خالد النبوي تقمّص شخصية الإمام منذ يونيو الماضي.. وقرأ عن الشخصية وكأنه يؤدي رسالة دكتوراه
دائمًا ما تشكّل الأعمال الدرامية التاريخية تحديًا كبيرًا لصنّاعه على جميع المستويات، بداية من تناول العمل والسيناريو والديكور والملابس، وغيرها من العناصر التي تعبر عن حجم الإنتاج الذي خصص لهذا العمل، ليخرج بصورة لائقة محققًا هدفه ورسالته المنشودة، وتشهد الدراما المصرية عودة قوية للدراما التاريخية بمشاركة مسلسل "رسالة الإمام" بطولة النجم خالد النبوي، إذ صاحب عرض البرومو الخاص بالعمل ضجة كبيرة لما يمثله العمل من أهمية خاص، وتحديدًا شخصية الإمام محمد بن إدريس الشافعي الذي يتناول العمل سيرته الذاتية، وتحديدًا سنواته الأخيرة التي قضاها في مصر.
يؤكد محمد هشام عبية، مؤلف العمل، لـ"القاهرة الإخبارية" أن الدراما التاريخية تتسم بأهمية كبيرة على المجتمع لما تثيره من بحث وقدرة على التفكير وإعادة النظر في الأشياء، وهذا أكثر ما حمّسهم لتقديم مسلسل "رسالة الإمام"، حسب تعبيره.
يضيف "عبية" أن فكرة المشروع كانت لدي الشركة المنتجة، وقال: "كانت فكرة العمل من البداية مع المؤلفة المصرية مريم نعوم وورشة سرد، وعندما اعتذرت عن العمل، توليت كتابة المشروع وتطويره وكتابة حلقاته، بجانب الإشراف على الكتابة بالتعاون مع سبعة من الكتّاب المصريين والسوريين، وكانت فكرة العمل داخل كل شخص ساهم في صناعة المسلسل، وجميعنا اتفقنا على تقديم جزء من سيرة الإمام الشافعي، لأنه شخصية مؤثرة في التاريخ الإسلامي، وفي الوجدان المصري أيضًا".
تناول مختلف
يحمل مسلسل "رسالة الإمام" تناولًا مختلفًا عما قدّم من قبل، هذا ما يؤكده مؤلف العمل، وقال: "حرصت وفريق الكتابة، بجانب المخرج، على التركيز على السنوات الأخيرة في حياته، وتحديدًا تلك التي قضاها الإمام الشافعي في مصر، فهذه السنوات كانت مليئة بالتغيرات الاجتماعية والسياسية، ويتناول المسلسل العلاقة التبادلية بين الإمام الشافعي والحضارة المصرية العظيمة والمؤثرة".
ويضيف: "الغرض الأساسي من هذا العمل هو تقديم جزء من سيرة شخصية مؤثرة واستعراض جزء من تاريخ مصر في هذه السنوات، وليست هناك رسالة معينة يريد المسلسل أن يوصلها للمشاهد، فالأخير هو من له الحق في اختيار الرسالة التي يريد أن يتلقاها من العمل، وآمل أن يستقبل الجمهور العمل بشكل إيجابي وأن يكون راضيًا، ويحقق له قدرًا من الإشباع، خاصة أن هذا النوع من الدراما غاب لسنوات طويلة عن الجمهور، لذا أتمنى أن يكون مسلسل "رسالة الإمام"، فرصة للعودة إلى هذه النوعية والشاشة في رمضان".
التحديات
دائمًا ما يواجه صنّاع الأعمال التاريخية الكثير من الصعوبات والتحديات، هذا ما أوضحه مؤلف العمل، إذ يقول: "يحتاج العمل التاريخي للكثير من الوقت في البحث والاستقصاء والمراجع، لكن ما ساعدنا في هذا الأمر وجود الباحث علاء عزمي، وهو شخص دقيق قدّم المشروع بشكل مميز في تفاصيله الخاصة، من حيث الملابس والديكور والإكسسوار، بالإضافة إلى الجزء الفقهي والمجتمعي".
يؤكد محمد هشام عبية أن مسلسل "رسالة الإمام "، أثّر في شخصيته وكتابته بشكل كبير بعد انتهائه من العمل، ويقول: كان المشروع مفيدًا لي بنسبة كبيرة جدًا، لأنني لأول مرة أكتب مسلسلًا تاريخيًا في هذه الفترة الزمنية، وهو ما دفعني للقراءة بشكل مكثف حول هذه الفترة، والبحث في المراجع، وإعادة النظر في مسألة التاريخ المصري بعد دخول الإسلام مصر، بالإضافة إلى الاطلاع على مراحل تطور فقه الإمام الشافعي، وما كان يلزمه من فقهاء هذه الفترة الزمنية، لذا كان هذا العمل بمثابة فرصة للاطلاع والبحث والإضافة والتطوير في أدواتي الكتابية".
اختيار موفق
يرى مؤلف العمل أن اختيار الفنان المصري خالد النبوي لتجسيد شخصية الإمام الشافعي موفق، ويقول: "خالد النبوي شخص مثقف للغاية، ومتمكن من أدواته، فمنذ شهر يونيو الماضي وهو يتقمص شخصية الإمام الشافعي، ويتحدث بلغته ولسانه، بالإضافة إلى قراءته الجيدة للشخصية كأنه يؤدي رسالة دكتوراه عنها".
