المجتمع اللبناني بحاجة إلى أغنيات تمنحه الأمل في ظل الأزمات التي يمر بها
الغناء بلهجات مختلفة يميزني.. و"خط الرجعة" نقلة نوعية في مشواري الفني
كوّنت قاعدة جماهيرية كبيرة في الجزائر.. وأنتظر طرح أغنيتي مع أمين بابيلون
"ليس كل قصة حب لا بد أن تنتهي بخلاف ومشكلات وتعصب".. كانت هذه الرسالة التي اختارت المطربة اللبنانية كارلا شمعون أن تقدمها من خلال أغنيتها الجديدة "خط الرجعة"، التي طرحتها قبل أيام قليلة، كلمات وألحان نبيل خوري، ويبدو أن الاختلاف في التناول أصبح السمة التي تميز كارلا، إذ اختارت لنفسها منذ بداية انطلاقها طريقًا مختلفًا رسمته لنفسها ميّزها عن باقي أبناء جيلها في الوطن العربي، فبين صوتها المميز وتنوعها في اختيار الأعمال الفنية نجحت في أن تحقق لنفسها شعبية بالوطن العربي.
اختارت "كارلا" أن تتناول في عملها الجديد قضية الانفصال، لكن بطريقة مختلفة وجديدة عن الشكل المعتاد، وحول ذلك تقول كارلا شمعون، لموقع "القاهرة الإخبارية": "كان هدفي من هذه الأغنية توضيح أنه ليس بالضرورة أن ينتهي الانفصال بخلاف، فنحن في مجتمع شرقي ينظر فيه دائمًا إلى أن الانفصال لا بد أن يعقبه مشكلات وخلافات كثيرة، وهذا شيء غير صحيح فقد ينفصل الطرفان على وفاق دون أن يكونوا أعداء، وهذا ما نلاحظه في كلمات الأغنية".
قضايا المرأة
تعتبر كارلا شمعون أن الأغنية تمثل لها نقلة في مشوارها المهني، نظرًا لكونها للمرة الأولى تقدم فيها هذا اللون الفني، إضافة إلى أنها طالت شريحة كبيرة من الجمهور، وكوّنت لها قاعدة شعبية من جمهور لم يكن يستمع للنوع الذي تقدمه في الغناء، ليعجب بصوتها ويلقى العمل أصداءً واسعة.
تحرص المطربة اللبنانية في أعمالها الغنائية على تناول موضوعات تحاكي قضايا المرأة وتحفزها على اتخاذ القرارات، وأن يكون لها شخصية مستقلة وقوية في مجتمعها الشرقي، الذي يفرض عليها عادات وتقاليد غير صحيحة، إذ تقول: "يرجع سبب اهتمامي الكبير بموضوعات المرأة إلى أنني أرى أنها لا تُعامل بإنصاف في المجتمع العربي بشكل عام واللبناني بشكل خاص في العديد من النواحي الحياتية، فهناك دائمًا جرائم تمارس ضد المرأة، في ظل قوانين غير منصفة لها".
وتضيف: "أقل شيء أقدمه للمرأة هو الدفاع عنها بصوتي وتوصيل صوتها إلى كل المجتمعات، وأعتبر ذلك مسؤولية أحملها على عاتقي، فلا بد على كل فنان أو غير فنان أن ينادي بحقوق المرأة ويسعى لإنصافها".
معايير الاختيار
رغم اهتمام "كارلا" بقضايا المرأة في أغنياتها، لكنها في الوقت نفسه ترى أنه ليس من الضروري أن تحمل الأغنية رسالة معينة، قائلة: "قد تكون الأغنية عن الحب أو الفراق دون أن تحمل رسائل ثقيلة عن المجتمع، لكنها أيضًا لها هدف، فأي شيء يجعل الإنسان يشعر بشيء مريح أو يهدئ أعصابه أو للترفيه والتسلية يعتبر أمرًا هادفًا في حد ذاته".
وعن معايير اختيار الأغاني التي تحرص على تقديمها، ترى أنها دائمًا تبحث عن الأغاني التي تحرك بداخلها شيئًا سواء بالفرح أو الحزن، فلا بد أن تلمس الأغنية قلبها وتشعر بكلماتها ومعانيها.
وتضيف: "أتمنى خلال الفترة المقبلة التركيز على الأغاني التي تعبر عن الحب والأمل والفرح، لأن المجتمع العربي بشكل عام، واللبناني بالأخص يمر بأزمات صعبة كثيرة، سواء اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية، لذا فهو بحاجة إلى كلمات تغير حاله إلى الأفضل وتشعره بوجود الأمل".
الصعوبات
واجهت كارلا شمعون، خلال مشوارها المهني العديد من الصعوبات والتحديات التي لم تقف أمامها كثيرًا، فرغم امتلاكها موهبة الغناء منذ الطفولة إلا أنها لم تلق دعم ممن حولها حتى تنمي موهبتها الغنائية، إذ تقول: "كانت مهنة الغناء بالنسبة لهم لا تحقق لي الاكتفاء ولو بالخبز اليومي على الطاولة، مما جعلني أدرس في مجال بعيدًا عن الغناء، لذا درست الصحافة في الجامعة، قبل أن يشاء القدر أن تتبنى إحدى شركات الإنتاج موهبتي الفنية، لتكون داعمة لي بجانب أسرتي التي دعمت موهبتي منذ الطفولة، في الإطار العائلي فقط التي لم تتخط حدود الحفلات المدرسية".
الصعوبات التي واجهت كارلا شمعون لم تنتهِ مع دخولها المجال الفني، لكن كانت هناك تحديات أخرى في انتظارها، قائلة: "مع دخولي المجال الفني واجهت صعوبات كثيرة تكمن في الماديات التي تعد أمرًا مهمًا لكي أظهر بشكل مميز على الساحة الفنية، وكان هذا الأمر في البداية بالنسبة لي صعب جدًا".
تعدد اللهجات
لم تقتصر موهبة كارلا على اللهجة اللبنانية فقط، بل تميزت بغنائها بلهجات مختلفة، إذ قدمت أغاني بلهجات مصرية وخليجية وجزائرية، إذ تقول: "أحب بطبيعتي الاختلاف والتنوع، وفكرة تعدد اللهجات والثقافات بشكل عام، أمر مميز، فأنا أحب أن أدرس الأغنية أو النغمة باللهجة الخاصة بها، وكان الأمر في البداية صعب، لكن مع التمرين والتكرار أصبح الأمر سهلًا بالنسبة لي، واستطعت إتقان هذه اللهجات بشكل لاقى إعجاب الجمهور، خاصة اللهجة الجزائرية التي كوّنت لي قاعدة شعبية جيدة في الجزائر".
نجاح كارلا الكبير في الجزائر كان داعمًا لها في أن تتعاون فنيًا مع عدد من النجوم هناك، لذا تنتظر قريبًا إصدار دويتو مع المطرب الجزائري أمين بابيلون، وعن تفاصيل الأغنية قالت: ستكون مزيجًا من اللهجة الجزائرية واللبنانية، ومن المقرر طرحها عقب شهر رمضان، ومتحمسة لها بشكل كبير، خاصة وأنها مختلفة ومميزة وستكون مفاجأة للجمهور العربي.