الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

منها "بالطو".. الدراما المصرية تمنح الضوء الأخضر لتألق المواهب الشبابية

  • مشاركة :
post-title
مسلسل بالطو

القاهرة الإخبارية - إيمان بسطاوي

فتحت الدراما المصرية أبوابها حاليًا أمام عدد كبير من المواهب الشابة، للدفع بهم في أعمال فنية، بمساحات أدوار مهمة، بل وصلت إلى البطولة، الأمر الذي لم يكن متاحًا في السابق، إذ كان عثور الفنان الشاب على فرصة للتواجد في مسلسل تليفزيوني يُشكّل صعوبة بالغة، وإن حدث فيكون على فترات بعيدة.

لكن المشهد الدرامي الحالي، يُؤكد أن الفرص مُتاحة ومُتوالية بشكل مُستمر؛ لضخ مواهب طازجة تناسب حالة الانتعاش الفني والزخم الإنتاجي الكبير؛ لتكون الوجوه الجديدة على موعد مع التألق بأدوار مهمة، بل إنه من جانب آخر تخدم هذه الدراما المقدمة قضاياهم الشبابية وتركز عليها.

"تياترو"

22 موهبة من طلاب معهد الفنون المسرحية، تم الدفع بهم مرة واحدة في مسلسل درامي شبابي يحمل اسم "تياترو"، والذي خرجت فكرته من قلب الشباب، لتوجه إليهم أيضًا، في عمل فني يمزج ما بين طموحات وأحلام الشباب في تقديم فن هادف، وبين رغبتهم في العودة للأصالة، من خلال إعادة تقديم مسرحيات قديمة.

لم تكن لهذه الفكرة أن تخرج للنور لولا إيمان المجموعة المتحدة للخدمات الإعلامية بمواهب الشباب، والرؤية الإخراجية لرءوف عبد العزيز، الذي تحمّس لها وتحويلها بعد تطوير لمسلسل تليفزيوني.

مسلسل تياترو

منة بكر: ضخ دماء جديدة فرصة عظيمة لنا

تجربة " تياترو" كانت مشروع تخرج في معهد الفنون المسرحية بعنوان "المسرح وحشنا" إخراج أشرف زكي، الذي دعم الفكرة، حسبما تؤكد الفنانة الشابة منة بكر، موضحة: كنا نعيد تقديم مسرحيات قديمة مثل "مدرسة المشاغبين"، ونالت إعجاب الكثير من صناع الدراما، ومنهم هشام سليمان والمخرج رءوف عبد العزيز، ليتطور الموضوع بعد ذلك، ومن هنا جاءت فكرة تقديم مسلسل درامي بطلبة من المعهد.

وأوضحت منة بكر أن إعطاء الفرصة للشباب أمر مهم للغاية؛ لأنه يُسهم في ضخ دماء جديدة، بعضهم لهم سابق تجربة وآخرون يقفون للمرة الأولى أمام الكاميرا.

وعن تقيمها للتجربة الشبابية بامتياز تقول: "هذا العمل يعتبر فرصة عظيمة لي ولكل المشاركين فيه، خصوصًا مع الدعم الكبير الذي نلقاه من رءوف عبد العزيز، ودكتور أشرف زكي والشركة المتحدة".

الفنانة المصرية منة بكر

"بالطو"

ويُعد مسلسل "بالطو" أحدث الأعمال التي حققت نجاحًا كبيرًا منذ عرض حلقاته الأولى والمستمر حتى الآن، فمن خلال فكرة بسيطة تتناول موضوعات تهم الشباب، ويميزه أنه يحمل بصمات شبابية خالصة على مستوى التمثيل والإخراج والتأليف، ممزوجة بخبرة الكبار، مثل الفنان محمد محمود، وتحكي قصته عن طبيب حديث التخرج ولا يمتلك خبرات حياتية، ليلعب القدر دوره في أن يعمل مديرًا لوحدة صحية في إحدى القرى النائية؛ ليواجه مواقف كوميدية في التعامل مع المرضى والموظفين من حوله.

عمر المهندس: لم نتوقع نجاح "بالطو" بهذا الشكل

لم يكن يتوقع المخرج، عمر المهندس، الذي بدأ حياته المهنية بالعمل مساعد مخرج مع المخرج القدير شريف عرفة لمدة ٦ سنوات، قبل أن يتجه لإخراج الإعلانات، أن تحقق تجربته الأولى في الدراما هذا النجاح الكبير، وأن يتصدر مؤشرات البحث على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، إذ قال عن هذه التجربة لموقع القاهرة الإخبارية: "كانت فرصة عظيمة لي تقديم مسلسل "بالطو"، وأرى أن هناك اتجاهًا كبيرًا لدعم الشباب؛ لأن الأفكار التي تأتي من الشباب تصل لشريحة كبيرة، والناس تنتبه لها أكثر، مُطالبًا بضرورة أن يكون لدينا بين الحين والآخر مواهب جديدة؛ لأن غالبية الموضوعات المطروحة عن شريحة الشباب الأكبر في المجتمع.

ويضيف حفيد الفنان الراحل فؤاد المهندس: "عرضت عليّ الشركة المنتجة فكرة المسلسل ووقتها لم أكن قد قرأت الكتاب المأخوذ منه العمل بعد، وعندما قرأت الفكرة ومعالجة أول حلقة نالت إعجابي، وبدأت العمل عليها مع المؤلف أحمد عاطف، ولم أتوقع نهائيًا أن يُحدث المسلسل هذه الضجة الكبيرة، والنجاح الذي حققته الحلقات الأولى كان فوق توقعاتنا".

أوضح: "كنت حريصًا على تقديم مسلسل جديد لا يقوم على إيفيهات أو كوميديا هزلية، ولكن كنت أرغب في العودة لكوميديا الموقف، وكوميديا جديدة مبنية على الأبعاد الإنسانية تُدخل البهجة على القلوب".

وعن مشاريعه الجديدة، قال إنه بصدد إخراج أول فيلم سينمائي له ينتمي لنوعية الكوميديا السوداء، والعمل فكرته ومأخوذ عن إحدى الروايات، وتجري حاليًا عملية الكتابة بالمشاركة مع أحد المؤلفين الشباب، مُؤكدًا أن الفيلم سيجمع عناصر شبابية أيضًا.

المخرج المصري عمر المهندس

بطل "ملك وكتابة": ثقة المخرجين وراء الدفع بالشباب

يبدو أن الأعمال الفنية ذات الحلقات القصيرة ساهمت في إعطاء الفرصة لكثير من المواهب في الحصول على البطولة، والتي تناقش موضوعًا مركزًا وتدور أغلبها حول قضايا شبابية، ليكون مسلسل "في كل أسبوع حكاية" واحدًا من الأعمال التي شهدت حضور عدد كبير من الشباب، من خلال عدد من الحكايات، كل منها تحمل قصة مُختلفة، وحول ذلك يقول الفنان المصري محمد مهران الذي تصدر بطولة حكاية "ملك وكتابة" أمام الفنانة ناهد السباعي، وظهر على أفيش المسلسل معها، إن تجربة العمل كانت ممتعة بالنسبة له؛ لأنها قدمته في مساحة تمثيلية أكبر وأعطته الفرصة في أن يُظهر قدراته بشكل أكبر.

ويُضيف "مهران" لموقع القاهرة الإخبارية، أن الأعمال التي يغلب عليها الشباب حاليًا يعود الفضل فيها إلى ثقة المخرجين في الجيل الجديد من الشباب والدفع بهم في أعمال كثيرة، مُشيرًا إلى أن المسلسلات ذات الحلقات القصيرة فرصة عظيمة لمختلف صنّاع الدراما، وتعتبر الأنسب لتقديم مواهب من الشباب الذين لم تتح لهم الحصول على مساحات تمثيلية أكبر في الأعمال الأخرى التي تقدم في أوقات أخرى.

لم تمنح المسلسلات ذات الحلقات القصيرة الفرصة للوجوه الجديدة فقط، ولكن أعطت الضوء الأخضر لإعادة توهج نجوم من الشباب، سبق أن قدموا علامات في حياتهم الفنية من قبل، ‏مثلما حدث في مسلسل "جروب الدفعة" الذي يتسم بأن كل عناصره التمثيلية من فئة الشباب، ويناقش قضايا شبابية من خلال مجموعة من الأصدقاء منذ فترة الجامعة، وتمر بهم السنوات ليجتمعوا معًا ونكتشف التغيرات التي حدثت في علاقتهم.

الفنان المصري محمد مهران والفنانة ناهد السباعي