الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

فيضانات مدمرة وتآكل ساحلي.. قرى آلاسكا الأمريكية أمام مصير مظلم

  • مشاركة :
post-title
الفيضانات الجديدة أحدثت تدميرا هائلا في المجتمعات المحلية بآلاسكا

القاهرة الإخبارية - مصطفى لبيب

تواجه عشرات القرى الساحلية في آلاسكا الأمريكية مصيرًا مظلمًا، بعدما اجتاحت المنطقة عواصف متتالية أدت إلى تدمير المنازل والمخازن الغذائية والبنية التحتية، وإجلاء مئات المواطنين، وخلفت وراءها نفايات سامة، جعلت من فكرة العودة إليها وإعادة الإعمار قرارًا صعبًا.

كان إعصار هالونج في منتصف الشهر الحالي آخر تلك الأعاصير العاتية التي ضربت المنطقة، حيث وصلت سرعة الرياح إلى 80-100 ميل في الساعة، مما أدى إلى ارتفاع المياه فوق مستوى المد وغرق بلدات وقرى بأكملها، وأسفرت الكارثة عن مقتل شخص واحد وإنقاذ 51 شخصًا على الأقل، وتشريد المئات.

اختفاء كامل للمنازل أسفل المياه المتجمدة
الأعاصير العاتية

وفقًا لمسؤولي الولاية، وبحسب شبكة فوكس ويذر، تأثر أكثر من 40 مجتمعًا بالعاصفة، بما في ذلك قريتا كيبنوك وكويجيلينوك، اللتان كانتا من بين الأكثر تضررًا، وهو ما دفع حاكم ألاسكا مايك دنليفي للقيام بأكبر عملية إجلاء جوي لسكان الولاية عبر طائرات الشحن.

وكشفت صور الأقمار الصناعية والفيديوهات عن حجم أضرار الفيضانات الكارثية، التي تسببت في جرف القوارب إلى البلدات والقرى، ووصل منسوب المياه إلى أعلى بمقدار 6,6 أقدام فوق مستوى المد الطبيعي، متجاوزًا الرقم القياسي السابق المسجل عام 2000.

الفيضانات الكارثية

وتعرض 50 مطارًا، الرابط الوحيد بين المجتمعات المحلية، وطرق محلية للتدمير الكامل بسبب العواصف والفيضانات، وأصبح العديد من القرى غير متصلة بشبكة طرق، مما عطل حياة جميع السكان الذين فقد أغلبهم منازلهم وممتلكاتهم، وحتى الطعام المخزن تم تدميره.

إجلاء المئات من المواطنين

ويشكل إعادة الإعمار تحديًا هائلًا على جميع مستويات الحكومة المحلية، حيث تشمل التحديات الرئيسية إزالة العوازل الرطبة وضخ المياه من المنازل التي غمرتها الفيضانات، وقد نقل الحرس الوطني أكثر من 21 ألف طن من المعدات والإمدادات جوًا لمساعدة السكان.

الصمود والعودة

وأكد المسؤولون أنه على الرغم من أن قبائل غرب ألاسكا تتمتع بالقدرة على الصمود والعودة مرارًا لإعادة الإعمار على مدار العقود الماضية، إلا أنهم باتوا يواجهون مخاطر متزايدة ناجمة عن تغير المناخ، الذي يهدد بتآكل سواحل القرى، مما يجعل فكرة الإعمار أمرًا صعبًا.

وأوضحت هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية أن نظام العواصف وجولات الفيضانات أصبح مختلفًا عن فيضانات الخريف السنوية، حيث أحدث تأثيرًا مدمرًا تمثل في انزلاق المنازل فوق بعضها البعض، خاصة في قرية كيبنوك التي غمرت المياه حوالي 109 منازل فيها من أصل 176 منزلًا لدرجة انفصالها عن أساساتها.

النقل الجوي بات الطريقة الوحيدة للوصول إلى المجتمعات المتضررة
المجتمعات المحلية

هذه المرة كان التأثير ضخمًا على المجتمعات المحلية، والتي قد تمنع الأهالي من العودة مرة أخرى، حيث ألحقت الفيضانات لأول مرة أضرارًا بالمجمدات ومواقد الطهي والمركبات والقوارب، بخلاف المنازل، وأصبحت العديد من تلك القرى لا يمكن الوصول إليها إلا بالقارب أو الطائرة.

كما أصبح الهواء سامًا، ويرجع ذلك إلى أنه مع تساقط الثلوج يتحول الثلج الأبيض بسرعة إلى اللون البني على بعد أميال بعد ملامسته للحطام والنفط والوقود المسكوب في المياه، مما جعل الهواء يفوح منه رائحة قوية تقترب من رائحة الغاز القاتل. لذلك قال إريك ديكين، الرئيس التنفيذي لصندوق إعمار منطقة القرى الساحلية بآلاسكا: "أريد فقط أن أجلس مع القبائل المتضررة وأسألهم: هل يستحق الأمر العودة؟".