تتجه كل الأنظار إلى بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة الذي يقف على مشارف العودة إلى رئاسة وزراء إسرائيل مرة أخرى، بعد فوز حزبه "الليكود" في انتخابات الكنيست الـ25، ومن المتوقع أن يواجه كثيرًا من العراقيل التي تؤثر في تشكيل الحكومة، أبرزها العلاقات الأمريكية المتوترة، بسبب هيمنة اليمين المتشدد على الكنيست، وتصاعد التوتر في الضفة الغربية المحتلة، فضلًا عن إيران التي تؤرق المنظومة الإسرائيلية.
مخاوف أمريكية
وتناولت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، بعض التحديات التي تُحدّق بحكومة نتنياهو الجديدة، من بينها حالة "العداء" الشديدة تجاه أعضاء اليمين المتطرف الذين يسيطرون على التحالف القادم، بقيادة إيتمار بن جفير، الذي لعب دورًا حاسمًا في الانتخابات الإسرائيلية التي أجريت قبل أسبوع، بعدما كان منبوذًا في الساحة السياسية بسبب سجله الجنائي الحافل بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني، ما يثير استياء الإدارة الأمريكية التي ألمحت بأنها ربما ترفض التعامل مع أشخاص مثل بن جفير.
أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، أعرب قبل أيام، عن قلق الإدارة الأمريكية بشأن تصاعد المواجهات في الضفة الغربية المحتلة، التي تشتعل بشكل غير مسبوق بعد تشكل حكومة يمينية يرأسها متشددون معروفون، وذلك خلال اتصال هاتفي شكر خلاله يائير لابيد، رئيس وزراء إسرائيل المنتهية ولايته ورئيس حزب "ييش عتيد" الذي تراجع معسكره في الانتخابات التي عُقدت يوم الثلاثاء الماضي.
ومن أولى التحديات التي يواجهها زعيم حزب "الليكود" هو اتفاق "ترسيم الحدود" البحرية مع لبنان، الذي وقعته إسرائيل ولبنان مؤخرًا بعد جولات من المفاوضات وهاجمه نتنياهو بشدة، وتعهد بإلغائه حال عودته للحكم مرة أخرى، في إطار أن حكومة لابيد قدّمت تنازلات لحزب الله (الوكيل الإيراني في لبنان)، الذي أوشك الوضع بينهما على الانفجار.
تحديات داخلية
تعتقد الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو سيتعين عليه تقرير العلاقات الدبلوماسية التي سيواصلها خلال فترة ولايته، وتوضيح الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية التي ستلقي بظلالها السلبية جدًا مع روسيا، حال قرر تنفيذ وعوده بالدعم العسكري لأوكرانيا.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، تتوقع "يديعوت" أن يتعرض نتنياهو لضغط كبير من حلفائه في اليمين المتطرف لاستئناف مشاريع الاستيطان، وضم أجزاء أخرى من الضفة الغربية، ما يُعدّه الأمريكيون ظلمًا للأقلية الفلسطينية، ولا يطول صبرهم تجاه فصل جديد من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد، لذا سيتعين على نتنياهو إقناع المجتمع الدولي بأن حكومته لا تزال تخضع لتعريف الديمقراطية العادلة.
وألقت الصحيفة الإسرائيلية الضوء على التحديات الداخلية الأخرى التي سيصطدم نتنياهو بها فور الانتهاء من تشكيل الحكومة، وهو ارتفاع تكاليف المعيشة في إسرائيل، الذي يجب أن يكون أول الملفات المطروحة على طاولة الحكومة الجديدة، إذ ارتفعت الأسعار بنحو 19 في المئة في العام الماضي، ما تسبب في بعض أكبر أزمة اقتصادية شهدتها إسرائيل منذ سنوات.
بالإضافة إلى كل ذلك، يشهد المجتمع الإسرائيلي حالةً من الانقسام التي ربما تؤدي إلى "حرب أهلية"، في وقت تتزايد فيه وتيرة العنف بين جنود الاحتلال الذين يعيشون حالة من الإحباط والفصائل الفلسطينية التي تزداد قوتها يومًا بعد يوم، وأبرزها تنظيم "عرين الأسود" الذي شكّل قلقًا واسعًا للمنظومة الإسرائيلية في الفترة الأخيرة.
تحديد موقف إسرائيل من الحرب الروسية الأوكرانية
تعتقد الصحيفة الإسرائيلية أن نتنياهو سيتعين عليه تقرير العلاقات الدبلوماسية التي سيواصلها خلال فترة ولايته، وتوضيح الموقف الإسرائيلي من الحرب الروسية الأوكرانية التي ستلقي بظلالها السلبية جدًا مع روسيا، حال قرر تنفيذ وعوده بالدعم العسكري لأوكرانيا.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية المحتلة، تتوقع "يديعوت" أن يتعرض نتنياهو لضغط كبير من حلفائه في اليمين المتطرف لاستئناف مشاريع الاستيطان، وضمّ أجزاء أخرى من الضفة الغربية، ما يُعده الأمريكيون ظلمًا للأقلية الفلسطينية، إذ إنه لا يطول صبرهم تجاه فصل جديد من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الممتد، لذا سيتعين على نتنياهو إقناع المجتمع الدولي بأن حكومته لا تزال تخضع لتعريف الديمقراطية العادلة.