قال رئيس الوزراء السوداني، الدكتور كامل إدريس، إن استجابة مجلس الأمن لمبادرة حكومة السودان للسلام كانت كبيرة، وهناك اتفاق على دعم السودان وإجماع على إدانة الجرائم والتركيز على الوضع الإنساني، مبينًا أن المبادرة قادرة على تحقيق السلام.
وأضاف إدريس، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمطار بورتسودان عقب عودته من نيويورك ومشاركته في جلسة مجلس الأمن الدولي، اليوم الجمعة، أنه سيتم تنوير الفعاليات السياسية والمجتمعية بالمبادرة، لأن ملكيتها للسودانيين، وقامت على خارطة الطريق السودانية وأدبيات مجلس الأمن، وإعلان منبر جدة، وزيارات رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان.
لا هدنة بدون نزع السلاح
وأوضح رئيس الوزراء السوداني أن أي هدنة لا تكون متزامنة مع نزع السلاح وتسكين المليشيات في معسكرات ستقود إلى حرب، مبينًا أن المبادرة تحدثت عن نزع السلاح وتجميع المليشيات في معسكرات وفق خطة ثلاثية الأضلاع تتم بتزامن ومراقبة دولية، وشدد على ضرورة تبني المبادرة في المرحلة المقبلة من كل مؤسسات الدولة والإعلام لإنجاحها وتنفيذ السلام.
ووجّه رئيس الوزراء الشكر لكل من رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على متابعتهما الدقيقة وإشرافهما المستمر على مبادرة السلام منذ مراحلها الأولى، مُثمنًا في هذا الصدد جهود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كما ثمّن دعم أعضاء مجلس السيادة ومجلس الوزراء، والقوات المسلحة، والشرطة، والمستنفرين، وكل من أسهم في "المعركة الوجودية"، بالفكر أو المال أو الكلمة.
وأوضح إدريس أن الزيارة بدأت بتنفيذ ما يُعرف بـ "التنوير الإعلامي" داخل الأمم المتحدة، وهو إجراء تقليدي يسبق جلسات مجلس الأمن، يهدف إلى تقديم إحاطة حول رؤية الدولة وفق الأعراف المعمول بها منذ تأسيس المنظمة الدولية.
تفاعل الأطراف الدولية
وأشار رئيس الوزراء السوداني إلى أن السودان شارك بعد ذلك في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن، بحضور الدول المعنية بالقضية، حيث تم عرض الرؤية السودانية للسلام، ووجدت تفاعلًا إيجابيًا من عدد من الأطراف الدولية، لافتًا إلى أن الجلسات المفتوحة تختلف عن المغلقة من حيث الشفافية واتساع المشاركة.
وكشف إدريس عن عقد لقاءات مثمرة مع الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن، إضافة إلى اجتماعات مع المجموعة الإفريقية داخل المجلس، التي تنتهي ولايتها بنهاية العام الجاري، مؤكدًا أنها عبّرت عن دعم قوي وصريح للسودان وساهمت في الترويج للمبادرة السودانية داخل المجلس.
وأضاف أن اللقاءات شملت أيضًا ممثلي الدول الإفريقية الأعضاء في المجلس، إلى جانب دول أخرى، مشيرًا إلى أن هذه الدول أبدت دعمًا مطلقًا للسودان وقضيته العادلة. كما شملت الزيارة لقاءات مع الوفدين المصري والتركي والجالية السودانية في نيويورك، التي وصف دورها بالمحوري في دعم المبادرة القومية، إضافة إلى لقاءات مع الصحافة العالمية.
مبادرة قومية
وأكد رئيس الوزراء السوداني أن "مبادرة حكومة السودان للسلام" هي مبادرة قومية بملكية سودانية خالصة، وأصحابها هم الشعب السوداني بكافة مكوناته، موضحًا أن السودان شدد خلال التنوير الذي سبق جلسة مجلس الأمن على أن جهوده مكملة للمبادرات الدولية الداعمة للسلام.
وأوضح إدريس أن السودانيين دعاة سلام لا حرب، نافيًا الانطباع السائد برفض السلام، ومشددًا على أن السلام يمثل ثابتًا راسخًا لدى الشعب السوداني.
وبيّن أن هذه المشاركة تُعد المرة الأولى منذ اندلاع الحرب التي ينتقل فيها السودان من موقع التلقي إلى موقع المبادرة داخل المجتمع الدولي، عبر تقديم مبادرة سودانية خالصة، ما يعكس اعترافًا كاملًا بالحكومة المدنية السودانية.
كما أكد أن اللقاءات مع الأمين العام للأمم المتحدة والمجموعة الإفريقية والدول الصديقة، إلى جانب تركيا ومصر وروسيا والصين وباكستان وقطر وإريتريا، عززت الدعم الدولي للسودان، ومهّدت لخطوات قادمة تهدف إلى تبني رؤية شاملة لتحقيق السلام العاجل والمستدام.