كشف الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، عن توافق مصري لبناني لتدشين مشروعات مشتركة في قطاعي الطاقة والكهرباء، مؤكدًا استعداد الدولة المصرية الكامل، عبر شركاتها الوطنية، لتقديم جميع الخبرات الفنية لدعم الأشقاء في لبنان.
وأوضح مدبولي، في تصريحات خاصة لـ"القاهرة الإخبارية"، خلال زيارته الحالية إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أن المباحثات التي أجراها الوفد المصري رفيع المستوى شهدت تقديرًا واضحًا وترحيبًا كبيرًا من الجانب اللبناني بجميع الجهود والمبادرات المصرية المساندة لاستقرار لبنان.
وأشار رئيس الوزراء المصري إلى أن الزيارة تستهدف في المقام الأول تعزيز أوجه العلاقات الثنائية، وبحث سبل الدعم المصري للبنان في هذه المرحلة الدقيقة، لافتًا إلى أن التعاون في مجالات البنية التحتية والطاقة يمثل ركيزة أساسية في ملفات العمل المشترك بين البلدين خلال المرحلة المقبلة.
كما أكد موقف القاهرة الثابت والداعم للدولة اللبنانية في مختلف المجالات السياسية والدبلوماسية واللوجستية والاقتصادية، مشددًا على أن استقرار لبنان وسلامة وحدة أراضيه يمثلان أولوية قصوى للدولة المصرية.
وكشف مدبولي عن خطة طموحة لمشاركة القطاعين العام والخاص في لبنان، قائلًا: "تناقشنا حول السبل التنفيذية لمشاركة الشركات المصرية في مشروعات إعادة إعمار الجنوب اللبناني"، مؤكدًا أن الخبرات المصرية في مجالات البنية التحتية والإنشاءات موضوعة بالكامل تحت تصرف الأشقاء في لبنان.
دعم السيادة والقرار 1701
وفيما يخص الملفين الأمني والسياسي، جدد رئيس الوزراء المصري التأكيد على دعم بلاده الكامل للدولة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل ترابها الوطني.
وطالب بضرورة الالتزام بتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701، بما يضمن تحقيق استقرار طويل الأمد في المنطقة الحدودية.
وشدد رئيس الوزراء المصري على استمرار تدفق المساعدات المصرية اللوجستية والاقتصادية لمساندة المؤسسات اللبنانية في مواجهة التحديات الراهنة.
واختتم مدبولي تصريحاته بالتأكيد على أن مصر ستظل الظهير الاستراتيجي للبنان، وأن التنسيق بين القاهرة وبيروت سيشهد طفرة ملموسة في الجوانب التنفيذية للمشروعات التنموية خلال المرحلة المقبلة.
وتأتي زيارة مدبولي إلى العاصمة اللبنانية بيروت على رأس وفد رفيع المستوى لتعكس عمق الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين البلدين الشقيقين، وتحمل في طياتها أبعادًا سياسية واقتصادية بالغة الأهمية؛ إذ تسعى القاهرة من خلالها إلى تقديم دعم ملموس للدولة اللبنانية في مواجهة تحدياتها الراهنة، عبر حزمة من التفاهمات والمشروعات المشتركة، لا سيما في قطاعات الطاقة والكهرباء والبنية التحتية.
وخلال كلمته في لقاء العمل الاقتصادي الذي عقد بالعاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري بين مصر ولبنان"، أكد مدبولي أن الدولة المصرية تنظر إلى لبنان ليس كشريك سياسي فحسب، بل كشريك اقتصادي محوري واستراتيجي، مشددًا على أن العلاقات الراسخة بين الدول تُبنى وتُصان عندما يكون للقطاع الخاص دور فاعل في صياغة مستقبلها الاقتصادي.
وأشار مدبولي إلى أن لبنان يمر حاليًا بمرحلة دقيقة مليئة بالتحديات، مؤكدًا في الوقت ذاته أنها تحمل فرصًا حقيقية لإعادة البناء على أسس أكثر صلابة واستدامة.
وأوضح رئيس الوزراء أن مصر، من واقع تجربتها الشاملة في الإصلاح الاقتصادي، تدرك حجم الضغوط التي يواجهها لبنان، وتؤمن بأن التعافي ممكن عبر توافر الإرادة السياسية والرؤية الواضحة، وتفعيل الشراكة الحقيقية بين الدولة والقطاع الخاص، واستغلال الفرص الاستثمارية الكامنة في السوق اللبنانية.
كما تُبرز زيارة مدبولي إلى لبنان دور مصر الريادي كظهير استراتيجي للبنان، من خلال فتح آفاق جديدة لمشاركة الشركات المصرية في مسيرة إعادة الإعمار، ونقل خبرات تجربة الإصلاح الاقتصادي المصري الناجحة، بما يعزز قدرة المؤسسات اللبنانية على تحقيق التعافي المستدام.