تتفاقم الكارثة الإنسانية في إقليم كردفان وسط السودان، حيث تشهد المنطقة انتهاكات صارخة للقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك احتجاز المدنيين وارتكاب مجازر مروعة.
أفاد مراسل "القاهرة الإخبارية" محمد إبراهيم من الخرطوم، بأن قوات "الدعم السريع" تحتجز العشرات من مدينة بابنوسة والقرى المحيطة بولاية غرب كردفان، بينهم أطفال وحوامل، في ظروف إنسانية بالغة الخطورة.
وتشير تقارير سودانية إلى أن عددًا من المحتجزين، وخصوصًا النساء، يتعرضون للضرب والإهانة بدعوى انتماء ذويهم للجيش، ما يثير قلقًا واسعًا بشأن سلامتهم.
وأكدت أن "احتجاز المدنيين وتعريضهم لسوء المعاملة يشكّل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، ويعمّق الكارثة الإنسانية"، رافضة استهداف المدنيين أو استخدامهم "وسيلة ضغط أو مساومة ذويهم بالفدية".
تأتي هذه الانتهاكات وسط هجمات وحصار مطبق تشنه "قوات الدعم السريع" على بابنوسة منذ الأسبوع الماضي، رغم إعلان الجيش السوداني إحباط هجوم جديد الثلاثاء الماضي.
مذبحة كلوقي
في تطور موازٍ، أفادت تقارير عن ارتكاب الدعم السريع مذبحة جديدة في مدينة كلوقي بجنوب كردفان، راح ضحيتها ما يزيد على 100 سوداني، من بينهم 43 طفلاً و6 نساء.
وقالت وسائل إعلام سودانية، إن قوات الدعم السريع قصفت في البداية روضة أطفال بصواريخ من طائرة مُسيَّرة، وعندما هرع المواطنون للإنقاذ، عاودت قصف الروضة.
وأشارت وسائل الإعلام، إلي أن الدعم السريع لم تكتفِ بذلك، بل لاحقت الضحايا والمسعفين في المستشفى الريفي الذي نُقل إليه المصابون، ليرتفع العدد الإجمالي للضحايا إلى ما يزيد على 100 قتيل و38 جريحًا.
دعوات دولية
بدورها، طالبت شبكة أطباء السودان والشبكات الحقوقية الأخرى المجتمع الدولي والمنظمات الأممية بإدانة هذه الوقائع بشكل واضح، وفرض عقوبات على المسؤولين عنها.
وكان الفريق الإنساني التشغيلي في السودان اعتبر، الخميس الماضي، تصاعد العنف في إقليم كردفان والحصار المستمر "انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي".
وتشهد ولايات كردفان الثلاث (شمال وغرب وجنوب) اشتباكات ضارية أدت إلى نزوح عشرات الآلاف، في ظل حرب مستمرة منذ أبريل 2023 بين الجيش الوطني و"الدعم السريع" التي تسببت بمقتل عشرات الآلاف ونزوح نحو 13 مليون شخص.