أثار المقترح الصيني للسلام، في أوكرانيا، ردود فعل مُتباينة، بين ترحيب جزئي من طرفي النزاع، وتشكيك غربي أمريكي، في إمكانية لعب الصين دورًا في إحلال السلام في أوكرانيا.
وجاء المقترح الصيني، تزامنًا مع الذكرى الأولى للحرب الروسية الأوكرانية، والذي وافق يوم أمس 24 فبراير.
ليست عقلانية
وفي أول رد فعل من الولايات المتحدة، وصف الرئيس الأمريكي، جو بايدن، فكرة الصين بالتفاوض على نتائج الحرب في أوكرانيا بأنها "ليست عقلانية"، مُتسائلًا: "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصفق لها فكيف يُمكن أن تكون جيدة".
وفي حديثه مع شبكة ABC NEWS الأمريكية، أضاف "بايدن": ""لم أر شيئًا في الخطة من شأنه أن يُشير إلى أن هناك شيئًا سيكون مُفيدًا لأي شخص غير روسيا في حالة اتباع الخطة الصينية".
وأكد الرئيس الأمريكي، أن فكرة تفاوض الصين على نتيجة حرب تعتبر غير عادلة تمامًا بالنسبة لأوكرانيا.
ترحيب أوكراني جزئي
أما طرفا النزاع، فقد أبديا ترحيبًا مبدئيًا، إذ رحب الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، ببعض عناصر الاقتراح الصيني لوقف إطلاق النار، قائلًا: " إذا كانت هناك أفكار تتوافق بطريقة أو بأخرى مع احترام القانون الدولي وسلامة الأراضي.. فلنعمل مع الصين في هذه النقطة"، مُعلقًا: "ولم لا؟".
وفي مؤتمر صحفي بكييف، قال "زيلينسكي"، إن الدولة التي تدور فيها الحرب هي التي ينبغي أن تطلق خطة السلام، إلا أنه قال إن ما قدمته الصين ليس خطة حقيقية، وإنما بعض الأفكار.
وأشار الرئيس الأوكراني، إلى أنه يوافق على بعض الأجزاء، ولكنه لا يوافق على أجزاء أخرى، وحث الصين على عدم تزويد موسكو بالسلاح، لكنه أوضح أن تفكير الصين، حليفة روسيا، في التوسط في السلام أمر مُبشر.
ترحيب روسي
أما روسيا، فرحبت بما وصفته بـ "الرغبة الصينية الصادقة"، بالطرق السلمية، للإسهام في حل الأزمة، وأعربت وزارة الخارجية الروسية، عن مشاطرتها لبكين في رؤيتها للتسوية.
وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إنها تشاطر بكين طرحها، مع الالتزام باحترام ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي والإنساني والأمن الشامل، بما لا يُعزز أمن دولة على حساب أخرى، أو فريق من الدول على حساب آخر.
وأضافت الوزارة، أن روسيا ترى إلى جانب الصين أن فرض أي قيود خارج نطاق مجلس الأمن الدولي "غير شرعية"، وأداة في المنافسة غير المتكافئة والحرب الاقتصادية.
وأكدت الخارجية الروسية، على انفتاح روسيا، على تحقيق أهداف العملية العسكرية بالوسائل السياسية والدبلوماسية.
تشكيك ألماني
من جانبه، شكك الرئيس الألماني، فرانك فالتر شتاينماير، في إمكانية لعب الصين "دورًا بناءً" من أجل السلام في أوكرانيا.
وقال "شتاينماير" مع مرور عام على بدء الحرب الروسية الأوكرانية، أمس الجمعة، إن "أي اقتراح بناء يقربنا من سلام عادل هو موضع ترحيب"، إلا أنه قال إنه من المشكوك به أن تكون الصين هي من يلعب مثل هذا الدور.
تشكيك غربي
أما حلف شمال الأطلسي، فقال إن بكين لا تتمتع بمصداقية كبيرة كوسيط، وفقًا لوكالة "رويترز".
وأشار الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، إلى أن بكين وقعت اتفاقية مع روسيا قبل أيام فقط من غزوها أوكرانيا قبل عام، وذلك في تصريحات للصحفيين من إستونيا.
وأضاف أن الصين لا تتمتع بالكثير من المصداقية؛ لأنها لم تكن قادرة على إدانة، ما وصفه بـ"الغزو غير المشروع لأوكرانيا".
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أن أي اقتراح يُمكن أن يدفع عجلة السلام هو أمر يستحق النظر، وذلك في تصريحات لبرنامج (صباح الخير يا أمريكا) الذي تبثه شبكة (إيه.بي.سي).
وأكد أنه إذا كانت الصين جادة بشأن النقطة الأولى والمتعلقة بالسيادة، فيمكن أن تنتهي هذه الحرب غدًا.
وأشار إلى أن الصين، تحاول أن تجمع بين الشيء ونقيضه، فمن ناحية تحاول أن تقدم نفسها على أنها محايدة وتسعى للسلام، وفي الوقت نفسه تدافع عن رواية روسيا عن الحرب، والتي وصفها بـ"الزائفة".
ومن جانبها قالت، أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الصين لم تعرض خطة سلام بل بعض المبادئ.
وأشارت إلى أنهم سينظرون إلى المبادئ بالطبع ولكن: "في ضوء انحياز الصين إلى أحد الطرفين".