أعلن الجيش الفنزويلي، اليوم الأربعاء، رفضه القاطع لتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن القوات المسلحة لن تتراجع أمام الحصار البحري الذي فرضته واشنطن على ناقلات النفط التابعة للبلاد.
وجاء هذا الموقف الرسمي على لسان وزير الدفاع الفنزويلي، فلاديمير بادرينو لوبيز، خلال فعالية عسكرية حضرها كبار القادة لتجديد الولاء للرئيس نيكولاس مادورو.
وجّه وزير الدفاع الفنزويلي رسالة مباشرة للإدارة الأمريكية قائلًا: "نقول للحكومة الأمريكية ورئيسها إننا لا نخاف تهديداتهم الفظة والمتغطرسة"، بحسب "فرانس برس".
وشدّد على أن "كرامة هذا الوطن لا تخضع للمساومة ولا للرضوخ لأي كان"، في إشارة إلى رفض المؤسسة العسكرية لأي ضغوط خارجية تستهدف سيادة فنزويلا.
يأتي هذا الرد العسكري بعد سلسلة من الإجراءات التصعيدية التي اتخذها البيت الأبيض، وشملت فرض قيود صارمة على جميع ناقلات النفط الفنزويلية الداخلة والخارجة من الموانئ، إذ وصف ترامب حكومة مادورو بـ "النظام غير الشرعي"، متهمًا إياها بتمويل "إرهاب المخدرات والاتجار بالبشر"، مع المطالبة باسترداد أصول يزعم أنها "سُرقت" من واشنطن.
من جانبها، جددت الحكومة الفنزويلية اتهاماتها لواشنطن بالتحرك وفق أجندة تهدف إلى "تغيير النظام والسيطرة على أكبر احتياطيات نفطية في العالم"، واصفة الادعاءات الأمريكية بشأن مكافحة "كارتيلات التهريب" بأنها مجرد غطاء لعملية سرقة ممنهجة لثروات الشعب الفنزويلي.
وقامت واشنطن بتعزيز وجودها العسكري في البحر الكاريبي بأكبر حاملة طائرات في العالم، بالتزامن مع عمليات عسكرية أسفرت عن مقتل 95 شخصًا على الأقل خلال استهداف سفن يشتبه بتهريبها للمخدرات.
وفي ظل التحليق المكثف للطائرات الحربية الأمريكية فوق السواحل الفنزويلية والتعزيزات البحرية المستمرة، تتصاعد المخاوف الإقليمية والدولية من انزلاق المنطقة نحو مواجهة عسكرية مباشرة في مياه الكاريبي، وسط غياب لمؤشرات التهدئة بين الطرفين.