تؤثر الأزمات العالمية بشكل كبير على الدول الإفريقية، التي تعاني منذ سنوات من ضعف الأمن الغذائي وأزمات التغير المناخي، أبرزها الجفاف الذي أسفر عن فرار الملايين من منازلهم، وزادت جائحة كوفيد-19 ومن بعدها الحرب الروسية الأوكرانية من أعباء الأزمات الإفريقية...مجموعة من الأزمات العالمية وضعت "القارة السمراء" على خريطة التنمية من جديد.
قال موسى فقي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إننا نعيش الآن في وقت يتسم فيه السياق الدولي بشكوك مُقلقة، تغذيها الصراعات الجيوسياسية، والحوكمة الاقتصادية المجزأة، مع عواقب لا يمكن التنبؤ بها على إفريقيا.
وأكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، "على مدى السنوات الثلاث الماضية، فقد النمو الاقتصادي العالمي زخمه ويرتفع التضخم بمعدلات أعلى، داعيًا إلى مواجهة تفعيل آليات مختلفة للمرونة الداخلية، والتضامن بين البلدان الإفريقية، والتنفيذ السريع للمؤسسات المالية الإفريقية".
ولفت رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، إلى أن العديد من الدول الإفريقية تكافح من أجل مواجهة الإرهاب، وأن هناك حاجة مُلحة إلى الإسراع بعزم في مشروع التكامل الاقتصادي، من خلال تفعيل منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية، وهو الشعار الذي اختاره الاتحاد الإفريقي عام 2023، جاء ذلك خلال كلمته في افتتاح القمة السادسة والثلاثين للاتحاد الإفريقي.
أعلن أنطونيو جوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة، أكبر تخصيص على الإطلاق من صندوق الأمم المتحدة المركزي، لمواجهة الطوارئ بمبلغ قدره 250 مليون دولار، لمكافحة المجاعة ومعالجة حالات الطوارئ، التي تعاني نقص التمويل في 19 دولة، بما في ذلك 12 دولة إفريقية، لافتًا إلى أنه سيدعم التمويل بعض الأشخاص الأكثر ضعفًا من أولئك المعرضين لخطر المجاعة في إفريقيا.
وأضاف "جوتيريش" أن البلدان الإفريقية لا يمكنها الاستثمار في المجالات الحيوية، مثل الصحة والتعليم والحماية الاجتماعية والاستدامة من بين أمور أخرى، لافتًا إلى أن إفريقيا غنية بالإمكانات، لكنها "ليست غنية بالدعم العالمي". وشدد على أن النظام المالي العالمي "المختل وغير المنصف" على حد تعبيره، يخذل البلدان النامية ويحرمها بشكل روتيني من تخفيف أعباء الديون والتمويل بشروط ميسرة، "مع فرض أسعار فائدة باهظة".
وقال: "الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعوب إفريقيا في هذه اللحظة، التي تعتبر لحظة خطر، لكنها أيضًا لحظة واعدة تتسم بإمكانات هائلة، مُجددًا التزام الأمم المتحدة بالعمل مع قادة القارة "لإطلاق هذه الإمكانات الهائلة والتغلب على الحواجز التي تعترض طريقها".
التحديات المناخية
وحول التحديات المناخية التي تواجهها إفريقيا، أوضح "جوتيريش" ما تواجهه القارة الإفريقية من فيضانات وجفاف ومجاعة وموجات الحر ".
وشدد على ضرورة توفير الدعم من قبل البلدان المتقدمة، لمواكبة القيادة التي أظهرتها العديد من البلدان الإفريقية بشأن قضايا المناخ، مستشهدًا باستراتيجية الاقتصاد الأخضر في كينيا، والجهود المبذولة لحماية الغابات الاستوائية في الكونغو، وشراكة الطاقة الانتقالية العادلة في جنوب إفريقيا، وبرنامج التحفيز الأخضر الطموح للاتحاد الإفريقي، داعيًا إلى إنشاء صندوق للخسائر والأضرار الناجمة عن الأزمة المناخية، ومضاعفة تمويل التكيف، وضمان حصول جميع البلدان على أنظمة إنذار مبكر، مما يوفر الحماية من الصدمات المناخية الشديدة.
من جانبه، سلّط الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السنغال، رئيس الاتحاد الإفريقي المنتهية ولايته، الضوء على بعض التحديات التي يتعين على إفريقيا التغلب عليها، مثل آثار الاحترار العالمي وتغير المناخ والأزمة الصحية غير المسبوقة والإرهاب في القارة واستمرار الصراعات القديمة أو الجديدة وعودة الانقلابات، معربًا عن سعادته بنتائج مؤتمر داكار الثاني، حول الزراعة والأمن الغذائي، وشاركت في تنظيمه السنغال وبنك التنمية الإفريقي، في الفترة من 25 إلى 27 يناير، تحت شعار "إطعام إفريقيا، السيادة الغذائية والقدرة على الصمود"، الموجه نحو العمل، من أجل إفريقيا.