اختزل الفنان جورج خباز، أربع سنوات صعبة في لبنان، بجروحها وخيباتها وضحكاتها الهزلية، ومزجها في قالب موسيقي غنائي تمثيلي، على مسرح فندق البستان، مقدمًا تجربة جديدة تحت عنوان "جايي الأيام".
بدأ "خباز" العمل على مشارف حقبة الانهيار الاقتصادي اللبناني قبل أربع سنوات، عندما اندلعت بعض من أبرز الاحتجاجات الشعبية في ما عُرف لاحقًا بثورة 17 أكتوبر عام 2019.
ولاستعادة اللحظة التي تظهر التقلبات الاقتصادية والسياسية والأمنية السريعة في لبنان، قال "خباز" على المسرح إن العرض المسرحي "جايي الأيام" بدأ العمل عليه مع الانهيار الاقتصادي المالي، ووزع ألحانها بالتزامن مع انفجار مرفأ بيروت.
وأضاف أن:"عم نغنيها هون قبل ما يصير الدولار بـ100 ألف، بس جايي الأيام المليحة وجايي اللي مش حلوة".
سجّل خباز ألحان عمله- الذي كتب كلماته ووضع ألحانه- بين كل من ألمانيا ورومانيا ولبنان، وتم تقديمه في حفل موسيقي من غناء لينا فرح وتوزيع لوقا صقر، مع أكثر من 20 موسيقيًا لبنانيًا.
مزج الحفل بين الموسيقى والغناء والشِعر وتكريم الموسيقيين اللبنانيين الكبار.
وقال خباز لـ"رويترز" إن هذا الحفل يحمل كثيرًا من الشِعر والوطن والموسيقى والحب ومن الوجع والأمل والسينما، لأن أعمالي الموسيقية مرتبطة بأعمالي السينمائية.
التناقض بين التعاسة والفرح
وعلى المسرح تم تقديم 14 أغنية وقطعة موسيقية تجسد الوطن والإنسان والسلام، تحت عنوان مهرجان البستان الدولي للموسيقي لهذا العام والذي اتخذ شعار "إيقاعات السلام".
وبين الأغنية والمقطوعة الموسيقية، ظهر جورج خباز على المسرح ليقدم ما يصفه بالكوميديا السوداء المستنبطة من واقع لبناني مرير.
وقال خباز: "الفنان ابن بيئته، يجب أن أُظهر هذا التناقض بين التعاسة والفرح الذي يشبه وجه اللبناني المبتسم في الظاهر، والحابس لدمعته في عينه، إنما تبقى إرادة العيش عنده فوق كل اعتبار".
وانطلق مهرجان البستان في 23 فبراير الماضي، ويستمر حتى 19 مارس الجاري، برعاية وزارة الثقافة اللبنانية، ويتضمن 19 حفلًا كلاسيكيًا لمجموعة من الفنانين والموسيقيين العالميين واللبنانيين.
وقالت لورا لحود، نائبة رئيسة المهرجان: "المقصود من العنوان هو الرد بالموسيقى على إيقاعات الأزمات التي نعيشها، لأن الموسيقى هي اللغة العالمية الأقوى للحياة التي تأخذنا إلى إيقاعات السلام".
وأضافت في افتتاح المهرجان: "إننا نرفض أن نعيش على إيقاعات الانهيار والإحباط واليأس والقهر والفقر والجوع، ونُصرّ على أن نقاوم بالموسيقى والثقافة والإبداع".
واُفتتح المهرجان بعزف منفرد لعازفة الكمان الأمريكية من أصل صيني إيللي سو، ويختتم أنشطته بحفل عنوانه "موسيقى من أجل السلام" تقدمه أوركسترا موسيقى أوروبا للشباب.
وشمل برنامج المهرجان حفلًا لعازفة البيانو الأوكرانية فالنتينا ليزيتزا، في الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية.