الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

العلاقات المصرية الإماراتية.. روابط وثيقة ومصالح مشتركة

  • مشاركة :
post-title
العلاقات المصرية الإماراتية.. روابط وثيقة ومصالح مشتركة

القاهرة الإخبارية - ضياء نوح

استقبل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمس الأربعاء 12 أبريل، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ضمن اللقاءات الدورية بين زعيمي البلدين؛ لبحث العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية، فيما بات تقليدًا سياسيًا راسخًا، يعكس الشراكة الاستراتيجية المُتنامية بين القاهرة وأبوظبي.

وتمتلك العلاقات المصرية الإماراتية رصيدًا كبيرًا من الثقة المتبادلة، تعود لما قبل تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين مصر ودولة الاتحاد، عززها تلاقي الفكر السياسي بين الزعيم جمال عبدالناصر والرئيس المؤسس حاكم إمارة أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحافظت عليها الروابط الأخوية والتبادل العلمي والثقافي بين الشعبين الشقيقين.

روابط وثيقة:

على مدار أكثر من 50 عامًا ترسخت ملامح العلاقات الاستراتيجية بين مصر والإمارات في المحددات التالية:

(*) علاقات أخوية مُمتدة: ارتبط تاريخ العلاقات المصرية الإماراتية بالروابط الأخوية الوثيقة بين زعماء وقيادتي البلدين الشقيقين والسمات المُشتركة المصاحبة لمرحلة تأسيس الجمهورية ودولة الاتحاد، وتعود للاتصالات المُبكرة بين الزعيم جمال عبدالناصر وحاكم أبوظبي، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، قبل قيام دولة الاتحاد والتي عكست الوحدة البنيوية للفكر السياسي لكلا الزعيمين، وتكامل رؤاهما القومية العربية والدعوة للوحدة والتضامن في مُواجهة العدو الخارجي المتمثل آنذاك في انتشار القوات البريطانية في الساحل الغربي للخليج العربي والاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية. وكان الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان أحد أبرز الزعماء العرب الداعمين لمصر، وأولهم في الدعوة لعودة مصر إلى الحاضنة العربية وإنهاء المقاطعة التي أعقبت توقيع اتفاق السلام.

ورسخت تلك التقاليد علاقات استراتيجية وحرصًا دائمًا، على التشاور وتكثيف التواصل بين زعماء وحكومتي البلدين على اختلاف العهود، ففي الفترة من يونيو 2014 إلى أبريل 2023، التقى الرئيس المصري عبدالفتاح والشيخ محمد بن زايد أكثر من 32 مرة بين القاهرة وأبوظبي والعلمين وشرم الشيخ والعقبة في لقاءات ثنائية أو متعددة إلى جوار الزعماء العرب، في تأكيد إضافي على حرص البلدين على التشاور الدائم.

(*) وحدة الهدف والمصير: الحفاظ على الأمن القومي العربي، كان حاضرًا في علاقات القاهرة وأبوظبي، وذلك في إطار الجهود المُشتركة للبلدين في حشد الدعم العربي لتحرير الكويت.

وفي أعقاب فترة من الاضطرابات عمت العالم العربي في الفترة من 2011 إلى 2013، دعمت أبوظبي خيارات الشعب المصري في ثورة الثلاثين من يونيو، ووقفت إلى جانب الدولة المصرية في جميع الإجراءات التي اتخذتها القيادة السياسية؛ حفاظًا على وحدة وتماسك الدولة الوطنية. ويُؤكد ذلك تصريحات الرئيس المصري في القمة العالمية للحكومات في فبراير 2023، إذ أكد الدور المركزي للشيخ محمد بن زايد في تنسيق الدعم العربي لمصر. وفي تأكيدٍ على روح التضامن وتأكيد الوحدة العضوية للأمن القمي المصري والإماراتي، التقى الرئيس السيسي ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة الإماراتية آنذاك، الشيخ محمد بن زيد، في 26 يناير 2022 بأبوظبي، بعد ساعات من الهجوم الإرهابي الذي استهدف دبي وأبوظبي بعدة صواريخ قادمة من اليمن.

وكان التعاون بين البلدين على استعادة عافية الدولة الوطنية العربية والوقوف بوجه التدخلات الخارجية في الشؤون العربية، محددًا رئيسيًا للشراكة الاستراتيجية المصرية الإماراتية، كشرط أولي لانطلاق مسيرة التنمية في العالم العربي والتي تُشكل القاهرة وأبوظبي نواة أساسية لها، في إطار تدشين الشراكة الصناعية التكاملية في مايو 2022 إلى جانب الأردن والبحرين، التي انضمت لاحقًا في يوليو الماضي. يدعم تكامل الدورين المصري والإماراتي في الفضاء الإقليمي، جهود إنهاء حقبة الأزمات في البلدان العربية، وعلى رأسها الملف السوري، ففي مواجهة جائحة كورونا وكارثة الزلزال المُدمر الذي دمر أجزاءً من شمال وغرب سوريا في فبراير الماضي، سارعت القاهرة وأبوظبي في تقديم المساعدات الإغاثية والطبية للأشقاء في سوريا، فعلى هامش مُشاركة مصر كضيف شرف رئيسي بالقمة العالمية للحكومات، كشف الرئيس السيسي عن حثه للشيخ محمد بن زايد على زيادة الدعم الإماراتي للأشقاء السوريين في أعقاب الكارثة، والمُقدر حينها بنحو 8 طائرات يوميًا، وفقًا لتصريحات الرئيس المصري.

الرئيسان المصري والإماراتي- أرشيفية

(*) تعاون استراتيجي متنامٍ: تمتلك القاهرة وأبوظبي دورًا رئيسيًا في جميع الفعاليات العربية والإقليمية، ولعل أبرز تلك المظاهر التعاون الأمني والاستخباراتي العربي، وجهود كلا البلدين للتهدئة في المنطقة وإعادة الانفتاح على قوى الجوار، على أساس المصالح المُشتركة واحترام سيادة الدول العربية، مع استمرار التنسيق المُكثف عبر تبادل الزيارات والمحادثات الهاتفية. ومن الجدير بالذكر أن رئيس دولة الإمارات كان حاضرًا إلى جوار الرئيس عبدالفتاح السيسي في افتتاح قواعد "محمد نجيب وبرنيس و3 يوليو".

وتتسع أجندة التعاون بين مصر والإمارات لتشمل المستويات كافة، بداية من التعاون الثنائي في إطار الشراكة الاستراتيجية للتحديث الحكومي وتأهيل الكوادر الإدارية، مرورًا بالتعاون العربي في إطار الشراكة الصناعية التكاملية؛ لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز نسبة المكون المحلي بالصناعة، فضلًا عن التعاون في مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله، وصولًا إلى التعاون على الصعيد الدولي في مكافحة تغير المناخ والبناء على مكتسبات العمل المناخي الدولي، في إطار تسليم رئاسة القمة من القاهرة إلى أبوظبي في نوفمبر المقبل، وكذلك العمل على دعم السلم والأمن الدوليين، وتقديم الحلول السلمية للأزمات الدولية اتساقًا مع ميثاق الأمم المتحدة والالتزام بقرارات الشرعية الدولية.

وختامًا؛ تحتفظ العلاقات المصرية الإماراتية بحيويتها وإمكاناتها الواعدة، بناءً على التفاهم العميق بين زعماء البلدين واتساق الرؤى والأهداف بين القاهرة وأبوظبي؛ مما ساهم في إحداث نقلات نوعية في العمل العربي المُشترك في أقل من 9 سنوات، ولا تزال تفاهمات القاهرة-أبوظبي، تمثل قوة دفع رئيسية في منظومة العمل العربي المُشترك.