الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

هدنة الـ 72 ساعة بالسودان.. تجدد الاشتباكات والجيش يحاصر الميليشيا

  • مشاركة :
post-title
أسرة سودانية تفر من لهيب الحرب في العاصمة الخرطوم

القاهرة الإخبارية - أحمد الضبع

يشهد السودان، تمديدًا جديدًا لوقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة إضافية، بعدما أعلنت قيادة القوات المسلحة السودانية، أمس الخميس، الموافقة على تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة إضافية، بدأ سريانها من تاريخ انتهاء الهدنة المقرر لها ليلة أمس.

تمديد الهدنة الحالية لمدة 72 ساعة إضافية هو مقترح بمبادرة من المنظمة الإقليمية المعنية بالتنمية في شرق إفريقيا "إيجاد" من أجل وقف إطلاق النار بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع لحل الأزمة الحالية في البلاد.

وعبر الجيش السوداني، في بيان، عن أمله بالتزام ميليشيا الدعم السريع بالهدنة هذه المرة، وعدم خرقها كما جرى خلال الفترات الماضية، من قصف للمؤسسات والمواقع العسكرية وتخريب للمرافق الحيوية، وتعريض حياة وممتلكات المواطنين للخطر.

تجدد الاشتباكات

ومن جانبه، أفاد محمد إبراهيم مراسل "القاهرة الإخبارية" من العاصمة الخرطوم، بتجدد المواجهات والاشتباكات بأنحاء متفرقة بالعاصمة الخرطوم، فضلًا عن سماع دوى إطلاق نار وهو ما دفع قوات الجيش لإغلاق محطات الوقود لتجفيف منابع الميليشيا لتزويد سياراتهم بالوقود.

وذكر مراسل "القاهرة الإخبارية" أن عناصر ميليشيا الدعم السريع تتواجد بعدد من الشوارع الرئيسية في العاصمة، وتمارس عمليات تفتيش للسيارات وسرقة ونهب الممتلكات بولاية الجزيرة ومنطقة شرق النيل، وهو ما خلق حالة من الرعب، ودفع المواطنين للالتزام بالبقاء في منازلهم خوفا من التعدي عليهم من قبل العناصر المتمردة.

الميليشيا تتدرع في المواطنين

وأشار إلى أنه رغم عمليات التمشيط التي تقوم بها قوات الجيش السوداني، إلا أن عناصر الميليشيا تتخذ من مساكن المواطنين في الأحياء دروعًا بشرية للاحتماء بها بوسط الخرطوم.

وكشف مراسل "القاهرة الإخبارية" عن نوايا عناصر الميليشيا من البقاء في العاصمة لمحاولة إحكام السيطرة على شوارعها، وتحاول من حين لآخر الاستيلاء على مقر القيادة العامة الذي يسيطر عليه الجيش السوداني.

ونقل مراسل "القاهرة الإخبارية" عن مصدر في الجيش السوادني، أن عناصر الميليشيا تحتمى بعدد من المباني الواقعة في وسط الخرطوم ثم يظهرون فجأة في الشوارع ويطلقون الرصاص بشكل عشوائي، غير أن عددهم قليل، والجيش السوادني في استراتيجيته يستهدف الأعداد الكبيرة من العناصر المتمردة.

اشتباكات في أم درمان

ولم يختلف الحال كثيرًا في ثاني أكبر المدن السودانية، حيث أفاد عثمان الجندي مراسل "القاهر الإخبارية" من مدينة أم درمان، بوجود خرق للهدنة في مناطق مختلفة حيث تتعرض المدنية لعاصفة من القصف الذي يتركز في محيط مبنى الإذاعة والتلفزيون.

وأضاف مراسل "القاهرة الإخبارية" في التغطية الحية اليوم الجمعة، أن القصف وإطلاق النار من أسلحة مختلفة، منها مضادات طائرات ومدافع ودانات تُحدث انفجارات قوية في أنحاء متفرقة من أم درمان، مشيرًا إلى الأدخنة تصاعدت بكثافة في منطقة كافوري التي يتواجد بها أحد معسكرات ميليشيات الدعم السريع وهو ما يرجح وقوع اشتباكات بين الجيش والعناصر المتمردة بعد سماع إطلاق أعيرة نارية.

خرق متعمد

وفي سياق متصل، لم تلتزم ميليشيا الدعم السريع بتمديد وقف إطلاق النار بعدما شن المتمردون اليوم الجمعة، هجومًا على قوات الجيش السوادني بمنطقة جبل أولياء التي تمكنت من صد الهجوم بنجاح، وكبدته خسائر كبيرة بحسب ما ذكر مكتب الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة.

وفي وقت سابق من اليوم الجمعة، تعرضت طائرة تركية إلى إطلاق نار، من قبل الميليشيا المتمردة أثناء اقترابها للهبوط بمطار وادي سيدنا، ما أدى إلى تضرر خزانات الوقود بالطائرة.

وأسفر الهجوم عن إصابة أحد أفراد طاقم الطائرة التركية، وهبوطها بسلام في مطار وادي سيدنا، وجار إصلاحها.

وتوصل طرفا الاشتباكات في السودان، إلى هدنة في 24 من أبريل تستمر 72 ساعة تنتهي الأربعاء، شابتها خروقات ميليشيا الدعم السريع المتمردة، التي ارتكبت أعمال سلب ونهب بالخرطوم وسلحت عناصرها المتمركزة في مناطق القتال، وفق بيان للجيش السوداني

الجيش يحذر

قال العميد نبيل عبد الله المتحدث باسم الجيش السوداني، إنه رغم الهدوء النسبي الذي يسود المدن السودانية حاليًا، إلا أن هناك بعض الخروقات للهدنة من جانب ميليشيا الدعم السريع، حيث يوجد قصف على المنطقة المحيطة بمطار الخرطوم.

وأضاف "عبد الله"، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الجمعة، أنه "من المبكر الحكم على مستقبل الهدنة التي نلتزم بها وبعدم خرقها"، موضحًا أن الميليشيا فقدت توازنها منذ الأسبوع الثاني للاشتباكات.

وحذر المتحدث باسم الجيش السوداني من أنه "إذا تم خرق الهدنة فسنرد"، مشيرًا إلى أن تطور الأزمة سيكون له انعكاسات كبيرة.

ويشهد السودان اشتباكات عنيفة بين الجيش السوداني بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان والحاكم الفعلي للبلاد عبد الفتاح البرهان، وميليشيا الدعم السريع المتمردة بقيادة محمد حمدان دقلو المعروف بـ"حميدتي".