الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

يوسف القعيد يحلل عبقرية نجيب محفوظ: كان منظما وصاحب رسالة

  • مشاركة :
post-title
الأديب المصري الراحل نجيب محفوظ والكاتب يوسف القعيد

القاهرة الإخبارية - فنون وثقافة

قال الكاتب والروائي المصري يوسف القعيد إن الأديب الراحل نجيب محفوظ كان شخصيةً أدبيةً معروفة بتاريخها وإبداعها، وقد تناول القعيد سيرته بعمق في كتاباته، مؤكّدًا أن ما اكتشفه عنه إنسانيًا يفوق ما كان معروفًا للجمهور.

وتحل ذكرى ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ في 11 ديسمبر من كل عام، وهو اليوم الذي وُلد فيه عام 1911 بحي الجمالية بالعاصمة المصرية القاهرة، ليبدأ مسيرة استثنائية جعلته واحدًا من أهم رموز الأدب العربي في القرن العشرين.

وأضاف القعيد، خلال استضافته في برنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن نجيب محفوظ كان يتعامل مع القراءة والكتابة بجديةٍ مطلقة، وتميّز بنظامٍ صارم في حياته اليومية؛ فكانت ساعات القراءة والكتابة والجلوس في المقهى محددةً بدقة، وكأن بداخله ساعة بيولوجية نادرة الحساسية تجاه الوقت، متابعًا: "أتمنى—ثلاث مرات—أن نمتلك نحن المصريون والعرب هذا الإحساس بالوقت، فالزمن قيمةٌ أساسية يجب استغلالها والحفاظ عليها واستثمارها جيدًا".

وأشار إلى أن إحساس نجيب محفوظ بالوقت وبقيمة رسالته الإبداعية جعله مختلفًا عن كثير من أدباء جيله، مؤكّدًا أنه كان يشعر بأن عليه رسالةً يجب أن يؤديها، كما كان يستمع للآخرين باحترامٍ شديدٍ حتى لو اختلف معهم في الرأي والفكر.

وعن المواقف التي لا ينساها في علاقته بمحفوظ، قال القعيد: "حين مرضت ودخلت المستشفى، كان على اتصال يومي بي، وكانت زوجته الراحلة عطية الله إبراهيم تسأل عن صحتي كل يوم تقريبًا، أكثر من أسرتي، في مشهدٍ يعكس حجم إنسانيته ووفائه".

وأكد القعيد أن محفوظ كان يمتلك فيضًا من الإنسانية والمودة والمحبة للناس، وأن الجلسات التي جمعته به كانت سببًا في تعرّفه على عددٍ كبير من أدباء مصر والعالم العربي والعالم، إذ كان محفوظ يعرّف ضيوفه بهم ويمنحهم الفرصة للنقاش والحوار، ورغم أنه كان مستمعًا أكثر من كونه متحدثًا، فإن حديثه حين يتكلم كان دقيقًا وواضحًا ومحدّدًا.

ذكرى ميلاد أديب نوبل

تحل ذكرى ميلاد الأديب العالمي نجيب محفوظ في 11 ديسمبر عام 1911 بحي الجمالية بالقاهرة، ليبدأ مسيرة استثنائية جعلته واحدًا من أهم رموز الأدب العربي في القرن العشرين.

يُعد محفوظ أول وأكبر روائي عربي يحصل على جائزة نوبل في الأدب عام 1988، وهي الجائزة التي وضعت الأدب العربي على خريطة الاهتمام العالمي، وكرست مكانته ككاتب استطاع أن يمزج بين الواقعية المصرية والبعد الفلسفي العميق في أعماله.

ارتبط اسم نجيب محفوظ بالقاهرة ارتباطًا وثيقًا، فجسّد أحياءها وشخوصها وتحوّلاتها الاجتماعية في أعمال أصبحت علامات خالدة، أبرزها الثلاثية، زقاق المدق، اللص والكلاب، الشحاذ، أولاد حارتنا، الطريق، ميرامار وغيرها من الروايات التي تحوّل كثير منها إلى كلاسيكيات في السينما والدراما.

تُستعاد ذكرى ميلاد محفوظ كل عام بوصفها مناسبة للاحتفاء بإرثه الأدبي الهائل، والعودة إلى أعماله التي ما زالت تُدرَّس وتُقرأ وتُناقش حتى اليوم، لما تحمله من رؤية إنسانية وفلسفية شديدة العمق، وقدرة نادرة على تصوير المجتمع المصري بصدق وشفافية.

ويعتبر محفوظ مدرسة أدبية متفردة ألهمت أجيالًا من الكُتّاب والسينمائيين، ولا يزال تأثيره حاضرًا بقوة في الوعي الثقافي العربي رغم مرور سنوات طويلة على رحيله في أغسطس 2006.

https://www.youtube.com/shorts/NYaE3YHBYnU