الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

الحصار الأمريكي على النفط الفنزويلي يهدد كوبا بالانهيار

  • مشاركة :
post-title
الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو ونظيره الأمريكي دونالد ترامب

القاهرة الإخبارية - أحمد أنور

لم تقتصر تأثيرات الحصار النفطي الذي تفرضه الولايات المتحدة على فنزويلا فقط، بل امتدت إلى كوبا بل ودفعتها إلى حافة الانهيار، في وقت تعاني فيه الجزيرة من نقص حاد في الغذاء، وانقطاعات متكررة للكهرباء، وتسارع وتيرة نزوح السكان، وسط مخاوف متزايدة من فقدان النفط الفنزويلي المدعوم الذي تعتمد عليه هافانا منذ عقود، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

وتواجه كوبا أخطر أزمة اقتصادية منذ ثورة عام 1959، بعد انكماش اقتصادها بنحو 15% منذ عام 2018. وتفاقمت الأزمة عقب إصدار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمرًا بفرض "حصار كامل وشامل" على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات التي تدخل أو تغادر فنزويلا، في أحدث تصعيد ضد حكومة الرئيس نيكولاس مادورو.

تصعيد أمريكي متعدد  

ويهدد هذا الإجراء بتوجيه ضربة قاصمة لاقتصاد فنزويلا المتعثر أصلًا، الذي يعتمد بشكل أساسي على صادرات النفط، لا سيما إلى الصين، وغالبًا عبر ناقلات خاضعة للعقوبات. كما يُنذر بتداعيات مباشرة على كوبا، التي تعتمد بشكل شبه كامل على النفط الفنزويلي الرخيص لتسيير اقتصادها.

وباتت صادرات النفط الفنزويلية مهددة بسبب الحصار الجزئي الذي يستهدف ناقلات تحمل نحو 70% من الخام الفنزويلي، من بينها ناقلة صادرتها الولايات المتحدة بالفعل وكانت في طريقها محملة بما يقارب مليوني برميل من النفط.

يأتي هذا الحصار ضمن حملة ضغط أمريكية أوسع على نظام مادورو، تشمل حشدًا عسكريًا كبيرًا في منطقة الكاريبي، وغارات جوية على قوارب يُشتبه بارتباطها بتجارة المخدرات، فضلًا عن تهديدات مباشرة بقصف فنزويلا.

 علاقة تاريخية تربط كوبا بفنزويلا

ويدرك الكوبيون أن أي توقف أو تراجع حاد في شحنات النفط الفنزويلي سيكون له عواقب كارثية. فمنذ عام 1999 شكّلت فنزويلا شريانًا حيويًا للاقتصاد الكوبي، حين وصف الرئيس الراحل هوجو تشافيز العلاقة بين البلدين بأنهما مرتبطان "في بحر من السعادة".

وأرسلت كوبا أطباء ومدربين وعناصر استخبارات إلى فنزويلا، مقابل حصولها على نحو 100 ألف برميل نفط يوميًا. ورغم تراجع الإمدادات المدعومة لاحقًا إلى نحو 30 ألف برميل يوميًا، لا يزال عناصر الاستخبارات الكوبية يتمتعون بنفوذ واسع داخل فنزويلا، حيث لعبوا دورًا في تطهير الجيش والمؤسسات الحكومية من غير الموالين، بما ساهم في ضمان بقاء مادورو في السلطة.

نزوح جماعي يهدد كوبا

ويعكس هذا الاعتماد المتبادل حرص هافانا الشديد على منع مادورو، الذي تلقى تدريبه السياسي في كوبا، من التنحي عن الحكم، عبر تأمينه بحراسة مشددة ودائرة ضيقة من المساعدين الموثوقين، مع حظر استخدام الهواتف أو الأجهزة الإلكترونية في محيطه.

وقال توماس شانون جونيور، الدبلوماسي الأمريكي السابق، إن الكوبيين يعتنون جيدًا بنيكولاس مادورو وخلفائه المحتملين، ولن يتخلوا عنه بسهولة، و لا تمتلك كوبا أدوات فعالة لردع القوة العسكرية الأمريكية، لكنها أدانت بشدة الحشد العسكري في الكاريبي، لا سيما مصادرة ناقلة النفط الفنزويلية. ووصف الرئيس الكوبي ميجيل دياز-كانيل العملية بأنها "قرصنة سافرة".

يأتي هذا التصعيد في وقت تعيش فيه كوبا أسوأ أزماتها الاقتصادية منذ سقوط الاتحاد السوفيتي عام 1991، بحسب عالم الديموغرافيا خوان كارلوس ألبيزو كامبوس، غادر أكثر من 2.7 مليون كوبي البلاد منذ عام 2020، أي ما يقارب ربع سكان الجزيرة، معظمهم من الشباب، متجهين إلى الولايات المتحدة.

ورغم امتلاك فنزويلا أكبر احتياطيات نفطية مؤكدة في العالم، أدت سنوات من سوء الإدارة وتدهور البنية التحتية والعقوبات الأمريكية إلى تراجع حاد في الإنتاج، في حين تظل الصين والولايات المتحدة من أبرز زبائن النفط الفنزويلي.