ساهمت مهرجانات سينمائية مصرية عريقة بدور بارز في وضع بنية أساسية للمهرجانات المصرية بشكل خاص والعربية بشكل عام، من أبرزها مهرجان جمعية الفيلم السنوي الذي انطلقت دورته الأولى عام 1975، وتنطلق فعاليات دورته الـ49 مساء غد السبت، ويُعد ثاني أقدم مهرجان مصري بعد مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية، الذي تنطلق أيضًا دورته الـ71 مساء اليوم الجمعة، لتشهد القاهرة انطلاق أعرق مهرجانين سينمائيين مصريين.
صفة استثنائية
أكد مدير التصوير، محمود عبد السميع، مدير مهرجان جمعية الفيلم، أن الدورة الجديدة تحمل صفة استثنائية ذات ملامح خاصة، قائلًا في تصريحات لموقع "القاهرة الإخبارية": تنطلق الدورة الـ49 تحت شعار "نحو سينما مصرية.. مصرية"، إذ يتميز المهرجان باعتماده على استفتاء واختيارات لعدد كبير من أبرز النقاد والصحفيين وأعضاء جمعية الفيلم، وليس على لجنة تحكيم مثل المهرجانات الأخرى؛ بهدف اختيار أفضل 7 أفلام في العام، وقد يختلف الرقم على حسب الأفلام المعروضة في الموسم.
ومن الملامح المميزة للمهرجان، اختيار فنان لتكريمه في حفل الختام المُقرر إقامته يوم 20 مايو الجاري، لكن لم يكشف محمود عبد السميع عن اسم الشخصية الفنية المكرمة حتى الآن، مُكتفيًا بالإعلان عن حلول الممثل المصري البارز حسين فهمي ضيف شرف على الدورة الجديدة.
رفض التدخلات
حافظت إدارة المهرجان على استمراريته على مدار نحو 5 عقود، مُتغلبًا على أزمة التمويل والصعوبات المادية التي سبق أن عرقلت بعض المهرجانات، قائلًا: نحن من المهرجانات التي نقدم أفضل أداء بأقل ميزانية، وكانت هناك محاولات للاستعانة برعاة أو ممولين، لكنهم أرادوا التدخل في تفاصيل المهرجان؛ لذا رفضنا وجودهم.
وتغلبت إدارة المهرجان على أزمة عدم استيعاب قاعة العرض للعدد الكبير من الجمهور الذي يريد حضور الأفلام، إذ قال مدير التصوير: هذه مشكلة تواجهنا؛ لأن عدد الجمهور أكبر من الطاقة الاستيعابية للمكان المخصص لعرض الأفلام، ولكن هذا العام نعرض في قاعات مركز الإبداع، كما منحتنا وزارة الثقافة المسرح الصغير في دار الأوبرا المصرية؛ لإقامة حفل توزيع الجوائز.
8 أفلام
يشارك في الدورة الجديدة للمهرجان 8 أفلام مصرية هي "الجريمة"، "من أجل زيكو"، "ليلة قمر 14"، العنكبوت"، "كيرة والجن"، "حامل اللقب"، "تسليم أهالي"، "فضل ونعمة"، و3 أفلام عربية هي "البحر أمامكم"، و"كوستا برافا"، وفيلم "عا أمل تيجي" للمخرج الأرجنتيني اللبناني جورج بيتر بربري.
مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية
وتنطلق فعاليات مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما المصرية اليوم الجمعة، وسط ظرف استثنائي يتعلق باللائحة، إذ كشف الأب بطرس دانيال رئيس المهرجان لموقع "القاهرة الإخبارية" أنه تعدلت بعض البنود لتسمح باختيار أفلام عرضت على منصات إلكترونية وفيلم آخر بعنوان "كاملة" لم يعرض جماهيريًا بعد.
يترأس لجنة تحكيم المهرجان المخرج المصري، هاني لاشين، وتضم في عضويتها ماجدة زكي، مجدي كامل، عائشة بن أحمد، رئيس أكاديمية الفنون دكتور غادة جبارة، مدير التصوير دكتور سامح سليم، الكاتبة والناقدة ناهد صلاح، الموسيقار خالد الكمار، إذ يتم اختيار هذه اللجنة وفق شروط محددة، قال عنها بطرس دانيال: نستبعد كل الفنانين وصنّاع الأفلام الذين لهم إنتاجات منافسة في الدورة، ونضع أسماء الأعضاء بعد اختيار رئيس اللجنة، ونحرص على أن يكون هناك تناغم ووفاق بين الجميع، ومن جهتنا لا نتدخل في أية جائزة، ونترك للجنة التحكيم مُطلق الحرية في منح الجوائز.
تكريم مُتكرر
وحول اختيار الممثل المصري يحيي الفخراني؛ لتكريمه في الدورة الجديدة رغم تكريمه من قبل بالمهرجان نفسه، قال: بالفعل كرمناه من قبل، ولكن هذه المرة الأمر مُختلف، فنحن نهديه جائزة خاصة تسمى الريادة السينمائية وتُعد أرقى جائزة نمنحها.
وحول المعايير التي يتم عليها اختيار أفلام "الكاثوليكي للسينما" قال: نختار الأفلام بمعايير أخلاقية إنسانية فنية، ولا نرضى بالتجاوزات الكبيرة في الأعمال، ورغم أننا نجد صعوبة في الاختيارات، ولكن نستطيع اختيار أفلام جيدة، منها "2 طلعت حرب"، "11:11"، "الباب الأخضر"، و"كاملة"، وغيرها.
خارج المنافسة
يؤكد بطرس دانيال، أن المهرجان ليس في منافسة مع مهرجانات أخرى، إذ إنهم يحاولون بأقل الإمكانيات المادية المُتاحة، ودون تشكيل أي أعباء على جهات، خروج دوراته المختلفة بشكل مميز وراقٍ، لافتًا إلى أن الميزانية الموجودة من المعلنين تغطي احتياجاتهم، بل يرى البعض أننا نقدم أداءً أفضل من مهرجانات سينمائية ذات ميزانية مرتفعة.
يشار إلى أن المهرجان يكرم هذا العام مجموعة من الأسماء البارزة بجانب يحيي الفخراني، وهم محمود حميدة، سهير رمزي، والفنانة هناء الشوربجي، كما يمنح المهرجان جائزة فريد المزاوي للمخرجة إنعام محمد، أما جائزة الأب يوسف مظلوم فتذهب للفنان القدير سامي مغاوري، وجائزة المركز الخاصة من نصيب المطرب مدحت صالح، وتُمنح جائزة الإبداع الفني لكل من الكاتب مدحت العدل، والموسيقار هشام نزيه، والناقد نادر عدلي، ومدير التصوير أيمن أبو المكارم، وسيحصل محمود سعد على جائزة التميّز الإعلامي.