أشاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين الماضي، بفئة السفن الحربية الجديدة التي أطلق عليها اسمه، واصفًا إياها بأنها "أقوى بمائة مرة من أي سفينة حربية بُنيت على الإطلاق"، قائلًا في أثناء كشفه عن المشروع، "إنها ستواجه الجميع".
ولم تستخدم الولايات المتحدة "سفن حربية" منذ إخراج سفن فئة Iowa من الخدمة في أوائل تسعينيات القرن الماضي، لكن ترامب أبدى رأيه علنًا بشأن العودة إلى استخدام السفن الحربية، وقال إنه سيشارك في تصميم السفينة الجديدة، وانتقد سابقًا السفن البحرية الأمريكية ووصفها بأنها "قبيحة المنظر".
وعند الإعلان عن تصميم سفن ترامب الحربية، قال وزير البحرية الأمريكية جون فيلان: "ستكون البارجة من فئة ترامب أكبر وأكثر فتكًا وتنوعًا وجمالًا في أي مكان بمحيطات العالم".
وستشكل البوارج من فئة Trump، التي تضم طاقمًا مؤلفًا من 850 فردًا، محور "الأسطول الذهبي" الذي أطلقه ترامب على السفن المتطورة.
وأعلنت البحرية الأمريكية، ديسمبر الجاري، مجموعة جديدة من السفن القتالية الصغيرة، من فئة Legend التابعة لخفر السواحل الأمريكي، كجزء من هذا "الأسطول الجديد المرموق"، كما أشارت مجلة "نيوزويك".
وقالت الإدارة الأمريكية، إن البحرية ستشتري ما يصل 25 سفينة، وستسمي أولها USS Defiant، التي يتم بناؤها في أوائل ثلاثينيات القرن الحالي لتصبح سفينة القيادة للبحرية، ومن المرجح أن تصل تكلفة السفينة الواحدة عدة مليارات من الدولارات.
ولا يزال مسار تمويل البوارج الجديدة غير واضح في الوقت الذي تواجه البحرية الأمريكية أولويات متضاربة متعددة، كما لا يزال تأثير ذلك على البرامج الأخرى، لا سيّما برنامج مقاتلة الجيل التالي F/A-XX، الذي تخطط البحرية لتطويره غير واضح.
غواصات وحاملات طائرات
في مقارنة سريعة أجرتها "نيوزويك"، يُعتبر الأسطول السطحي الروسي بشكل عام أضعف بكثير من غواصاته، التي غالبًا ما تكون خفية للغاية، ويصعب اكتشافها، ويمكنها شن هجمات بعيدة المدى للغاية.
لكن الصين تمتلك حاليًا أكبر أسطول بحري في العالم من حيث عدد السفن، كما أنها استثمرت بكثافة في صناعة بناء السفن، في حين أن قدرة الولايات المتحدة على إنتاج السفن تعاني منذ فترة طويلة من التأخير والإسراف.
مع هذا، فإن البحرية الأمريكية رغم قوتها الهائلة، إلا أنها منتشرة في أنحاء العالم.
وينقل التقرير عن محللين إن هناك بعض أوجه التشابه التي يمكن استخلاصها مبدئيًا بين البارجة الحربية الناشئة من فئة Trump والطرادات الثقيلة، التي تعمل بالطاقة النووية والموجهة بالصواريخ من طراز Kirov، التي تعود إلى الحقبة السوفيتية، والمدمرة الصينية من طراز 055.
كما يلفت فريدريك ميرتنز، المحلل الإستراتيجي في مركز الأبحاث الهولندي "TNO" إلى أن هاتين السفينتين تُمثلان ردًا على تفوق أمريكا في حاملات الطائرات "باختصار، ستتفوق هذه البارجة على السفن التي تمتلك البحرية الأمريكية بالفعل ردًا متفوقًا عليها، التي يمكن مواجهتها بشكل أفضل بالقوة الجوية والغواصات".
وتمتلك الولايات المتحدة 11 حاملة طائرات، من بينها أكبر حاملة طائرات في العالم، هي Gerald R. Ford. وأمضت الحاملة ومجموعتها الضاربة أسابيع وهي تحوم فوق سواحل فنزويلا، في ظل استمرار إدارة ترامب في الضغط على كاراكاس.
أسلحة فرط صوتية
ونوفمبر الماضي، احتفلت بكين بإطلاق حاملة الطائرات Fujian، أحدث حاملة طائرات في أسطولها المكون من ثلاث حاملات، مجهزة بمنجنيقات كهرومغناطيسية لإطلاق الطائرات.
وبحسب المعلومات التي نشرتها البحرية الأمريكية، فإن السفن من فئة Trump الجديدة ستكون قادرة على ضرب الأهداف على مسافة تزيد 80 مرة على المدى الذي يمكن أن تصل إليه السفن الحالية.
كما أعلنت البحرية الأمريكية، أنها ستستخدم أنظمة إطلاق الصواريخ العمودية الكبيرة "LMVLS" لتوجيه ضربات فرط صوتية بعيدة المدى ضد أهداف إستراتيجية على الشاطئ لا يمكن الوصول إليها بواسطة الأسطول الحالي.
وتتحرك الأسلحة الفرط صوتية بسرعة تفوق سرعة الصوت بخمس مرات على الأقل. وتمتلك روسيا والصين أسلحة فرط صوتية، لا تمتلكها الولايات المتحدة حاليًا. وأطلقت موسكو صواريخ فرط صوتية بشكل شبه منتظم على أهداف في أوكرانيا منذ الأسابيع الأولى للحرب.
في المقابل، أعلنت البحرية الأمريكية، أن السفينة الحربية السطحية الكبيرة التي تم الإعلان عنها حديثًا، التي يصل طولها 880 قدمًا، ستكون قادرة أيضًا على إطلاق صواريخ "كروز" قادرة على حمل رؤوس نووية، إضافة إلى أسلحة ليزرية ومدافع عالية الطاقة، ولا تزال العديد من هذه التقنيات قيد التطوير.
كما ستكون فئة Trump أكبر بأكثر من الضعف من مدمرات الصواريخ الموجهة من فئة Zumwalt، التي تُعد حاليًا أكبر سفن القتال السطحية في البحرية، وفقًا لموقع USNI News، بينما كان طول البوارج من فئة Iowa، التي خرجت من الخدمة يبلغ نحو 887 قدمًا.