يبدو أن هيمنة الأحزاب اليمينية على الكنيست الإسرائيلي المُقبل تُشكل قلقًا واسعًا للإدارة الأمريكية، وسط تكهُنات بأن إدارة جو بايدن، الرئيس الأمريكي، ربما ترفض التعامل مع إيتماربن جفير، عضو الكنيست المتطرف، الذي طالما عُرف بمواقفه اليمينية المتشددة، وسجله الجنائي الحافل بالجرائم ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته على مر سنوات، وشخصيات يمينية أخرى ستشغل مناصب في الحكومة المُقبلة، بقيادة بنيامين نتنياهو، زعيم المعارضة ورئيس حزب "الليكود"، وذلك بحسب موقع "واللا" الإسرائيلي.
وللمرة الأولى منذ فوزه بانتخابات الكنيست الـ25، تحدث بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، مع جو بايدن رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، لمدة 8 دقائق هنأ فيها الأخير نتنياهو على عودته للسلطة مرة أخرى، مشددًا على الالتزام الأمريكي بتعزيز العلاقات الممتدة مع إسرائيل، وسط تحذيرات من تعثر مساعي السلام في الشرق الأوسط بسبب صعود اليمين المتشدد بقيادة بن جفير إلى السلطة، حسبما ذكر الموقع الإسرائيلي.
مخاوف أمريكية من حكومة إسرائيل المقبلة
وكان أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، قد أعرب عن قلقه قبل أيام، بشأن تصاعد التوترات في الضفة الغربية المحتلة، بعد تشكيل حكومة يمينية قد تتسبب في إشعال الأوضاع بشكل غير مسبوق، وذلك، خلال اتصال هاتفي شكر خلاله يائير لابيد، رئيس وزراء إسرائيل المنتهية ولايته ورئيس حزب "ييش عتيد" الذي تراجع معسكره في الانتخابات التي عُقدت يوم الثلاء الماضي.
وبحسب "واللا"، أفاد مسؤولون أمريكيون بارزون بأنه في حال رفض الإدارة الأمريكية العمل مع بن جبير، فسيكون ذلك تطورًا غير مسبوقًا في العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، ومن المؤكد أنه سيُلقي بظلاله السلبية للغاية على العلاقات بين البلدين، فيما أشار مسؤولون آخرون في البيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة قد تواجه صعوبة في العمل مع سياسيين محددين لم يسموهم.
مواقف عنصرية ضد الفلسطينيين
ويُقدر الموقع الإسرائيلي أن إدارة بايدن قلقة بشكل خاص من مواقف "بن جفير" وأعضاء حزبه، العنصرية، ضد الفلسطينيين في مُدن القدس والضفة الغربية المحتلة، وكذلك ضد المواطنين العرب في إسرائيل، ولم يعرف بعد ما إذا كانت إدارة بايدن ستتبنى نفس السياسة تجاه "بتسلئيل سموتريتش" عضو الكنيست، وأعضاء آخرين في أحزابهم إذا تم تعيينهم وزراء.
جدير بالذكر أن إيتمار بن جفير لعب دورًا حاسمًا في الانتخابات الإسرائيلية الخامسة والعشرين، بعدما كان منبوذًا في الساحة السياسية الإسرائيلية، بسبب سجله الجنائي الحافل ضد الفلسطينيين، ويأمل "بن جفير" أن يتولى منصب وزير الأمن الداخلي في الحكومة الجديد، وفي حال حدوث ذلك، ستشهد الضفة الغربية والقدس فصلًا جديدًا من الصراع الممتد.