قال عبدالمنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، إن الأزمة الروسية الأوكرانية طالت العالم بأثره وتسببت في إحداث الكثير من الخسائر والأزمات التي لحقت بالعالم سواء أزمة طاقة أو غذاء أو حتى أزمة لاجئين.
وأضاف مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، عبر اتصال هاتفي لبرنامج "مطروح للنقاش" مع الإعلامية مارينا المصري المذاع على "القاهرة الإخبارية"، أن الخريطة الاقتصادية للعالم ستشهد تغيرًا كبيرًا بفضل الأزمة الأوكرانية الروسية ولن تصبح أمريكا في صداره تلك الخريطة.
وذكر "السيد" لـ "القاهرة الإخبارية" أن الدول ستلجأ خلال الفترة المقبلة لإحداث التنوع والاعتماد على مصادر طاقتها، كما ستتوجه الكثير من الدول لإنتاج السلع والخدمات الداخلية محليًا، إذ إن التضخم وارتفاع الأسعار لاحق العالم بأكمله، وأن هناك اختلافًا ما بين حجم الأضرار التي لحقت بكل دولة عن الأخرى، مع العلم بأن التضخم ونتائجه تتوقف على حجم الدولة وعدد سكانها، وكذلك الإمكانيات المالية وموارد الطاقة المتوفرة لديها أو الغذاء.
وأشار إلى أن العالم بأثره تأثر سلبًا من هذه الحرب، حيث إنها بين دولتين هما سلة غذاء العالم، إذ يتحكمان في 30 في المئة من الأقماح، و18 في المئة من حجم الذرة، وأن أوكرانيا بمفردها تتحكم في 80 في المئة من زيت عباد الشمس كدولة واحدة على مستوى العالم.
وأوضح مدير مركز القاهرة للدراسات الاستراتيجية، أن الأزمة الروسية الأوكرانية كانت أزمة كاشفة، إذ كشفت أن دول الاتحاد الأوروبي هي أكثر الدول تأثرًا؛ لأن حجم الغاز الذي كان يتدفق من روسيا لدول الاتحاد يتجاوز 40 في المئة من حجم احتياجاتها، وبالتالي توقف هذا المد الروسي كان له آثار سلبية في حجم التضخم في ظل وجود شتاء قاسٍ هذا العام على المستوى الأوروبي، كما كشفت الحرب الكثير من أزمات الأنظمة المالية.