ربط الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ظاهرة الجفاف بالزيادة في عدد اللاجئين والمهاجرين غير الشرعيين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا.
ودعا الرئيس الإيطالي خلال زيارته الحالية لكينيا، إلى اتخاذ إجراءات لمكافحة أزمة المناخ من أجل معالجة السبب الجذري لمشكلة الجفاف. وقال ماتاريلا عقب اجتماعه مع الرئيس الكيني وليام روتو في نيروبي: إن "الجفاف الناجم عن تغير المناخ، يخلق صعوبات هائلة، فالجفاف يخلق أزمة غذائية تدفع بظاهرة الهجرة إلى الأمام".
وأضاف "إننا نعاني أيضا من الجفاف في أوروبا"، مشيرا إلى أن الحكومة الإيطالية ملتزمة بمكافحة تغير المناخ في برنامجها، وأنها حذرت سابقا من الحاجة إلى اتخاذ إجراءات جادة وملموسة لبعض الوقت لمكافحة ظاهرة تغير المناخ.
وتابع "يؤلمنا أن بعض الدول تعمل على تأخير معالجة المشكلة إلا أنه لم يعد هناك وقت، فيجب أن تبدأ المعركة ضد تغير المناخ على الفور".
وحث ماتاريلا، الاتحاد الأوروبي إلى بذل المزيد من الجهد لتخفيف العبء عن البلدان المعرضة بشكل أكبر للجفاف لأسباب جغرافية، وقال "نسعى إلى إقامة علاقات تعاون مع البلدان الأصلية للتدفقات من المهاجرين، لكننا نعلم أن الحجم التاريخي والمتزايد لظاهرة الهجرة لا يمكن أن يواجهه بلد واحد بمفرده، ولكن فقط بعمل أوروبي واضح وجيد التنظيم ومعالجة المشكلة بإجراءات منهجية".
وتعاني كينيا ومنطقة القرن الإفريقي كلها من ظاهرة الجفاف منذ عدة سنوات. وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإن حوالي 129 ألف شخص وصلوا إلى الحد الأقصى من انعدام الأمن الغذائي، ويواجهون خطر الموت في منطقة القرن الإفريقي الكبرى، التي تشهد جفافًا رهيبًا منذ عدة سنوات.
وتقول منظمة الصحة العالمية، إن حوالي 48 مليون شخص يواجهون مستوى حساسًا من انعدام الأمن الغذائي في المنطقة، وبين هؤلاء الأشخاص، هناك ستة ملايين في حالة طارئة من انعدام الأمن الغذائي (المرحلة 4 من التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي) و129 ألفًا في وضع الكارثة (المرحلة 5)، وهو المستوى الأقصى.
وتسببت المواسم الخمسة المتتالية من عدم هطول الأمطار حتى الآن في منطقة القرن الإفريقي، في نفوق الملايين من رؤوس الماشية وتدمير محاصيل، ودفعت بملايين الأشخاص إلى مغادرة مناطقهم بحثا عن الماء والغذاء في أماكن أخرى.