي غاب حضوره بالجولة الأولى، وتسبب في تقليل فرص أردوغان لحسم المنافسة، كما أظهرت الانتخابات وجود انقسام بين تيارين أحدهما تيار يريد لتركيا الحفاظ على هويتها والاندماج مع الدول الناطقة بالتركية داخل القارة الآسيوية والتعاون مع روسيا والصين، وآخر يريد الاندماج مع الغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية وهو تيار كمال كليجدار أوغلو زعيم تحالف الأمة.
مجمل القول، أكد "عبدالفتاح" أن الانتخابات التركية سلطت الضوء على البُعد القومي والهوية إلى جانب الاعتبارات الاقتصادية والاجتماعية التي كانت حاضرة بقوة.
سلوك الناخب التركي
وفي رؤيته عن ذهاب الناخبين إلى صناديق الاقتراع والتصويت لــ"تحالف الجمهور" دون التصويت لقائد هذا التحالف، وهو رجب طيب أردوغان، قال إنَّه يجب علينا البحث في كيفية تصويت الناخب التركي، إذ إنَّ الانتخابات التركية اتسمت بالأعلى مشاركة ووصلت نسبة المشاركة إلى 89% داخليًا وفي الخارج صوّت الأتراك بنسبة 55%، فالسلوك التصويتي للناخب التركي تحكمه اعتبارات عديدة أولها الأوضاع الاقتصادية ثم الأمنية.
تصاعد حدة الاستقطاب السياسي
وذكر بشير عبدالفتاح، أنَّ الانتخابات التركية هذه المرة شهدت حالة من الاستقطاب السياسي دفعت الناخب إلى إحداث حالة من التوازن، لا يريد فيها أن يكون البرلمان والرئاسة في قبضة الجمهور الحاكم الذي يُسيطر على مقاليد الحكم في تركيا منذ 21 عامًا، منوهًا إلى أن الناخب التركي يُريد أنَّ يبعث برسالة إلى أردوغان بعد أن تسلل القلق إليه بسبب السياسة الداخلية والخارجية، في الوقت ذاته يخشى الناخب أن يكون بديل "رجب أردوغان" غير قادر على إحداث التغيير المطلوب والعودة بتركيا إلى الصواب.
وتستعد تركيا لإجراء جولة إعادة في 28 مايو الجاري 2023 فى الانتخابات الرئاسية بين الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان ومنافسه كمال كليجدار أوغلو، وأظهر "أردوغان" تقدمًا في انتخابات، أمس، لكنه فشل في تحقيق الفوز بالجولة الأولي، ولم ينجح أي من المرشحين للرئاسة في تجاوز نسبة 50% المطلوبة للفوز بالسباق.