تمكن فريق من الباحثين من تحقيق طفرة كبيرة في الكشف المبكر والتدخل المحتمل لمرض الألزهايمر والخرف، خاصة بين النساء في مرحلة منتصف العمر.
حددت هذه الدراسة الرائدة، التي نشرت نتائجها في عدد يناير من مجلة "الألزهايمر والخرف" الطبية، اثنين من المؤشرات الحيوية للدم المرتبطة بالتغيرات في الوظيفة الإدراكية خلال مرحلة منتصف العمر.
وركزت الدراسة على اثنين من المؤشرات الحيوية في الدم: "أميلويد 4 A " ونسبته (42/40)، والفسفرة تاو 181 (ف-تاو 181).
قام الباحثون بقيادة شين وانج، أستاذ علم الأوبئة في كلية الطب جامعة "ميتشيجان" الأمريكية، بتحليل هذه المؤشرات الحيوية في 192 سيدة بمرحلة منتصف العمر على مدى 14 عامًا، من خلال تحليل جديد، وذلك كجزء من الدراسة حول صحة المرأة في جميع أنحاء الولايات المتحدة.
وكشفت النتائج عن وجود ارتباط كبير بين مستويات أعلى من ف-تاو 181 مع التدهور المعرفي المتسارع، في حين ارتبطت مستويات أقل A 42/40 إلى الانخفاض المعرفي أسرع.
وأشار هذا الاكتشاف إلى أن تقييمات العلامات الحيوية لمرض الزهايمر في الدم خلال منتصف العمر، يمكن أن تكون بمثابة تنبؤات مبكرة للتدهور المعرفي، ما يوفر فرصة للكشف المبكر والتدابير الوقائية قبل ظهور الخرف الذي لا رجعة فيه.
وأكد "وانج" وفريقه البحثي على حداثة الدراسة وتأثيرها المحتمل، معترفًا بالحاجة إلى مزيد من البحث بحجم عينة أكبر وأكثر تنوعًا.
تكمن أهمية هذه الدراسة في قدرتها على توفير طرق بأسعار معقولة للاختبار، كما سلطت الدراسة الضوء على أهمية منتصف العمر كفترة حرجة لتحديد التدهور المعرفي لدى النساء.
وتتميز هذه الفترة بتغييرين رئيسيين: انتقال انقطاع الطمث، الذي يتميز بانخفاض حاد في مستويات هرمون الاستروجين وتغيرات المبيض التي لا رجعة فيها، وارتفاع معدل انتشار عوامل الخطر القلبية مثل ارتفاع ضغط الدم والسكر.
كما يرتبط كلا العاملين بارتفاع خطر التدهور المعرفي والخرف في سن أكبر، يمكن أن تمهد الآثار المترتبة على هذه النتائج الطريق لاستراتيجيات رعاية صحية وقائية أكثر استباقية للنساء المعرضات لخطر التدهور المعرفي والخرف.