الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

رسائل تهدئة أمريكية.. واشنطن تسابق الزمن لإقناع كييف قبل اجتماع ترامب وبوتين

  • مشاركة :
post-title
جاريد كوشنر ووزير الخارجية ماركو روبيو وستيف ويتكوف مع وفد أوكراني

القاهرة الإخبارية - سامح جريس

في محاولة دبلوماسية مُكثفة لتمهيد الطريق أمام لقاء حاسم مع موسكو، عقد مبعوثو الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اجتماعات مطولة مع كبار المسؤولين الأوكرانيين لطمأنتهم بشأن خطة سلام أثارت موجة من الانتقادات، بسبب انحيازها الواضح لمطالب الكرملين، في حين تأتي هذه الجهود قبل يوم فقط من لقاء مرتقب بين مبعوثي ترامب وبوتين في موسكو.

محاولة لكسب الوقت

استضاف ستيف ويتكوف، كبير المفاوضين الأمريكيين، وفدًا أوكرانيًا رفيع المستوى، أمس الأحد، في ناديه الخاص "شل باي" بالقرب من هوليوود بفلوريدا، بحضور جاريد كوشنر، صهر ترامب ووزير الخارجية ماركو روبيو، حسبما ذكرت صحيفة "ذا إندبندنت" البريطانية.

وضم الوفد الأوكراني مستشار الأمن القومي رستم أوميروف، إلى جانب قائد عسكري كبير وأعضاء من أجهزة الاستخبارات، في إشارة إلى خطورة المرحلة التي تمر بها المفاوضات.

ويأتي هذا الاجتماع العاجل في أعقاب لقاء جنيف، الذي عُقد قبل أسبوع، إذ نوقشت للمرة الأولى بشكل رسمي ومطول خطة السلام الأمريكية المكونة من 28 نقطة.

وكشفت تقارير صحفية أن اللقاء السابق أسفر عن التوصل إلى نسخة معدلة تحتوي على 19 نقطة فقط، هي النسخة التي ستُعرض على موسكو بعد محادثات ميامي، وفقًا لما أورده موقع "أكسيوس" الأمريكية.

خطة الأصول الروسية

المثير للقلق في كييف والعواصم الأوروبية أن الخطة الأمريكية الأصلية، بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، استندت بشكل كبير إلى مقترح روسي قُدم لوزارة الخارجية الأمريكية، أكتوبر الماضي.

وتتضمن الخطة تنازل أوكرانيا عن بعض أراضيها الشرقية لصالح روسيا، وفرض قيود صارمة على حجم جيشها مستقبلًا، إضافة إلى التزام مُلزم بعدم الانضمام لحلف الناتو.

والأكثر إثارة للانتباه أن ترامب نفسه، عندما سُئل، لم يستطع تحديد أي تنازلات جدية تُطلب من موسكو في إطار هذا المقترح، ما عمّق الشكوك حول عدالة الخطة وتوازنها.

تحفظات أوكرانية

على الرغم من بيان البيت الأبيض المتفائل الذي أشاد بـ"موافقة الوفد الأوكراني" وتأكيده أن جميع مخاوفهم حول الضمانات الأمنية والتنمية الاقتصادية والسيادة السياسية قد تمت معالجتها بشكل شامل، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أرسل إشارات مختلفة تمامًا.

وفي بيان صُدر السبت الماضي، قال زيلينسكي إن "الحوار القائم على نقاط جنيف سيستمر"، مؤكدًا أن "الوفد الأوكراني لديه التوجيهات اللازمة، وأتوقع منه العمل وفقًا لأولويات أوكرانية واضحة".

هذه التصريحات تكشف فجوة واضحة بين التفاؤل الأمريكي والواقع الأوكراني على الأرض، إذ نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مساعد لرئيس ديوان زيلينسكي السابق تأكيده، أن "العديد من البنود المثيرة للجدل تم تخفيفها أو على الأقل إعادة صياغتها" بعد اجتماع جنيف، لكن من غير الواضح ما إذا كانت البنود المتعلقة بالتنازلات الإقليمية لا تزال مُدرجة في النسخة المعدلة.

صفقة بمليارات الدولارات

وراء المفاوضات السياسية، تكشفت تفاصيل مثيرة حول البعد الاقتصادي للصفقة، إذ كشفت "وول ستريت جورنال" أن ويتكوف وكوشنر التقيا أكتوبر الماضي، كيريل ديميترييف، رئيس صندوق الثروة السيادي الروسي، إذ ناقشوا ما تعتبره إدارة ترامب "فرصة اقتصادية غير مسبوقة" تتمثل في إعادة فتح الاقتصاد الروسي أمام الغرب.

وتشمل هذه الفرصة استخدام 300 مليار دولار من الأصول الروسية المجمدة في الأنظمة المالية الأوروبية، منذ بدء الحرب عام 2022، لتمويل إعادة إعمار أوكرانيا، إضافة إلى فرص استثمارية مشتركة مربحة بين الولايات المتحدة وروسيا قد تعود بالنفع المباشر على حلفاء ترامب.

ظروف ضاغطة

تجري هذه المفاوضات في ظل ظروف استثنائية، إذ شهدت كييف هجومًا جويًا روسيًا مُكثفًا بالطائرات المسيّرة أدى لمقتل شخص على الأقل وإصابة نحو 12 آخرين، وفقًا لتقارير إعلامية، كما تزامنت مع استقالة مفاجئة لرئيس ديوان زيلينسكي، بعد مداهمة الشرطة لمنزله في إطار تحقيق بشأن الفساد، ما يزيد من الضغوط على الحكومة الأوكرانية.

ومن المقرر أن يسافر ويتكوف وكوشنر إلى موسكو، غدًا الثلاثاء، للقاء بوتين وقادة روس آخرين، حاملين معهم النسخة المعدلة من الخطة. لكن روسيا لم تقبل بهذه النسخة بعد، ما يجعل نتائج هذا اللقاء حاسمة في تحديد مسار الحرب الأوكرانية ومستقبل المنطقة برمتها.