قال المستشار الألماني فريدريش ميرز، اليوم الأربعاء، إن انتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لسياسة الهجرة الأوروبية "لا تنطبق على ألمانيا". مضيفًا أنه أبلغ ترامب مرارًا وتكرارًا بسياسات ألمانيا الجديدة المتعلقة باللجوء والهجرة.
وقال "ميرز" لـDW: "في المرة المقبلة التي نلتقي فيها، سأخبره أيضًا أننا حققنا نجاحًا كبيرًا في هذا الصدد، وأننا تمكنا من خفض عدد طالبي اللجوء في ألمانيا إلى النصف تقريبًا".
وتابع: "أظن أنه سيقر أيضًا بأننا قمنا بتصحيح المسار في هذا المجال، الأمر الذي كان بالفعل عبئًا كبيرًا علينا في ألمانيا".
تأتي تصريحات ميرز عقب تعليقات ترامب الأخيرة حول أوروبا في مقابلة مع موقع "بوليتيكو". جاءت بعد إصدار استراتيجية الأمن القومي الأمريكي الجديدة، التي أعادت تقييم العلاقة بين الولايات المتحدة وأوروبا.
وتساءلت الوثيقة عما إذا كانت الدول الأوروبية ستظل حليفًا قويًا للولايات المتحدة.
وجاء في الوثيقة الأمريكية: "إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فستصبح القارة غير قابلة للتعرف عليها في غضون عشرين عامًا أو أقل. ولذلك، فليس من الواضح ما إذا كانت بعض الدول الأوروبية ستمتلك اقتصادات وجيوشًا قوية بما يكفي لتظل حلفاء موثوقين".
تغيير الأطلسي
رغم رفضه لانتقادات الرئيس الأمريكي واستراتيجيته للأمن القومي بشأن أوروبا، قال المستشار الألماني في حديثه للصحفيين اليوم، إن ألمانيا تريد أن تظل الولايات المتحدة شريكًا، حتى مع تغير العلاقات عبر الأطلسي، مضيفًا: "نحن نستعد لتغيير في العلاقات عبر الأطلسي".
واستطرد بأنه إذا كان ترامب "غير قادر على فهم هذه المؤسسة أو هيكل الاتحاد الأوروبي"، فلا يزال بإمكان الولايات المتحدة التعاون مع الدول الأعضاء بشكل فردي.
وتابع: "ألمانيا، بالطبع، هي في المقام الأول من بين هؤلاء الشركاء. وأؤكد على رأيي بأن أمريكا يجب أن يكون لها مصلحة أيضًا في إقامة شراكات حول العالم. لدينا مصلحة في إقامة شراكات حول العالم، وينبغي أن تظل الولايات المتحدة الأمريكية واحدة منهم".
وفيما يتعلق باستراتيجية الأمن الأمريكية الجديدة، قال "ميرز" إن السياسة لم تفاجئه، لا سيما بعد خطاب نائب الرئيس الأمريكي في مؤتمر ميونخ للأمن في فبراير الماضي.
وأكد: "نحن نستعد لتغيير في العلاقات عبر الأطلسي، لكنني ما زلت أرغب في رؤيتها كشراكة. وآمل أن تنظر أمريكا إليها بالطريقة نفسها من منظورها تجاه أوروبا، ثم تجاه ألمانيا أيضًا".