الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

شويكار.. عاشقة للفن "عاشت في صخب ورحلت في صمت"

  • مشاركة :
post-title
الفنانة المصرية الراحلة شويكار

القاهرة الإخبارية - محمد عبدالمنعم

دلوعة كما وصفتها ابنتها، محبةٌ للفن منذ الصغر وتعشق ليلى مراد، فهي أيقونتها المثالية التي شجعتها على دخول عالم الفن، صندوق أسرار لا تبوح بما في داخلها إلا للمقربين الذين تنتقيهم، طلتها على الشاشة مبهجة، وحكاياتها تمتع الجماهير رغم قلة لقاءاتها، وصوتها العذب لا يُنسى وهي تقول أحد أشهر عباراتها "أنت اللى قتلت بابايا.. آه يا بابايا"، إنها الفنانة الراحلة شويكار التي ولدت في مثل هذا اليوم 4 نوفمبر عام 1938 لأبٍ تركي وأم شركسية.

فتاة حالمة 

شويكار التي عاشت في مصر وتعلمت في المدارس الفرنسية، لم تكن حياتها بنفس خفة ظهورها على الشاشة، تشبعت بالفن منذ الصغر فوالدتها كانت عاشقة للعزف على البيانو، وحلمت الفتاة الصغيرة أن تكون مثل أيقونتها ليلى مراد، وقررت أن تتلقى دروسًا في التمثيل فتعلمت على يد أحد كبار المهنة وهو الفنان المصري الراحل عبدالوارث عسر، وبدأت رحلتها من المسرح عن طريق أحد أصدقاء والدها المقربين وهو حسن رضا، وبعدها جاءت الانطلاقة من خلال فيلم "حبي الوحيد" أمام الراحل عمر الشريف.

أرملة

قدمت شويكار في رحلتها العديد من الأعمال المهمة والكبيرة التي أثْرّت تاريخها الفني بها، "الباب المفتوح، الكرنك، أمير الدهاء ، بين القصرين" وغيرها، ولكن أكثر القصص المنتشرة عنها والحكايات التي تداولها الجمهور بكثرة هي قصصها مع أزواجها.

البداية كانت في سن السادسة عشر، حين قرر والدها أن يزوجها لأحد أصدقائه الأثرياء، وأنجبت ابنتها الوحيدة "منة الله" ولكن النجاح لم يكلل تلك الزيجة، فبعد فترة تعرض زوجها لمرض خطير ورحل عن عالمنا وحصلت شويكار على لقب أرملة وهي في الثامنة عشر من عمرها.

صدفة

قررت شويكار ألا تتوقف عند تلك المحطة وتستكمل دراستها الثانوية ورحلتها مع الفن، لتكون الصدفة هي عنوان زيجاتها الأشهر، فقد اُختيرت لتشارك في مسرحية "السكرتير الفني"، ولعب القدر لعبته وحلّ الفنان الكبير فؤاد المهندس بدلا من السيد بدير، ومن هنا اشتعل فتيل الحب.

ففي أحد عروض المسرحية قرر فؤاد المهندس بلغة العشاق أن يجهز مفاجأة لحبيبته، وفاجأها على المسرح بطلب الزواج، وقال لها "تتزوجيني يا بسكوتة"، لتحرج وشويكار ولكنها توافق على دخول عش الزوجية مرة أخرى.

واستكمالا لجنون العاشقين، قرر "المهندس" أن يتزوج شويكار في ليلة سينمائية يحكي عنها الوسط الفني والجمهور، واختار عملًا لا يتناسب اسمه مع الواقعة الشهيرة، وهو فيلم"هارب من الزواج" فقد جمعهما مشهد يرتدي هو فيه بدلة وشويكار فستانًا، ويقررا أن يذهبا للمأذون في وقتٍ متأخرٍ من الليل، ليصبحا من أشهر الثنائي في الوسط الفني، واستمر الزواج 20 عامًا، وبعدها انفصلا ولكنهما ظلا أصدقاء. 

وتداول الكثير أن شويكار تزوجت مرة ثالثة، ولكن بالبحث وراء هذا لم نجدها تحدثت عن تلك الزيجة إعلاميًا.

موقف كوميدي

في حياة شويكار العديد من المواقف الكوميدية، لكن يظل موقفها مع كوكب الشرق أم كلثوم هو الأبرز، وقالت شويكار إنها علمت أن أم كلثوم تريد أن تشاهد مسرحية لها وسارعت في أن تدعوها، فجاءت وتم استقبالها بترحاب كبير من الحاضرين وحينما سلمت عليها قالت لها أم كلثوم :"لي عتب لديك"، لماذا لم تتزوجي البطل، فضحكت وكانت تقصد وقتها فؤاد المهندس، واستكملت حديثها "لازم تتجوزيه".

الدراما التركية

كانت للفنانة المتنوعة في أدوارها رأى في الدراما الهندية والتركية، وقالت في أحد لقاءاتها التليفزيونية: "إن الدراما التركية بها أعمال جيدة، ولكن الهندية تخطت الخيال، ولكن هذا لا يؤثر على الدراما المصرية في شيء فنحن رواد الفن دائمًا".

آخر مشهد

عام 2012 كان المشهد الأخير للفنانة الكبيرة شويكار على الشاشة، من خلال مسلسل "سر علني"، الذي شاركها في بطولته غادة عادل، إياد نصار، أحمد فهمي، مايا نصري، سلوى محمد علي، وأخرجته غادة سليم، وبعدها تحولت حياة شويكار من الأضواء والصخب إلى الصمت، حيث قررت النجمة الكبيرة الاختفاء وأن تعيش في عزلة.

رحيل 

في 2016 تعرضت شويكار لأزمة صحية كبيرة حيث سقطت في منزلها وأصيبت بكسر حاد في منطق الحوض جعلها تلزم الفراش لفترة، وقالت بعدها بعامين في تصريحات صحفية إن مرضها لا علاج له، ولكنها تعيش بهدوء في منزلها، وظلت بعيدة عن الأضواء حتى رحلت الضحكة في 14 أغسطس 2020، وانطوت صفحتها من الحياة ولكنها مستمرة بالتاريخ.