أحكم الجيش السوداني سيطرته على مواقع عسكرية بالخرطوم، أمس الأحد، في ثاني أيام اشتباكات اندلعت بينه وميليشيا الدعم السريع، خلّفت قتلى وجرحى، وسط حالة من انعدام الأمن شهدتها العاصمة على مدار الساعات الماضية، ودعوات عربية وأممية للتهدئة، تقدمتها وساطة مصرية جنوب سودانية، هبت لتأمين دعم استقرار وسلامة البلاد.
واندلعت مواجهات، السبت، بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في العاصمة الخرطوم، خلّفت قتلى وجرحى، وتجددت في اليوم الثاني بوتيرة مُتصاعدة بين الطرفين بمحيط مقر القيادة العامة للجيش السوداني، وفي مناطق عدة في الخرطوم ومناطق متفرقة من البلاد.
8 قواعد ومقرات عسكرية
أعلنت القوات المسلحة السودانية، بقيادة الفريق ركن أول عبد الفتاح البرهان، السيطرة على 8 قواعد ومقرات تابعة لميليشيا الدعم السريع المتمردة، بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو، الشهير بـ"حميدتي".
وأوضح الجيش السوداني في بيان مُقتضب نقلته صحيفة المشهد السودانية أن القواعد والمقرات التي أحكم قبضته عليها تقع في مدن: "بورتسودان، كسلا، القضارف، الدمازين، كوستي، كادوقلي، ومعسكر كرري بشمال أم درمان".
وفي بيان منفصل، في وقت لاحق، أعلن الجيش السوداني، سيطرة قواته من سلاح المدرعات، على معسكر الميليشيا المتمردة بضاحية الشجرة في "الري المصري" بالعاصمة الخرطوم.
وأكدت القوات المسلحة السودانية، إحكام سيطرة قواتها على كل مقار الميليشيا المتمردة، وقطع كل قنوات الاتصال بين أفرادها.
ونشر الجيش السوداني عبر حسابات شبه رسمية تابعة له، مقاطع فيديو تظهر جنوده يعتلون معدات عسكرية تابعة لميليشيا الدعم السريع، وأخرى ترصد خسائر تكبدتها قوات "حميدتي" بالأرواح والعتاد.
ونفت القوات المسلحة السودانية صحة ما تداولته أنباء عن قيادة الميليشيا المتمردة باستيلائها على مقرات تابعة لقيادة الجيش العامة، وأوضح الناطق الرسمي باسم الجيش السوداني، تعرض برج القوات البرية للحريق؛ نتيجة لنيران اشتباكات اندلعت بالصباح مع المتمردين وتمت السيطرة عليه، دون إصابات.
المتمردون يفرون للأحياء السكنية
حذرت القوات المسلحة السودانية من هروب الميليشيات المتمردة إلى الأحياء السكنية والتخفي وسط المدنيين، وناشدت السودانيين في بيان بـ"توخي الحذر الشديد من ميليشيات الدعم السريع التي لجأت لارتداء الزي المدني والدخول للأحياء السكنية".
وقف القتال 3 ساعات يوميًا
ووسط الوتيرة المُتصاعدة للقتال وأعمدة الدخان التي كست سماء العاصمة السودانية، استجاب طرفا النزاع إلى اقتراح للأمم المتحدة، يقضي بوقف القتال لمدة ثلاث ساعات بدءًا من بعد ظهر أمس الأحد.
وقال الجيش وقوات الدعم السريع في بيانين منفصلين إنهما وافقا على وقف القتال بدءًا من الساعة الرابعة مساءً حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي للسودان، وفق "رويترز".
وساطة مصر وجنوب السودان
وفي ضوء روابط تاريخية وعلاقات متميزة مُشتركة، عرضت مصر وجنوب السودان، الأحد، الوساطة بين الجيش السوداني والمتمردين من ميليشيا الدعم السريع، إذ ناشدت الجارتان الأطراف السودانية بـ"تغليب صوت الحكمة والحوار السلمي".
وقال المستشار أحمد فهمي، المُتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، إنه خلال اتصال هاتفي بين الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس جنوب السودان، سلفا كير، بحثا مستجدات الأوضاع الأخيرة في السودان، ودور مصر وجنوب السودان في دعم استقرار وسلامة السودان.
ودعت مصر إلى وقف فوري أمس الأحد، للعمليات العسكرية في السودان، وتغليب لغة الحوار؛ من أجل حل الخلافات، حفاظًا على سلامة واستقرار البلاد، وحماية مقدرات الشعب السوداني وطموحات ثورته المجيدة.
وعبرت مصر عن أسفها الشديد وخالص عزائها لسقوط ضحايا ووقوع إصابات بين صفوف الأشقاء في السودان، سواءً من العسكريين أو المدنيين، جراء المواجهات العسكرية الجارية.
اجتماعات عربية وإفريقية تحذر من تدخل خارجي
وأعرب مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، خلال اجتماع طاري، أمس الأحد، عن رفضه الشديد لأي تدخل خارجي، من شأنه تعقيد الوضع في السودان.
بدورها، عقدت الجامعة العربية اجتماعًا طارئًا، أمس، بشأن السودان، أكد خلاله الصادق عمر عبد الله، القائم بأعمال سفارة السودان لدى مصر، أن "ما يحدث في السودان شأن داخلي وأن جهود الدول العربية مطلوبة للمساعدة في تهدئة الأحوال بالبلاد، وأوصى بترك الأمر للسودانيين لإنجاز التسوية، بعيدًا عن التدخلات الدولية".
وقررت منظمة "إيجاد" إيفاد رؤساء كل من، كينيا وجنوب السودان وجيبوتي، إلى السودان بأسرع ما يمكن؛ لإجراء مصالحة، حسبما ذكر مكتب الرئيس الكيني، في إفادة مقتضبة نقلتها وكالة "رويترز".