الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

نيللي كريم.. عملة نادرة راهنت على موهبتها فاتن حمامة

  • مشاركة :
post-title
الفنانة نيللي كريم

القاهرة الإخبارية - محمود ترك

مكالمة هاتفية من صناع مسلسل فاتن حمامة الشهير "وجه القمر"، أسهمت في منح نيللي كريم أولى خطواتها في الدراما التلفزيونية عام 2000، وعرفت بعدها أن الترشيح لدور "سماح" جاء بترشيح من سيدة الشاشة العربية، عقب أن شاهدتها في عمل فني، لتختارها وتقف أمامها مُجسدة دور ابنتها ضمن أحداث العمل.

انطلاقة فنية تُحسد عليها نيللي كريم، بل إنها لم تصدق نفسها في البداية، وظنت أنه ثمة خطأ وليست هي المقصودة للمشاركة في المسلسل، حسبما قالت في تصريحات تلفزيونية سابقة، لكن حدث الأمر ووقفت في النهاية أمام فاتن حمامة التي تعشقها للغاية، وتعد مصدر إلهام بالنسبة لها.

زادت ثقة نيللي كريم في نفسها بعد عرض المسلسل، لتعالج هذه الدفعة المعنوية الشديدة ما أفسدته الانتقادات التي واجهتها عقب عرض فوازير "حلم ولا علم" عام 1999، وينجح رهان فاتن حمامة على الوجه الجديد، إذ كانت تؤمن بأنها ممثلة موهوبة تحتاج إلى فرصة لإثبات الذات.

نيللي كريم وفاتن حمامة
حديث الصباح والمساء

لم تمر أشهر عقب هذا النجاح لتختار أعين المخرج أحمد صقر، الموهبة الشابة ويقدمها في تجربته الدرامية التلفزيونية المميزة "حديث الصباح والمساء" في تحدِ صعب، لكنها كانت مع مخرج صاحب خبرة ممتدة وقادرًا على أن يقدم الفنانين بشكل مميز، كما سبق أن فعل في أعماله "هوانم جاردن سيتي" و"من الذي لا يحب فاطمة" و"أوبرا عايدة"، لتجسد نيللي كريم في رواية نجيب محفوظ التي كتب السيناريو لها محسن زايد دور "دنانير"، في أحداث المسلسل الواقعة في فترة زمنية تاريخية بالعقد الثاني من القرن العشرين.

لم يتركها أحمد صقر، في تجربته التالية مسلسل "أبيض x أبيض" رفقة ممدوح عبد العليم وأحمد بدير وصفية العمري وميمي جمال وهالة فاخر، وتبعته ببعض الأعمال منها "أنظر حولك وابتسم" و"العميل 1001"، لكن انطلاقتها الجديدة جاءت من خلال مسلسل "هدوء نسبي" عام 2009، الذي ذهبت به إلى منطقة مختلفة في الأداء مع الممثل السوري عابد فهد والمخرج التونسي شوقي الماجري، إذ تدور أحداثه حول مجموعة إعلاميين من دول مختلفة يضطرون إلى البقاء في العراق بعد الغزو الأمريكي.

نيللي كريم في مسلسل ذات
كاملة أبو ذكري

وكما رسم القدر لنيللي كريم أن يكون اكتشافها على يد امرأة وهي سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، كان إعادة اكتشافها على يد امرأة أيضًا، أسهمت المخرجة كاملة أبو ذكرى في تقديمها للجمهور بشكل جديد من خلال مسلسل "ذات" الصادر عام 2013، في أول بطولة درامية تلفزيونية مطلقة لها، بعد أن كاد الدور أن يذهب إلى ممثلة أخرى، لكن عاد إليها من جديد، لتجسد دور "ذات" الطالبة الجامعية، التي مع تطور مراحل عمرها نرى ملامح تغير المجتمع المصري والتغيرات الطارئة مجتمعيًا واقتصاديًا وسياسيًا وفكريًا.

الانطلاقة الجديدة للممثلة جعلها تستحق لقب ممثلة قديرة، حسبما قالت لها فاتن حمامة، في مكالمة هاتفية عقب مشاهدتها لمسلسلها "سجن النسا" مع المخرجة نفسها، لكن بقصة مستوحاة من واقع مرير تعيشه نساء مصريات تعرضن للسجن ظلمًا، وأشادت وقتها سيدة الشاشة العربية بمستوى الأداء الذي وصلت إليه ابنتها في "وجه القمر".

عقب ذلك النجاح حافظت نيللي كريم على تواجدها في الدراما الرمضانية لأعوام تالية، وبأعمال تطرقت فيها لموضوعات درامية جادة وصعبة، لتبكي الجمهور بشخصياتها "مريم ندى"، "ملك عبد الله الكيلاني"، و"جميلة"، في مسلسلات "تحت السيطرة"، "سقوط حر"، و"لأعلى سعر" على التوالي، حتى أدركت بذكائها الفني أنها بحاجة إلى التغيير في نوعية الأدوار التي تقدمها وتبتعد كثيرًا عن التراجيديا.

التغيير أيضًا جاء مع مخرجتها المفضلة كاملة أبو ذكرى، من خلال مسلسل "بـ100 وش"، وبأحداث كوميدية خفيفة، ومن خلال مغامرات مجموعة لصوص، نجح العمل في أن يكون وجبة درامية كوميدية مفضلة للجمهور، خصوصًا أنه عرض في بداية انتشار فيروس كورونا وفترة الحجر الصحي، ليكون المسلسل بمثابة الرفيق خفيف الظل الذي يهوّن على المشاهدين مشاعر القلق والاكتئاب بسبب العزلة والرعب من الفيروس المجهول.

نيللي كريم في دور صعيدية لأول مرة
فاتن أمل حربي

دائمًا تبحث نيللي كريم عن مناطق جديدة للإبداع، خصوصًا مع الإيمان الكامل والمتزايد عامًا تلو الآخر من صناع الدراما بموهبتها الفنية، لنرى تعاونها مع المخرج محمد جمال العدل، في مسلسل "فاتن أمل حربي"، العام الماضي، الذي ناقشت من خلاله قضايا تتعلق بالمرأة وقانون الأحوال الشخصية والمتاعب التي تواجهها المرأة المُطلّقة، ليصبح العمل حديث مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بإشادة نقدية ويكون أيضًا محور حديث العديد من اللقاءات والنقاشات التي تتعلق بحقوق المرأة.

صعيدية للمرة الأولى

وتكرر نيللي كريم في رمضان الحالي تعاونها مع المخرج محمد جمال العدل، لكن كعادتها تطرق منطقة جديدة، لتذهب إلى صعيد مصر، ولأول مرة تجسّد شخصية صعيدية بمسلسل "عملة نادرة"، في دور "نادرة" التي تخوض صراعًا شرسًا بعد وفاة زوجها للحصول على حقها في الميراث، لتؤكد من خلال العمل أنها بالفعل عملة نادرة تزيد قيمتها كلما اكتسبت خبرات جديدة، مع تمتعها بموهبة راهن عليها الكثيرون ولم تخب ظنهم، كما تثبت أنها ممثلة قوية، هذه القوة التي اكتسبتها من والدتها، حسبما تؤكد في حوار تلفزيوني لها، قالت عنها "تعلمت من أمي ألا استسلم، وألا أجعل أي شيء يكسرني".