الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

عقول أقوى من اليورانيوم.. كشف الخطة السرية لاغتيال علماء إيران النوويين

  • مشاركة :
post-title
القصف الإسرائيلي على إيران خلال حرب الـ 12 يوم

القاهرة الإخبارية - أحمد صوان

في الوقت الذي كانت الاستعدادات الإسرائيلية للهجوم على إيران، بالتنسيق مع الولايات المتحدة، شبه مكتملة، بانتشار عشرات العملاء العاملين لصالح إسرائيل في إيران مسلحين بأسلحة متطورة حديثة، وبطياري سلاح الجو الإسرائيلي على أهبة الاستعداد لتلقي الأوامر بالهجوم، كان مسؤولو الأمن الإسرائيليون يعلمون أنه لإلحاق أكبر ضرر بالبرنامج النووي الإيراني المترامي الأطراف، يجب عليهم أيضًا القضاء على "مجموعة العقول".

وتضم هذه المجموعة جيلًا من المهندسين والفيزيائيين الإيرانيين، الذين اعتقد مسؤولو المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أنهم يعملون على تحويل المواد النووية الانشطارية إلى قنبلة ذرية.

لذا، في شروق شمس يوم 13 يونيو، ومع الدقائق الأولى من حرب إسرائيل وإيران التي استمرت 12 يومًا، بدأت عملية "نارنيا" ضد كبار علماء إيران النوويين. وبحسب إسرائيل، فقد اغتالت 11 عالمًا نوويًا إيرانيًا بارزًا بدءًا من ذلك اليوم والأيام التي تلته.

وكشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، بالتعاون مع قناة PBS، عن تفاصيل جديدة حول الهجمات، والتخطيط لها، وتأثيرها في إيران.

ونقل التقرير عن مسؤولين من إسرائيل والولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن برنامج إيران النووي "ربما يكون قد تأخر لسنوات"، ما يختلف عن ادعاء الرئيس دونالد ترامب بأن البرنامج قد "تم القضاء عليه تمامًا".

أسلحة وعملاء

سبق لإسرائيل أن اغتالت علماء إيرانيين، لكنها كانت تنفي ذلك دائمًا. حيث قام عملاء يستقلون دراجات نارية بزرع قنابل مغناطيسية على سيارات العلماء في شوارع طهران المزدحمة، أو نفذوا عملياتهم بطرق أخرى. مثلما حدث في عام 2020، عندما قُتل محسن فخري زاده، العالم النووي البارز، برصاصة رشاش يتم التحكم فيه عن بُعد في كمين خارج العاصمة الإيرانية.

لكن في يونيو الماضي، خرجت يد إسرائيل من الظل. ففي إطار عملية "نارنيا"، قام محللو الاستخبارات الإسرائيلية بتجميع قائمة تضم أهم 100 عالم نووي في إيران، ثم قاموا بتقليص قائمة الأهداف لنحو اثني عشر شخصًا. وقاموا ببناء ملفات تعريفية عن عمل كل رجل، وتحركاته، ومنازله.

ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول أمني إسرائيلي كبير شارك بشكل مباشر في التخطيط، أن جهاز "الموساد" قام بتعبئة أكثر من 100 عميل داخل إيران، وزوّد بعضهم بسلاح خاص مكون من ثلاثة أجزاء لشن ضربات دقيقة على الأصول العسكرية. حيث تم تدريب فرق العملاء الإيرانيين في إسرائيل وأماكن أخرى. لكنهم لم يُبلغوا إلا بمهمتهم فقط، وليس النطاق الكامل لما كانت إسرائيل تُحضّر له.

ونقل التقرير عن قائد سلاح الجو الإسرائيلي أن القضاء على حزب الله وسقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا "كانا عاملين حاسمين" لتغيير بعض الخطط أو الإسراع بها، وأضاف: "تغيرت الخطط على مر السنين، لكنها أصبحت ملموسة للغاية بعد هذين الحدثين".

وعن التمويه الإسرائيلي الأمريكي الذي سبق الضربات الإسرائيلية -ثم الأمريكية- للمواقع النووية الإيرانية، نقل التقرير عن مصدر مطلع: "جميع التقارير التي كُتبت عن عدم توافق نتنياهو مع ويتكوف أو ترامب لم تكن صحيحة. لكن من الجيد أن يكون هذا هو الانطباع العام، فقد ساعد ذلك على المضي قدمًا في التخطيط دون أن يلاحظه الكثيرون".

فروق نووية

في عهد الرئيس السابق جو بايدن وخليفته الرئيس دونالد ترامب، اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة، على أن إيران تعمل على امتلاك سلاح نووي. لكن أجهزة التجسس التابعة لهما اختلفت أحيانًا في تقييماتها لما كان يفعله العلماء الإيرانيون وماذا يعني ذلك.

ابتداءً من عام 2023، جمعت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) معلومات استخباراتية تفيد بأن الباحثين العاملين في وحدة تابعة لوزارة الدفاع الإيرانية تُعرف باسم (SPND) كانوا يستكشفون طرقًا لبناء سلاح نووي بسرعة أكبر.

كان الإيرانيون يجرون أبحاثًا على جهاز نووي بدائي، سيستغرق إنتاجه نحو ستة أشهر باستخدام مخزونهم الحالي من اليورانيوم المخصب، وفقًا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية. وحسب التقرير، لم يكن من الممكن اختبار هذا الجهاز البدائي مسبقاً أو إطلاقه عن بُعد بواسطة صاروخ باليستي، ولكنه سيكون مدمراً للغاية إذا تم بناؤه واستخدامه.

أيضاً، يبدو أن الإيرانيين كانوا يجرون أبحاثًا حول أسلحة الاندماج النووي، وهي نوع أكثر تطورًا وقوة من القنابل النووية. واتفق محللو الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية على أن قنبلة الاندماج النووي، رغم أنها مثيرة للقلق، إلا أنها بعيدة المنال بالنسبة لإيران.

وبدأت إيران بإنتاج كميات أكبر بكثير من اليورانيوم المخصب بعد انسحاب ترامب عام 2018 من الاتفاق الذي يحد من أنشطتها النووية. وحسب "واشنطن بوست"، لم تكن وكالة المخابرات الأمريكية ولا الموساد يعتقدان أن إيران قد بدأت بتصنيع قنبلة نووية.

ولكن بحلول ربيع عام 2025، لم يكن المحللون الإسرائيليون متأكدين من أن خامنئي سيعلن علنًا تراجعه عن فتواه الصادرة عام 2003 بشأن الأسلحة الذرية، أو أنهم سيتمكنون من اكتشاف أن إيران تُجمّع سلاحًا نوويًا في الوقت المناسب.