بعدما فتح رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الباب أمام إرسال طائرات مقاتلة إلى أوكرانيا، لتلبية نداء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يخطط البلدان لتصنيع الأسلحة والمركبات العسكرية البريطانية داخل أوكرانيا، وهو ما أسهم في تأجيج الأزمة السياسية بين موسكو ولندن، بحسب ما يراه محللون.
ويرى خبراء روس أن الحرب في أوكرانيا تدار من لندن، وطالبوا بتحويل لندن إلى رماد حال استخدام كييف صواريخ بريطانية لضرب القرم.
وأكد السفير الروسي في لندن، أن موسكو لا تستبعد طرد السلطات البريطانية لدبلوماسيين روس مجددًا، وأن مجلس العموم البريطاني يعد تشريعًا يهدف لمصادرة الأصول الروسية المجمدة، فيما صرح رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، بأن بريطانيا تدرس مع شركائها السماح باستخدام الأصول الروسية لإعادة إعمار أوكرانيا.
الدعم البريطاني لأوكرانيا
وفي السياق ذاته، قال نورمان رو، المسؤول الاستخباراتي الأمريكي السابق، من واشنطن، إن بريطانيا بدأت تدريب قوات أوكرانية منذ عام 2014، وإن دعم بريطانيا لكييف لم يتغير رغم تغير رئيس الوزراء 3 مرات، منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية.
وأضاف "رول"، في تصريحات لبرنامج "10 داونينج ستريت"، الذي تقدمه الإعلامية جمانة هاشم، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، اليوم الجمعة، أن الموقف بين بريطانيا وأمريكا يشهد تباينًا بسيطًا تجاه الأزمة الروسية الأوكرانية، فيما يرى أن واشنطن تعمل على وقف القتال في أوكرانيا من خلال مجلس الأمن الدولي، وأن روسيا كذبت على المجتمع الدولي عندما قالت إنها لن تغزو أوكرانيا، على حد قوله.
فيما أيد يحيي حرب، الكاتب والباحث السياسي، من لندن، القول إن الأزمة الأوكرانية تدار من لندن، واصفًا هذا التحليل بأنها "صحيح ودقيق للغاية"، وأن بريطانيا تعتبر روسيا الخطر الأكبر على أمنها القومي.
وأشار "حرب"، في تصريحات لبرنامج "10 داونينج ستريت"، إلى وقوع احتكاك بين القوات الروسية والبريطانية أكثر من مرة، وأن بريطانيا أكثر الدول حماسة للحرب في أوكرانيا لأنها الأبعد.
وأوضح، أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد تأكيد هيمنتها على العالم من خلال دعم أوكرانيا، في الوقت الذي تريد موسكو نظامًا عالميًا متعدد الأقطاب.
سبب موقف لندن المتشدد
أما يفغيني سيدروف، الباحث السياسي، من موسكو، فيرى أن موقف لندن المتشدد تجاه موسكو، هو نتيجة منطقية للتوتر بينهما.
وأضاف "سيدروف"، لبرنامج "10 داونينج ستريت"، أن الولايات المتحدة الأمريكية تلمح إلى إمكانية العودة للحوار بشأن أوكرانيا، لكنه أعاد تصريحات بوريس جونسون رئيس وزراء بريطانيا الأسبق، بأنه "لا يمكن إجراء أي حوار مع روسيا".
وأوضح، أن بريطانيا وبولندا تصران على تزويد أوكرانيا بالمقاتلات.