تسببت الفيضانات العارمة الناتجة عن الأمطار الغزيرة التي خلّفها إعصار ديتواه، في جميع أنحاء جنوب شرق آسيا إلى دمار واسع وانهيارات أرضية في سريلانكا وإندونيسيا وتايلاند، ما أسفر عن وفاة المئات بينهم أطفال، وتوقفت الحياة بالكامل في مقاطعات مختلفة جراء تدمير الطرق وانقطاع الكهرباء وتعطيل الخدمات الأساسية.
في إندونيسيا، قُتل ما لا يقل عن 604 أشخاص، ولا يزال 464 في عداد المفقودين، وفقًا للوكالة الوطنية لإدارة الكوارث، وكانت مقاطعات آتشيه وشمال سومطرة وغرب سومطرة الأكثر تضررًا، حيث أفادت السلطات بأن آلاف الأشخاص معزولون دون إمدادات حيوية، وتم إجلاء مئات الآلاف من منازلهم في ثلاث مقاطعات بجزيرة سومطرة غرب إندونيسيا وحدها.
الأكثر تضررا
وقالت منظمة "أنقذوا الأطفال"، بحسب "الجارديان" البريطانية، إن عشرات الآلاف من الأطفال في إندونيسيا، أصبحوا خارج المدارس بعد أن تسببت الفيضانات الكارثية في حدوث اضطرابات كبيرة في التعليم، مشيرين إلى أن ما لا يقل عن 1000 مدرسة تضررت وأغلقت في آتشيه وحدها، وهي إحدى المقاطعات الأكثر تضررًا في إندونيسيا .
كما تم تحويل بعض المدارس كملاجئ طوارئ لإيواء الأشخاص المحتاجين بشكل عاجل إلى الغذاء والمأوى، وحذرت المنظمات من أن تدمير الطرق وانقطاع الكهرباء وتعطيل الخدمات الأساسية يُعرّض صحة الأطفال وسلامتهم النفسية للخطر، حيث فقد الأطفال منازلهم ومدارسهم وأحبائهم.
اضطرابات شديدة
وأفادت التقارير بمقتل أكثر من 170 شخصًا في تايلاند، وكانت مقاطعة سونجكلا الجنوبية الأكثر تضررًا، حيث تسببت الفيضانات في اضطرابات شديدة، مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف الأشخاص، وبعدما أن اختفت الشوارع تماما، وغمرت المياه المباني المنخفضة والمركبات.
وداخل 7 من أصل 12 مقاطعة متضررة، حُرم نحو 76 ألف طفل من الدراسة بسبب الفيضانات في جنوب تايلاند، وكما هو الحال في إندونيسيا، أُجبرت المدارس على الإغلاق في مناطق جنوب تايلاند، واستُخدم بعضها كملاجئ طوارئ لإيواء من غمرت الفيضانات منازلهم.
ارتفاع الأعداد
وفي سريلانكا، دعت الحكومة إلى تقديم مساعدات دولية، واستخدمت مروحيات عسكرية للوصول إلى المحاصرين جراء الفيضانات والانهيارات الأرضية الناجمة عن إعصار ديتوا، حيث قُتل ما لا يقل عن 355 شخصًا، وفقًا للمسؤولين، ويُقدر أن 366 آخرين ما زالوا في عداد المفقودين.
وفي جميع أنحاء جنوب وجنوب شرق آسيا، لقي ما لا يقل عن 1100 شخص حتفهم بسبب الفيضانات والانهيارات الأرضية بسبب الطقس الشديد الذي ضرب المنطقة الأسبوع الماضي، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى نظرًا لأن السكان في المناطق التي ضربتها الفيضانات أخيرًا مثل إندونيسيا ما زالوا يحاولون التعافي والعثور على أحبائهم.