كشفت دراسة سويدية حديثة عن وجود صلة وثيقة بين تناول كميات محددة من الكريمة والأجبان كاملة الدسم وانخفاض خطر الإصابة بالخرف، ما يفتح بابًا جديدًا للنقاش حول الأنظمة الغذائية التي كانت تُصنف سابقًا على أنها غير صحية.
واستندت الدراسة التي استمرت على مدار خمسة وعشرين عامًا، وشملت سجلات غذائية لأكثر من سبعة وعشرين ألف شخص، إلى أن استهلاك ما لا يقل عن خمسين جرامًا من الجبن كامل الدسم يوميًا، إضافة إلى عشرين جرامًا من الكريمة كاملة الدسم، يرتبط بشكل مباشر بتراجع احتمالات الإصابة بمرض الخرف وتدهور القدرات الإدراكية، وفقًا لوكالة الأنباء العراقية.
وأكدت إميلي سونستيدت، طبيبة الأعصاب في جامعة لوند بالسويد، أن هذه النتائج تشكك في الافتراضات السائدة منذ عقود التي كانت تدعو للحد من الأجبان وتصنيفها كغذاء غير صحي، موضحة أن بعض منتجات الألبان الغنية بالدهون أثبتت فعاليتها في دعم صحة الدماغ بخلاف ما كان يُشاع.
ووفقاً للمعطيات التي نشرتها صحيفة " ديلي ميل" البريطانية ، فإن الفائدة الوقائية تتركز في أنواع الجبن التي تزيد نسبة الدهون فيها عن عشرين في المئة، مثل الشيدر والبري والجودا، وكذلك الكريمة التي تصل نسبة دهونها إلى أربعين في المئة، بينما لم تظهر المنتجات قليلة الدسم أو الزبدة والحليب أي فائدة تذكر في هذا المجال.
وعلى صعيد التحليل الجيني، وجد الباحثون أن انخفاض خطر الإصابة بمرض الزهايمر كان جليًا لدى الأشخاص الذين تناولوا هذه الأجبان ولكن بشرط عدم حملهم لمتغير جين (APOE e4) المرتبط وراثيًا بالمرض.
ومع هذه النتائج الإيجابية، حذّر الفريق البحثي من الاندفاع نحو استبدال منتجات الألبان باللحوم الحمراء الغنية بالدهون المشبعة، مؤكدين أن الدهون الحيوانية في اللحوم لا تزال مرتبطة بارتفاع معدلات الإصابة بكافة أنواع الخرف، ما يجعل الفائدة محصورة حصرًا في دهون الألبان المختارة.