أدت مستويات تاريخية من مياه الأمطار الغزيرة إلى فيضانات عارمة اجتاحت معظم مقاطعات ولاية واشنطن، ما استدعى السلطات لإصدار أوامر إخلاء لآلاف الأشخاص، بينما قرر حاكم الولاية إعلان حالة الطوارئ واستدعاء الحرس الوطني للمساعدة في عمليات الإنقاذ والإغاثة.
واستمر هطول الأمطار الغزيرة على أجزاء من الولاية، ما أدى إلى ارتفاع منسوب الأنهار وإغلاق الطرق وعمليات الإنقاذ المائي وتعليق رحلات القطارات، بينما ازدادت شدة هطول الأمطار في عدة مقاطعات بجبال كاسكيد في واشنطن، حيث شهدت هطول ما يصل إلى 15 سنتيمترًا من الأمطار خلال 24 ساعة.
الطرق والأحياء
وحثَّ حاكم الولاية بوب فيرجسون، سكان واشنطن على توخي الحذر، بحسب شبكة إن بي سي نيوز، وتم إغلاق عشرات الطرق الرئيسية، بعدما بلغت مستويات المياه في العديد من الأنهار في جميع أنحاء الولاية مستويات تاريخية، ودخلت عشرات الأنهار مرحلة الفيضان الكبرى، ما أدى إلى تدفق المياه على الطرق والأحياء السكنية.
ويُعد نهر سنوهوميش واحدًا من أكثر من اثني عشر نهرًا وصلت إلى مرحلة الفيضان الكبرى، إذ بلغ ذروته عند مستوى قياسي سجل 34 قدمًا أمس الخميس، وفقًا لهيئة الأرصاد الجوية الوطنية، بينما من المتوقع أن يتجاوز نهر سكاجيت رقمه القياسي البالغ 37.5 قدم، و يصل إلى ذروته عند 39.5 قدم.
جدار واقٍ
وعلى امتداد نهر مدينة ماونت فيرنون، أكبر مدن المقاطعة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 35 ألف نسمة، أجرت فرق الإنقاذ زيارات منزلية في المناطق المنخفضة لإبلاغ السكان بأوامر الإخلاء، وفقًا لما ذكرته سلطات المدينة.
ولطالما عانت مدينة ماونت فيرنون من الفيضانات الناجمة عن النهر، وتسببت فيضانات عام 2003 في نزوح مئات الأشخاص، ما دفع السلطات لبناء جدار واقٍ من الفيضانات عام 2018، أسهم في حماية وسط المدينة، واجتاز الجدار اختبارًا هامًا عام 2021، عندما بلغ منسوب النهر مستويات قياسية تقريبًا.
مرة كل 100 عام
من جهتها، أعلنت مقاطعة سكاجيت، إحدى أقصى المقاطعات شمالًا في الولاية، عن تعرضها لفيضانات كبيرة، وحثَّت جميع السكان البالغ عددهم نحو 78 ألف شخص، والقاطنين في منطقة الفيضانات، التي تحدث مرة كل 100 عام على إخلاء منازلهم والتوجه إلى مناطق مرتفعة، بينما فتح مركز عمليات الطوارئ في المقاطعة عدة مراكز إيواء للمتضررين.
وفي مقاطعة بيرس، أجرت فرق الطوارئ أكثر من 25 عملية إنقاذ، بعدما وصل ارتفاع منسوب نهر بويالوب بشكل كبير وتضرر بسببه السدود الواقعة أعالي النهر، ما دفع المسؤولين لإجراء عمليات إخلاء واسعة للسكان في تلك المقاطعة،
فيضانات كارثية
وأكد حاكم الولاية في منشور على منصة إكس: "من المرجح حدوث فيضانات كارثية" في العديد من المناطق، وأن الولاية تطلب فرق إنقاذ مائي وقوارب، وأضاف أن الهيئة الوطنية للتنبؤات المائية تتوقع حدوث 18 فيضانًا كبيرًا و15 فيضانًا متوسطًا في أنحاء الولاية.
وفي مختلف أنحاء ولاية واشنطن، تواصل فرق الإنقاذ جهودها الحثيثة لمواجهة بلاغات عديدة عن عمليات إنقاذ ناجمة عن ارتفاع منسوب المياه، واستجابت إدارة الإطفاء والإنقاذ لعشرات البلاغات وأنقذت ما مجموعه 24 شخصًا وأربع قطط وكلبين، ولم تسجل أي وفيات جراء الفيضانات حتى الآن.
الحرس الوطني
بدوره، شدد جنت ويلش، القائد العام للحرس الوطني في واشنطن، على أنه سيتم إرسال المئات من أفراد الحرس لمساعدة المجتمعات المحلية، بينما أفاد موقع PowerOutage أن أكثر من 11000 مشترك في واشنطن فقدوا الكهرباء بحلول ليلة الخميس.
وحذَّر الحاكم السكان من أن المستويات القياسية في أماكن أخرى لا تزال ممكنة، مشددًا على أن التأثير على سكان واشنطن كبير وسيكون كبيرًا في الأيام المقبلة، إذ من المتوقع أن تجلب عاصفة آخرى المزيد من الأمطار ابتداءً من يوم الأحد، مشيرًا إلى أنه بعد انحسار المياه سيكون أمامهم طريق شاق وطويل في المستقبل من أجل التعافي.