الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شكري سرحان.. حاوي الفن الذي ابتعد عن الشر خوفا من تأثيره على الجمهور

  • مشاركة :
post-title
الفنان المصري شكري سرحان

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

الشكل والأداء وخفة الظل والقدرة على تقديم أدوار الخير والشر، كلها صفات مميزة جمعها الفنان شكري سرحان في مشواره الفني الممتد لأكثر من 5 عقود، إذ نجح في خطف قلوب الجماهير، محققًا المعادلة الصعبة ليقدم مشوارًا فنيًا مميزًا. 

من قلب محافظة الشرقية خرج الفنان شكري سرحان، الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، إذ كانت مفارقة القدر الغربية أن يشهد شهر مارس ذكرى ميلاده أيضًا، ونجح بطريقته المميزة في الوصول لقلوب الناس الذين لقبوه بـ"ابن النيل".

شكري سرحان في فيلم شباب امرأة

تميّز الفنان شكري سرحان بالقدرة على تلوين نفسه بأدواره المتنوعة، وفي كل مرة يصدقه الجمهور، وقدّم الفتى الساذج بشخصية "إمام" في فيلم "شباب امرأة"، و"أبو العلا" المغلوب على أمره في "الزوجة الثانية"، و"علي" الضابط في فيلم "رد قلبي"، والشاب اللعوب في فيلم "ريا وسكينة"، بخلاف أدوار الشر في أكثر من عمل فني، لكنه قرر في سنوات عمره الأخيرة، خاصة آخر 10 سنوات أن يقلل من نوعية أدوار الشر، رغم أن هذا الأمر أثّر على عدد من أعماله.

وقال شكري سرحان في لقاء تلفزيوني: "كل الأدوار أحبها وأجد نفسي فيها، لأن الأدوار مجموعة من الشخصيات والبشر وبالتالي هي الحياة، لكنني في السنوات الأخيرة من حياتي كنت أرفض الأدوار الشريرة، خاصة بعدما زرت بيت الله وأديت فريضة الحج، فكنت أخاف أن يكون الشر الذي أقدمه عميقًا فيحبه الغير من خلالي، فتكون الكارثة إذا تأثر به أحد ويعاقبني الله عليه".

شكري سرحان وأحمد مظهر من فيلم رد قلبي

حقق فيلم "رد قلبي" نجاحًا كبيرًا، إذ يعتبر علامة في تاريخ السينما المصرية، أرّخ لفترة مهمة من حياة المصريين، وتصدر شكري سرحان البطولة مع كوكبة من النجوم، مثل رشدي أباظة ومريم فخر الدين وصلاح ذو الفقار وأحمد مظهر.

وسرد شكري سرحان ذكرياته مع الفيلم، إذ أكد أنه يعتز به ومن أقرب الأفلام إلى قلبه، ويقول عن ذلك: "ربنا أكرمني في هذا الفيلم وحصلت فيه على الجائزة الأولى، كما تم منحي وسام الجمهورية، وهو من الأفلام المهمة جدًا بالنسبة لي ولأي مواطن مصري وعربي، لأننا نرى فيه الفرق بين مصر قبل وبعد الثورة".

كان مشهد الحصان والخطة التي دبرها الفنان أحمد مظهر للفنان شكري سرحان في فيلم "رد قلبي" من المشاهد القوية، ليؤكد شكري سرحان أن أحمد مظهر كان خائفًا للغاية وراء الكاميرا من أن أعتلي ظهر الحصان لأنه يعرف أن الحصان قوي وصعب السيطرة عليه، وهو ما يعكس عظمة ونبل إحساس مظهر بزميله خلال التصوير.

قدّم شكري سرحان للسينما المصرية علامات بدأها بفيلم "لهاليبو"، واختتمها في مطلع التسعينيات بفيلم "الجبلاوي"، إذ سجّلت السينما المصرية تطورات ومراحل حياته، إذ إنه لم يفارق الكاميرا منذ أن وقف أمامها في الشباب وحتى الشيخوخة.

كان للدراما التلفزيونية نصيب كبير من أعماله، لكنه كان يميل لتقديم الأدوار التاريخية، مثل "عمرو بن العاص" و"محمد رسول الله"، و"الكعبة المشرفة"، و"رفاعة الطهطاوي" وغيرها بخلاف الأعمال الاجتماعية، ليتخذ في آخر سنوات حياته نهجًا بالتقرب إلى الله، حتى لُقّب بعاشق القرآن لمدوامته على القراءة والحفظ بجانب أداء فريضة الحج.

حصد شكري سرحان محبة الجمهور وبخلاف التكريمات سواء من مهرجان القاهرة السينمائي واختيار 15 فيلمًا من أفلامه بين أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، بجانب الأوسمة والجوائز عن عدد من أفلامه، مثل "رد قلبي"، و"شباب امرأة"، و"الزوجة الثانية"، وغيرها.

"الحياة رحلة قصيرة وإن طالت ولا يبقى منها سوى الذكرى والعمل ومحبة الناس"، كان هذا شعار شكري سرحان الذي عشقه الجمهور، وكان من المؤثرين في تاريخ السينما المصري، ليرحل عن حياتنا في مثل هذا اليوم 19 مارس 1997، لكن أعماله لا تزال تُخلّد ذكراه.

شكري سرحان