تستعد اليابان لتوديع آخر زوج من الباندا العملاقة المقيمة على أراضيها، بعد إعلان عودة الباندتين "شياوشياو" و"لي لي" إلى الصين مطلع عام 2026، مع اقتراب انتهاء اتفاقية الإعارة بين الجانبين الصيني والياباني.
وفي مشهد عاطفي لافت، توافد أعداد كبيرة من اليابانيين، إلى حديقة حيوان أوينو في طوكيو لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليهما وتقديم الأمنيات لهما قبل العودة إلى موطنهما الأصلي.
وفق ترتيبات حديقة أوينو، بدأت الإدارة منذ أمس الثلاثاء فرض قيود على أعداد الزوار المسموح لهم بدخول منطقة عرض الباندا، في ظل الإقبال الجماهيري الكبير. وعلى الرغم من بقاء أكثر من ساعة على موعد فتح أبواب الحديقة، اصطفت طوابير طويلة من الزوار منذ ساعات الصباح الأولى. وبعد الافتتاح، جرى تنظيم الدخول إلى منطقة الباندا على دفعات، مع تحديد مدة مشاهدة لا تتجاوز دقيقة واحدة لكل مجموعة، لضمان إتاحة الفرصة لأكبر عدد ممكن من الزوار.
وتقدر إدارة الحديقة أن عدد الزائرين الذين سيحضرون لمشاهدة "شياوشياو" و"لي لي" خلال الفترة الممتدة من 16 ديسمبر وحتى يوم العرض الأخير في 25 يناير المقبل، سيصل إلى نحو 178 ألف شخص، ما يعكس الشعبية الكبيرة التي تحظى بها الباندا في المجتمع الياباني.
وقال سوزوكي هيتوشي، رئيس قسم التربية والعرض في حديقة أوينو، إن البادنتين الصينيتين تمثلان بالنسبة له أول زوج من توائم الباندا العملاقة يولد في الحديقة، مشيرًا إلى أن تربيتهما ورعايتهما حتى بلوغهما مرحلة الاستقلال لم تكن مهمة سهلة.
وأضاف: "لقد منحتانا الكثير من الفرح والمفاجآت والمشاعر المؤثرة، وأدخلتا السعادة إلى قلوب عدد لا يحصى من الزوار. أشعر بامتنان عميق لهما".
وخلال أيام الوداع، شهدت متاجر الهدايا داخل الحديقة إقبالًا ملحوظًا على شراء التذكارات المرتبطة بالباندا، حيث حرص كثير من الزوار على اقتناء مجسمات وصور تحمل اسمي "شياوشياو" و"لي لي" تخليدًا لذكراهما.
وعبّر العديد من اليابانيين عن حزنهم لرحيل الباندتين، إذ قالت إحدى الزائرات: "لا أريد لهما أن ترحلا، سأفتقدهما كثيرًا. لكن من منظور الباندا نفسها، فإن الصين هي موطنهما الأصلي وبيئتهما الطبيعية أفضل، لذلك أود أن أودعهما مع أصدق التمنيات".
وأضاف زائر آخر: "أتمنى أن تعيشا بصحة جيدة في الصين، وسأحاول السفر إلى هناك لرؤيتهما مرة أخرى".
وشهدت الحديقة حضور عائلات جاءت من مناطق بعيدة خصيصًا للوداع. وقال أحد الزوار القادمين من محافظة ياماناشي إنه استيقظ في وقت مبكر واستقل القطار السريع للوصول إلى طوكيو، مؤكدًا أن شعور الفقد يختلط بالامتنان لإتاحة فرصة رؤيتهما للمرة الأخيرة.
كما استعاد بعض كبار السن ذكرياتهم الأولى مع الباندا في اليابان، مشيرين إلى "كانج كانج" و"لان لان" كأول زوج من الباندا وصل إلى البلاد قبل عقود، معتبرين أن "شياوشياو" و"لي لي" تمثلان امتدادًا عاطفيًا لتلك العلاقة التاريخية.