اختتم في العاصمة الروسية موسكو، أمس الثلاثاء، اجتماع الرئيس فلاديمير بوتين، والمبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، وصهر دونالد ترامب جاريد كوشنر، لمناقشة سبل إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة منذ عام 2022.
وبحسب وسائل إعلام روسية، استمر الاجتماع بين بوتين والوفد الأمريكي قرابة خمس ساعات تقريبًا، واصفة إياه بأنه "مثمر".
وذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن بوتين أبقى الوفد الأمريكي منتظرًا أثناء إلقائه خطابًا حول الاستثمار في روسيا، واصفة ذلك بأنها تكتيكات استخدمها الرئيس الروسي في السابق لمحاولة كسب اليد العليا في المفاوضات.
وفي السياق، صرّح مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بأن المحادثات كانت بنّاءة ومفيدة للغاية وموضوعية. وأيده في الرأي المبعوث الخاص لبوتين، كيريل دميترييف، الذي نشر عبر حسابه الشخصي "إكس" كلمة واحدة بعد الاجتماع: "مثمر".
فيما قال السكرتير الصحفي للرئيس الروسي، دميتري بيسكوف، إن مقترحات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتسوية في أوكرانيا تُشكل "أساسًا متينًا للغاية" للتوصل إلى اتفاق نهائي. وفي حديثه لوسائل إعلام قارن جهود واشنطن بأوروبا، التي اتهمها بالسعي للاستيلاء على الأصول الروسية لتمويل "آلة الحرب" الأوكرانية.
كما أكد بيسكوف أن روسيا لا تزال منفتحة على محادثات السلام، لكنه أصرّ على ضرورة تحقيق أهداف عمليتها العسكرية. وانتقد أوروبا لرفضها الحوار، وزعم أن قادتها يدفعون نحو الحرب "حتى آخر أوكراني".
وعلى جهة أخرى، تري مجلة "نيوزويك" الأمريكية، أن عدة قضايا رئيسية، مثل تقسيم الأراضي والهيكل المستقبلي للأمن الأوكراني، لا تزال دون حل رغم التقدم الملحوظ الذي أُحرز خلال الأسبوعين الماضيين.
ووفقًا لمسؤول روسي مطّلع على المفاوضات، طلب عدم الكشف عن هويته، تحدث لشبكة "إن بي سي" الأمريكية، قال: "هناك ثلاث ركائز لن نتنازل عنها. الأولى هي أراضي دونباس، والثانية الحد من القوات المسلحة الأوكرانية، والثالثة هي اعتراف أمريكا وأوروبا بهذه الأراضي".
وأكد أن موسكو مستعدة للتحلي بالمرونة بشأن بعض القضايا الثانوية، مثل مئات المليارات من الأصول الروسية المجمدة في أوروبا في بداية الحرب، التي دعت أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون إلى استخدام هذه الأموال لدعم اقتصاد أوكرانيا المنهار.
ويرى مايكل هورويتز، المحلل الأمريكي الجيوسياسي والأمني المستقل الذي تابع الحرب عن كثب: "الكرملين ببساطة لا يريد صفقة أقل مما يريده"، بينما على الجانب الآخر قال عباس جالياموف، المحلل السياسي الروسي وكاتب خطابات بوتين السابق، لشبكة "إن بي سي نيوز" إنه يعتقد أن بوتين قد يكون على استعداد للتوصل إلى تسوية.
وأضاف "جالياموف": "أهم ما يجب فهمه هو أن بوتين لا يستطيع تحمل الخلاف مع ترامب. سيكون ذلك بمثابة انتحار".