تتكامل عناصر المسلسل الدرامي التليفزيوني "سوق الكانتو"، المنافس بقوة في دراما رمضان، لتشكل معًا وحدة خاصة ومزيجًا متناغمًا، وما بين أجواء تصوير ونصوص حوارية وديكورات وزوايا كاميرات وعناصر إضاءة وأداء ممثلين تميزت بالإبهار، كان لا بد أن يتناغم ذلك كله مع أزياء شخصيات العمل التي نفذتها مصممة الملابس مروة عبد السميع.
اسم مروة عبد السميع، تسبقه إشادة بمهام صعبة نفذتها في وقت سابق، منها المشاركة في تصميم أزياء افتتاح طريق الكباش، لذا فإن ثقة فريق العمل فيها وتوقعاتهم بأنها ستنفذ مهمتها بنجاح مضاعف كان تحديًا كبيرًا بالنسبة لها، يضاف إلى التحدي الخاص بتصميم أزياء المسلسل الذي تدور أحداثه في فترة تاريخية تعود إلى أواخر العشرينيات وأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، فكان لا بد أن تظهر أزياء "طه القماش" أمير كرارة و"راوية" مي عز الدين و"الحاج حسانين" عبد العزيز مخيون و"رشاد الحرامي" فتحي عبدالوهاب، وغيرهم من نجوم العمل متسقة مع هذه الفترة.
وأكثر ما شجع مصممة أزياء مسلسل "سوق الكانتو"، للمشاركة في العمل تواجدها مع المخرج حسين المنباوي، واصفة ذلك الأمر بأنه يضيف لمسيرتها الفنية، ومن أجل تنفيذ مهمتها بنجاح استعانت بمراجع كثيرة ومجلات، كما شاهدت أفلامًا قصيرة تتحدث عن فترة العشرينيات، حسبما تؤكد مروة عبد السميع، في حوارها لـ"القاهرة الإخبارية"، مشيرة إلى أنها حرصت على أن تكون على دراية تامة بطريقة ارتداء الملابس في هذه الفترة بكل التفاصيل الممكنة.
وذهبت مصممة الأزياء إلى محافظات مصرية مختلفة من أجل جمع عدد من الملابس للعمل، مشيرة إلى أن ذلك استغرق نحو 3 أشهر من البحث، لكنها أيضًا لم تجد القبعات والبرانيط الخاصة بالشخصيات، واضطرت إلى السفر خارج البلاد من أجل إحضار المناسب منها، ويعد أحد الصعوبات التي واجهتها أثناء تنفيذ المسلسل.
وأضافت مروة عبد السميع، أنا دقيقة للغاية في عملي، وكل تصميم أنفذه لعمل فني يتكون لدي إحساس داخلي عما ينقص التصميم، أو أبحث في تفاصيل صغيرة دقيقة تكاد لا يدري بها المشاهد ولكن داخليًا دائمًا أبحث عن الأفضل.
ولأن مي عز الدين تجسد في العمل دور "راوية" خياطة ومهتمة بالموضة، كان يجب أن تكون أزيائها مميزة، لذا عمدت مصممة ملابس "سوق الكانتو" إلى اختيار ملابسها بعناية شديدة لتناسب شخصيتها، قائلة: "ركزت أن تكون أزيائها بسيطة ومتنوعة وذات ألوان هادئة تليق مع شكلها كفتاة أجنبية تحب الموضة كثيرًا وتهتم بها".
وتابعت: أتحدى نفسي دائمًا بالأعمال الصعبة ولا أحب السهلة منها، مثل الأعمال التي يوجد بها استعراضات مثل افتتاح كأس العالم، وافتتاح طريق الكباش، ومثل هذه الأعمال تجعلني أحقق ذاتي، وأكثر الأعمال التي شكلت نقلة نوعية في مسيرتي الفنية في عالم الأزياء والمقرب إلى قلبي فيلم "طير أنت" و"موكب الكباش" في الأقصر، ومسلسل "سوق الكانتو"، الذي يُعرض حاليًا.
غابت مروة عبد السميع عن الدراما التلفزيونية ما يقرب من 3 سنوات واتجهت إلى الإعلانات، إذ قالت: لا أحب تواجدي كل عام في أعمال الدراما، بل أفضل أن أشارك في أعمال جديدة بملابس مختلفة تلفت أنظار الجمهور وتشكل نقلة في مسيرتي المهنية، وأتحمس كثيرًا لتصميم الملابس التاريخية.
ومنذ أكثر من عام قررت أن تركز على أعمال مختلفة جديدة في تصميم الملابس ويوجد بها ابتكار، لإثبات قدراتها، قائلة: وجودي في مسلسل يتحدث عن فترة زمنية مثل "سوق الكانتو"، شجعني كثيرًا وحمسني أن أصمم الملابس بدقة شديدة، خاصة أن أغلب الجمهور غير ملم بشكل هذا الوقت وبتفاصيل ملابسه.
وكان البعض حاول تشبيه ملابس مسلسل "سوق الكانتو" بالمسلسل الأجنبي Peaky Blinders، وحول ذلك قالت مروة عبد السميع: "لا يزعجني تشابه أزياء العمل مع أخرى، إذ توجد أعمال عربية وأجنبية عديدة تتحدث عن فترات زمنية سابقة ومقاربة للمسلسل الرمضاني المعروض حاليًا، منها فيلم "كيرة والجن" والمسلسل الشهير "حديث الصباح والمساء"، عام 2001، فهذا التشابه طبيعي ومنطقي.
ورغم انشغالها تتابع مروة عبدالسميع عمل زملائها من مصممين الأزياء، مشيرة إلى أن ما لفت انتباهها في دراما رمضان من ناحية الملابس، أزياء مسلسل "رسالة الإمام"، قائلة: "أحب الأعمال التي توجد بها مساحة شغل كبيرة ومهمة وصعبة أيضًا، وأزياؤها تحتاج إلى دراسة".