قبل 89 عامًا ولد الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة العاشق بمحراب الفن، ليثري مصر والعالم العربي بفنه ويقدم حالة خاصة من الإبداع بأعمال مميزة كانت شاهدة على عبقرية متفردة في الأداء، فنسخ من شخصياته الفنية، بصمات ليحوّل أدواره لشخوص من لحم ودم.
أطفأ عبد الرحمن أبو زهرة بالأمس الجمعة، شمعة من عمره، مع عائلته وأبنائه وأسرته الصغيرة، فهو المولود في الثالث من مارس عام 1934- هذا التاريخ الصحيح لمولده بعكس ما هو مدون على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي- ومن قلب محافظة دمياط خرج عبد الرحمن أبو زهرة ليشق طريقه في الفن متجهًا صوب القاهرة التي وجد فيها غايته.
كشف أحمد نجل الفنان القدير عبد الرحمن أبو زهرة، في تصريحات لـ"القاهرة الإخبارية"، أن والده يتمتع بصحة جيدة وذاكرته قوية، لكنه يعاني من مشكلات في السير على قدميه بشكل جيد نظرًا لتقدمه في العمر، فضلًا عن تعرضه لكسر في الحوض مرتين، لذلك يلجأ لاستخدام مشاية أو كرسي متحرك، لكنه بشكل عام صحته جيدة".
رغم أن عبد الرحمن أبو زهرة أعطى للفن حياته وتذخر مكتبة السينما والتلفزيون والمسرح بأعماله، بخلاف وضعه بصمة صوته المميز على أعمال مدبلجة وصلت للعالمية، لكنه لم يفكر يومًا في ترك الفن أو اعتزال الساحة الفنية بشكل صريح لارتباطه الشديد بالكاميرا، لكنه توارى عن الأضواء بسبب الأزمة الصحية التي ألمت به خلال الفترة الماضية، ليتابع ما يجري على الساحة بنظرته الثاقبة ويجلس في استراحة المحارب بعد أن حقق إنجازات كثيرة تشفع له غيابه.
اختلطت مشاعر السعادة ودفء الأسرة مع الحنين على القدير عبد الرحمن أبو زهرة، فرغم مرور نحو 3 سنوات على رحيل زوجته وأم أولاده التي فارقت الحياة عام 2019، لكن مازالت ذاكرته تحتفظ بذكريات محفورة بداخله وإحساس الحب الذي يزيد عامًا تلو الآخر، فيقول نجله عن هذا الأمر: "كان والدي يحب أمي، وتأثر بوفاتها وقبل أن نقوم بإطفاء الشمع طلب منا قراءة الفاتحة لروحها والترحم عليها، فكانت والدتي داعمًا كبيرًا له في حياته، لذا ينتهز أي فرصة ليحكي عنها ويصف مشاعره المتدفقة نحوها".