كشفت مصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" عن طرح الولايات المتحدة مشروعًا لتحويل قطاع غزة إلى مدينة تكنولوجية متطورة، في خطة وضعها ستيف ويتكوف، مبعوث الشرق الأوسط، وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، قد تلزم واشنطن بتغطية نحو 20% من تكاليف إعادة الإعمار.
"مشروع صن رايز"
أطلقت إدارة ترامب على هذه الخطة اسم "مشروع صن رايز"، وهي رؤية شاملة تهدف إلى تحويل القطاع المدمَّر إلى وجهة ساحلية مستقبلية تضم منتجعات فاخرة على الشاطئ وقطارات فائقة السرعة وشبكات طاقة ذكية محسّنة بتقنيات الذكاء الاصطناعي.
وتشير مصادر الصحيفة إلى أن من عمل على تطوير الخطة فريق يقوده كوشنر وويتكوف، في عرض تقديمي يتكون من 32 شريحة مليئة بصور أبراج ساحلية شاهقة ورسوم بيانية وجداول تكاليف تفصيلية، وفقًا للصحيفة الأمريكية.
تحدد الوثيقة المصنفة بـ"حساسة لكن غير سرية" خطوات تفصيلية لنقل سكان غزة البالغ عددهم نحو مليوني نسمة من الخيام والفقر المدقع إلى شقق فاخرة وحياة مزدهرة، إلا أن المسودة أغفلت تفاصيل حاسمة، إذ لم تكشف عن الدول أو الشركات المحددة التي ستمول عملية إعادة الإعمار الضخمة، كما لم تحدد بدقة المواقع التي سيعيش فيها الفلسطينيون النازحون خلال فترة البناء والتطوير.
شكوك حول جدوى التنفيذ
ويحمل عدد من المسؤولين الأمريكيين الذين اطلعوا على الخطة شكوكًا عميقة حول واقعية تنفيذها، إذ يرون أن العقبة الأساسية تكمن في استحالة موافقة حركة حماس على نزع سلاحها، وهو الشرط الأساسي لتفعيل المشروع.
كما يشككون في قدرة واشنطن على إقناع الدول الثرية بضخ مليارات الدولارات لتحويل بيئة خطرة ما بعد الحرب إلى مدينة تكنولوجية عصرية.
في المقابل، يرى فريق آخر داخل الإدارة الأمريكية أن هذه الخطة تمثل الرؤية الأكثر تفصيلًا وتفاؤلًا حتى الآن لما يمكن أن يصبح عليه قطاع غزة إذا وضعت حماس السلاح وطويت صفحة عقود من الصراع.
مواصلة العمل لتحقيق سلام دائم
في تعليق رسمي على التقرير، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الرئيس ترامب يواصل متابعة الوضع في غزة وخطة السلام عن كثب، مشيرة إلى أن "إدارة ترامب ستواصل العمل بجد مع الشركاء لتحقيق سلام دائم وإرساء الأساس لقطاع غزة مسالم ومزدهر"، دون أن تدخل في تفاصيل إضافية حول آليات التنفيذ أو الجدول الزمني المتوقع.