السينما الفلسطينية أثبتت نفسها على مستوى العالم رغم الظروف شبه المستحيلة التي نعمل فيها
مينا في "الغرفة 207" لا يشبهني.. واللهجة المصرية أصعب ما واجهني في المسلسل
أتمني من الجهات المسئولة في فلسطين أن تمنح الفن الاهتمام الكافي لقدرته على التغيير في المجتمع
ممثل فلسطيني من طراز رفيع، يحمل بصمة خاصة في كل أعماله، مكنته من أن يكون صاحب حضور مميز في أي عمل يشارك فيه، سواء على المستوى المحلي أو العالمي، إنه الفنان الفلسطيني كامل الباشا، الذي سبق أن حصل على جائزة أفضل ممثل من مهرجان فينسيا عن دوره بفيلم "القضية رقم 23".
وفي حواره مع موقع قناة "القاهرة الإخبارية"، تحدث كامل الباشا عن أحدث مشاركاته في مسلسل "الغرفة 207"، مع الفنان محمد فراج والفنانة ريهام عبد الغفور، وطبيعة دوره، وصعوبة التمثيل باللهجة المصرية.
كما تطرق في حواره إلى فيلم "حمزة" الذي يشارك في الدورة 44 لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وأنه أول فيلم فلسطيني يتم تمويله شعبيًا، والرسالة التي يتناولها العمل، والصعوبات والتحديات التي واجهته في أثناء تصويره، وتفاصيل أخرى تحدث عنها في هذا الحوار:
تشارك في فيلم "حمزة"، ما القضية التي يتناولها العمل؟
فيلم غريب ومعقد في التركيب ومتعدد القراءات، وعندما يشاهد الجمهور كل منهم سيفسره بشكل مختلف عن الآخر، لكنه في النهاية هو يقدم رسالة مهمة، هي ماذا تفعل عند الخوف، هل تواجهه أم تهرب منه؟
والحقيقة أنني سعيد جدًا بعرضه في المهرجان، فهذا أول عرض عالمي له، وأتمنى أن ينال إعجاب الجمهور بقدر جهدنا وإيماننا برسالة وقضية العمل.
ما تفاصيل شخصيتك في العمل؟
أجسد شخصية مناضل فلسطيني تعرض للسجن في بداية حياته، واستشهد صديقه في أثناء محاولتهما القيام بعملية مسلحة، وطوال الوقت يشعر بالخوف، حتى يقرر أن يتخلص من الخوف عن طريق رحلة في الغابة واصطياد أسد، وهو شخص طوال الوقت يعيش في وهم ولا أحد يفهم ماذا حدث له.
يعتبر فيلم "حمزة" أول عمل يتم تمويله شعبيًا بأموال فلسطينية.. كيف ترى هذه الخطوة؟
بالفعل هذا الفيلم تم تمويله من الشعب الفلسطيني، فالمخرج والمنتج جمعوا تكاليف الفيلم من خلال "الإنترنت"، وأغلب الذين عملوا في هذا العمل، كانوا بشكل تطوعي، وهناك فلسطينيون كانوا يساعدوننا في الأكل أيضًا والملابس والسيارات الخاصة بهم، فهذا العمل تم إنتاجه بحب وشغف واهتمام ليس فقط بالسينما الفلسطينية ولكن بالقضية الفلسطينية.
ما التحديات والصعوبات التي واجهتك في هذا العمل؟
التحديات بالنسبة لي كانت في الجهد العضلي، فهذا العمل أرهقني بشكل كبير جدًا، خاصة أنا عمري تجاوز 60 عامًا، وأنا طوال الفيلم كنت أركض لمسافات طويلة، بالإضافة إلى التصوير في مناطق مثل الغابات كانت مليئة بالأشواك والحجارة، إضافة إلى التصوير في أجواء حارة، فكانت هذه أبرز الصعوبات بالنسبة لي.
كيف ترى الوضع الفني في فلسطين وما الذي تتمنى أن يحدث فيه؟
الوضع الفني في فلسطين مثله مثل أي شيء في فلسطين، فنحن نعاني من الاحتلال، والفن عندنا يعتمد بشكل أساسي على جهود شخصية، فمن الصعب أن نحصل على تمويل لأي فيلم، وليس لدينا فرص للتسويق، أو دور عرض كافية، وبالتالي لا يكون هناك أي مردود من الإنتاج السينمائي سوى المشاركة في المهرجانات الدولية، ورغم الظروف شبه المستحيلة، التي نعمل فيها إلا أن السينما الفلسطينية استطاعت أن تثبت نفسها على مستوى العالم، والفنانون الفلسطينيون متواجدون في كل مكان وأثبتوا موهبتهم الفنية.
وأتمنى من الجهات المسؤولة عن فلسطين والتليفزيون الفلسطيني، أن تعطي الاهتمام الكافي للفن، لأنه لا يوجد اهتمام به، لضعف الإمكانات أحيانًا، وأغلب الوقت لعدم إداركهم بقيمته، ومدى أهميته وقدرته على التأثير والتغيير في عقول وطريقة أسلوب حياة الناس، فنحن نعاني من الضعف والاحتلال، لكننا ما زلنا نناضل بالفن كما يناضل غيرنا بطريقة أخرى.
معنى ذلك أنك تشعر بعدم الاهتمام بالفن والفنان بالقدر الكافي
لنتفق أن الفنان مثله كأي مواطن، لكن إذا تم الاهتمام به تتطور البلد، وإذا ما تم إهماله يكون الوضع صعبًا وسيئًا، لكن لا بد في الوقت نفسه أن يكون الفنان مخلصًا لوطنه حتى يشرفها.
قدمت مؤخرًا تجربة جديدة في الدراما المصرية من خلال "الغرفة 207"، ما تقييمك لها؟
الحقيقة أن تجربتي في العمل كانت ممتازة من كل النواحي، سواء على مستوى الإخراج أو التصوير أو الممثلين أو السيناريو، وأيضًا كواليس العمل، كل هذا كان جيد جدًا، واستمتعت بهذه التجربة بشكل كبير، وأعتز بها، وأشعر أنها ستقربني من الجمهور المصري بشكل خاص والجمهور العربي بشكل عام.
كما أن ردود فعل الجمهور على الحلقات الأولى كانت ممتازة بشكل كبير وأسعدتني، والحلقات المقبلة ستكون مليئة بالإثارة والغموض أكثر من الحلقات السابقة.
العمل يحمل أسلوبًا جديدًا على مستوى الشكل والسيناريو.. هل هذه الأسباب كانت عاملًا وراء خوضك هذه التجربة؟
بالفعل ما حمسني لخوض التجربة، هو أن العمل مكتوب بشكل رائع، فرغم أن المسلسل يحمل قدرًا من الإثارة والتشويق، إلا أنه يتضمن أيضًا بُعدًا فلسفيًا ونفسيًا من خلال الحوارات بين الممثلين، وهذا الشيء نادرًا ما نجده في عمل درامي يعتمد على الإثارة.
ما الذي جذبك في شخصية "مينا" التي تقدمها ضمن أحداث العمل؟
الحقيقة أن شخصية "مينا" التي أجسدها بعيدة عن شخصيتي الحقيقية، فهو رجل كتوم للغاية ولا يحب كثرة الكلام، وعميق، وبداخله أسرار كثيرة، ومتدين ومحب ولطيف، وبه جانب رومانسي، والجانب الأخير هو العامل المشترك بيننا، وهو ما ساعدني كثيرًا في تقديم الشخصية، لأنني شخص لا يميل إلى العنف أو الجريمة، بل أميل أكثر إلى الأعمال الرومانسية.
ما الصعوبات التي واجهتك في هذا العمل؟
الصعوبة كانت في اللهجة المصرية، لأنني شخص فلسطيني وبالتالي عندما أفكر في الكلام، أفكر باللهجة الفلسطينية، وهذا الأمر كان أصعب شيء واجهني في العمل، وتغلبت عليه من خلال حفظ السيناريو على فترات طويلة وتكراره.
ما الأعمال الفنية التي تستعد لها خلال الفترة المقبلة؟
هناك أعمال فنية كثيرة أستعد لها خلال الفترة المقبلة، على رأسهم فيلم مصري، ومسلسل أسترالي، بالإضافة إلى مسرحية في اليابان ولدي أيضًا فيلم قصير في الأردن.