الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

مماثلة لمعاهدة "الناتو".. واشنطن تقدم ضمانات "بلاتينية" لأوكرانيا

  • مشاركة :
post-title
مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في تطور لافت قد يغير مسار الحرب الروسية الأوكرانية، كشف الرئيس فولوديمير زيلينسكي، عن عرض أمريكي بتقديم ضمانات أمنية لبلاده تُعادل التزامات حلف الناتو، في أعقاب محادثات مكثفة جرت في برلين مع مبعوثي البيت الأبيض، بحسب ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

عرض أمريكي

أعلن زيلينسكي، أن الجانب الأمريكي أبدى استعداده لمنح كييف ضمانات أمنية مماثلة للمادة الخامسة من معاهدة الناتو، التي تنص على اعتبار أي هجوم على دولة عضو بمثابة هجوم على جميع الأعضاء.

وأكد الرئيس الأوكراني أن هذه الضمانات تُمثل "خطوة أولى" في الاتجاه الصحيح، مشيرًا إلى أن المحادثات التي استمرت يومين مع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، حققت تقدمًا ملموسًا.

من جانبهم؛ وصف مسؤولون أمريكيون، تحدثوا للصحيفة بشرط عدم الكشف عن هوياتهم، الضمانات المقترحة بأنها "بلاتينية" وستتطلب تصويتًا في الكونجرس الأمريكي، مؤكدين أنهم توصلوا لحلول بشأن "90%" من الخلافات بين أوكرانيا وروسيا، إلا أنهم امتنعوا عن الكشف عن تفاصيل محددة حول شكل هذه الضمانات، باستثناء تأكيد عدم نشر قوات أمريكية على الأراضي الأوكرانية.

تحديات جوهرية

رغم التفاؤل الحذر، تظل عقبات كبيرة تعترض طريق السلام، إذ أشار المسؤولون الأمريكيون إلى أن أوكرانيا وروسيا ستحتاجان للتفاوض المباشر حول مصير الأراضي المتنازع عليها في شرق أوكرانيا، ما يعني غياب اتفاق فوري حول هذه المسألة الشائكة.

ودعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، كييف للتنازل عن أراضٍ لم تُسيطر عليها روسيا بعد مقابل السلام، بينما يطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بتنازلات إضافية تضعف سيادة أوكرانيا.

وفي اتصال هاتفي من المكتب البيضاوي، قال ترامب، إن "الأمور تبدو جيدة، لكننا نقول ذلك منذ وقت طويل، وهي مسألة صعبة"، مضيفًا أن المطلوب "جعل الجميع على نفس الصفحة". كما أكد أنه تحدث مجددًا مع زيلينسكي والمستشار الألماني فريدريش ميرز، خلال عشاء عمل في برلين.

ضغوط داخلية وخارجية

تأتي هذه التطورات في ظروف صعبة يمر بها زيلينسكي داخليًا، إذ اضطر لإقالة رئيس ديوانه أندريه يرماك، إثر مداهمة منزله في إطار تحقيقات فساد واسعة.

هذا الضعف الداخلي، إلى جانب الهجمات الروسية المستمرة على البنية التحتية للطاقة، التي تركت كييف ومدنًا أخرى في ظلام وبرد متزايدين، قد يدفع الرئيس الأوكراني لقبول اتفاق سلام بوتيرة أسرع، وفق ما ذكره دبلوماسي أوروبي كبير لواشنطن بوست. وأضاف الدبلوماسي، الذي طلب عدم الكشف عن هويته: "أعتقد أنهم لم يكونوا جديين كما هم الآن، ويبدو أن هذا له علاقة بفضيحة الفساد والفوضى الداخلية".

تباين أوروبي

على الصعيد الأوروبي، أعرب المستشار الألماني ميرز، عن دعمه للمسار التفاوضي، مؤكدًا أن "أوكرانيا ستكون قادرة على الدفاع عن نفسها طويل الأمد، ليس فقط بمفردها، بل بدعم الدول المتحالفة معها".

ومن المقرر أن يجتمع قادة الاتحاد الأوروبي في بروكسل، بعد غد، لمناقشة خطة لإصدار قروض مقابل 220 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة، منذ بدء الحرب 2022، لتمويل شراء الأسلحة وإعادة إعمار أوكرانيا.

لكن بلجيكا، التي تحتفظ مؤسساتها المالية بجزء كبير من هذه الأموال، تعارض الخطة بشدة. كما تختلف الرؤية الأمريكية التي تقترح استخدام الأموال لاستثمارات مشتركة بين واشنطن وكييف، ما يضعها في مواجهة مع العديد من القادة الأوروبيين.