"معركة باخموت"، واحدة من المعارك الشرسة والحاسمة في الحرب "الروسية - الأوكرانية، ففيها اجتمعت قوات "فاجنر" والقوات المسلحة الروسية ضد الجيش الأوكراني، ورغم ذلك لم تنته بعد هذه المواجهة التي دخلت شهرها التاسع؛ لأن المدينة مثل قطعة "الدومينو" إذ سقطت ستؤدي لانهيار جميع المقاطعات الأخرى بأوكرانيا لإحكام السيطرة جغرافيًا على إقليم "الدونباس".
وأوشكت قوات فاجنر والقوات الروسية على قطع خطوط الإمدادات العسكرية الكاملة عن القوات الأوكرانية في مدينة "باخموت"، فيما تواصل تقدمها شمال المدينة على الطريق المؤدي إلى "سيلا فسك".
باخموت نقطة بداية لسقوط مدن أوكرانية
الأكاديمي والمحلل السياسيى، الدكتور محمود الأفندي، قال إنَّه منذ 2014 وحتى الآن كانت أوكرانيا لا تريد تطبيق اتفاقيات "مينسك" التي هي عبارة عن سلسلة من الاتفاقيات الدولية التي سعت إلى إنهاء الحرب في منطقة الدونباس بأوكرانيا، مضيفًا أن "باخموت" نقطة بداية لتقدم القوات الروسية، والهدف الأساسي للعملية العسكرية الروسية هي تحرير "الدونباس".
ويري "الأفندي" أنَّ أوكرانيا تستخدم خدعًا عسكرية في هذه الحرب مثل بالونات على شكل مدفع أو دبابة، أو هياكل خشبية وأهداف كاذبة لاستهلاك الذخيرة الروسية، وهي وسيلة فعّالة منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا طبيعي جدًا لكن أوروبا الآن تستخدم هذه الأخبار للاستهلاك الإعلامي، متوقعًا استمرار الخدع العسكرية من أجل تذكير العالم بأنهم من انتصروا على الفاشية.
"باخموت".. معركة وجود
ولعل من أهم الأسباب التي تمنع التقدم السهل لروسيا في "باخموت" كثافة الوجود العسكري للجيش الأوكراني، وذلك وفقًا لعضو حزب البتريوت الأوكراني، الدكتور رامي أبوشمسية، الذي اعتبرها مثل بقية المدن الأوكرانية، موضحًا في حديثه لـ"القاهرة الإخبارية"، أنَّ الدفاع عن جميع الأراضي الأوكرانية واجب وطني و"باخموت" بالنسبة للقيادة الأوكرانية معركة وجود، خصوصًا أن الأوكران لم يعلنوا الحرب بل يدافعون عن أراضيهم.
وعن تحرير "الدونباس" علَّق عضو حزب البتريوت قائلًا: "ممن تحرر الدونباس وهم يقيمون في وطنهم"، متهمًا الجيش الروسي بتدمير المدن والأراضي، مؤكدًا أن روسيا تقود حربًا شاملة على أوكرانيا التي قبلتها وجاهزة للدفاع عن أراضيها ومواطنيها، كما دفعت القيادة الأوكرانية بـ70 ألف جندي لـ"باخموت".
ورغم الخسائر الكبيرة التي أصابت الجيش الأوكراني، التي وصفها "أبوشمسية" بـ"فادحة" إلًا أن الجيش الروسي تلقى خسائر في صفوف جنوده ضعف نظيره الأوكراني الذي يصمد للدفاع عن أراضيه.