من رحم القصة القصيرة الأولى عن لقاء والديه ومن ذاكرة الطفولة التي استمع فيها إلى حكايات حقيقية، خرج فيلم "القصص" للمخرج والمؤلف المصري أبو بكر شوقي، ليُقدم تجربة سينمائية شخصية صادقة، تخلط الخاص بالعام، وتنسج علاقات إنسانية في خضم التحولات السياسية والاجتماعية، إذ يستند العمل إلى مشاعر حقيقية وحكايات سُمعت في الطفولة، ليقدم رؤية إنسانية عميقة للعلاقات في زمن التغير.
كشف أبو بكر شوقي، لموقع "القاهرة الإخبارية"، أن فكرة الفيلم تعود إلى سنوات طويلة مضت، حين كتب قصة قصيرة عن أول لقاء جمع بين والديه، ومع مرور الوقت، لم تتوقف الفكرة عند حدود القصة، بل نمت وتطورت تدريجيًا حتى تحولت إلى فيلم سينمائي متكامل، يحمل أبعادًا إنسانية عميقة، ويطرح رؤية مختلفة للعلاقات الإنسانية وتشابكاتها عبر الزمن.
وأوضح "شوقي" أنه حرص على ربط الأحداث الكبرى، التي تمر بها البلاد مع حياة العائلة التي تظهر في الفيلم، في دلالة واضحة على أن هذه العائلة لم تكن تسير أمورها بسلاسة، بل كانت تعيش تعقيدات وأزمات تعكس ما يحدث على المستوى العام، فالأحداث السياسية والاجتماعية الكبرى لم تكن مجرد خلفية زمنية، بل كانت تتقاطع بشكل مباشر مع تفاصيل حياتهم الشخصية، لتؤثر في قراراتهم ومشاعرهم ومساراتهم.
روح إيجابية
وعن كواليس العمل، أكد أبو بكر شوقي، أن التعاون مع فريق الفيلم كان بسيطًا وسهلًا، على رأسهم النجمة نيللي كريم، معربًا عن سعادته بالعمل مع فريق يمتلك طاقة إيجابية وحماسًا واضحًا.
وأشار إلى أنه من المخرجين الذين لا يكثرون من الحديث أو طلب أشياء معقدة، ما أسهم في خلق حالة من التفاهم والراحة داخل موقع التصوير.
وأضاف "شوقي" أنه تعمد تقديم الممثلين بشكل مختلف تمامًا عما اعتاد عليه الجمهور، مؤكدًا أنه كان يتوقع أن تخرج الشخصيات بهذه الصورة، ما جعله يشعر بالرضا التام عن النتيجة النهائية.
كما شدد على أن الفيلم لم يواجه صعوبات تُذكر، بفضل التفاهم الكبير والروح الجميلة التي سادت الكواليس.
وأشار "شوقي" إلى استخدام فريق كرة قدم كعنصر دلالي داخل الفيلم، موضحًا أنه اختار نادي الزمالك تحديدًا، لكونه -من وجهة نظره- فريقًا سينمائيًا بطبيعته، فمبارياته دائمًا مليئة بالدراما، ولا تخلو من الصعوبة والتقلبات، وهي حالة قريبة جدًا مما تعيشه العائلة داخل أحداث الفيلم، إذ تتكرر المحاولات وتتصاعد الأزمات دون حلول سهلة.
انتقاء الأغاني
وعن اختيار الأغاني، أوضح أبو بكر شوقي، أنه تعمد انتقاء أغانٍ تنتمي إلى جزء من طفولته، وجزء آخر من ذكريات والده ووالدته، ليمنح الفيلم روحًا نوستالجيًا، لكن من عالمه الخاص.
وأكد أبو بكر شوقي، أن الفيلم لا يسعى لتقديم توثيق تاريخي دقيق، فمن يبحث عن واقع تاريخي صارم قد لا يجده، أما من يبحث عن قصص إنسانية صادقة تُحكى من القلب فسيجدها بوضوح.
وأضاف أن القصص المطروحة في الفيلم واقعية، وسمعها بنفسه في طفولته، ثم أعاد صياغتها وأضاف إليها لمساته الخاصة، لتخرج في إطار فني يُعبر عن رؤيته وتجربته الشخصية.
قصة الفيلم
تدور أحداث الفيلم بين عام 1967 وأواخر الثمانينيات، ويروي قصة حب تجمع بين -"أحمد"- عازف بيانو، وشابة نمساوية، إذ تستمر علاقتهما رغم المسافات الطويلة، واختلاف الثقافات، وتغير الظروف السياسية والاجتماعية من حولهما.
ويشارك في بطولة الفيلم نخبة من النجوم، أبرزهم نيللي كريم، أمير المصري، فاليري باشنر، أحمد كمال، صبري فواز، شريف الدسوقي، أحمد الأزعر، وخالد منصور.