الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

بعضهم عاد للسلطة والآخر اختفى.. أشهر قادة العالم الحاصلين على العفو

  • مشاركة :
post-title
قادة سياسيين تعرضوا للمحاكمات

القاهرة الإخبارية - مازن إسلام

أعاد الجدل المتصاعد في إسرائيل حول طلب العفو المقترح عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في قضايا الفساد، إحياء أسئلة حول حدود المُساءلة السياسية وإمكانية الإفلات من العقاب. 

وليس هذا الجدل جديدًا على الساحة الدولية، إذ سبق أن شهدت دول كبرى حالات مشابهة لقادة واجهوا محاكمات أو إدانات، قبل أن تعيدهم الصفقات السياسية أو قرارات العفو إلى النفوذ، أو تحميهم الحصانة من دخول السجن. من الأرجنتين إلى باكستان والبرازيل وإيطاليا، مرورًا بالولايات المتحدة وبيرو وتايلاند، تُظهر هذه التجارب أن معركة العدالة ضد القوة السياسية ليست شأنًا محليًا، بل ظاهرة عالمية تتكرر بأشكال مختلفة.

هذا التقرير يرصد عددًا من أبرز الأمثلة الدولية التي تعكس كيف تحول العفو أو الحصانة أو التسويات القضائية إلى مفاصل حاسمة في مستقبل رؤساء وحكومات.

نواز شريف

يمثل المسار السياسي لنواز شريف أحد أطول وأعقد المواجهات المستمرة بين السلطة التنفيذية والقضاء والجيش في باكستان. فقد أُقيل من منصبه ثلاث مرات. وفي 2017 أُدين بالفساد بعد فضيحة أوراق بنما، وبعد عودته من المنفى عام 2023 ألغت المحاكم أحكام استبعاده وخففت عقوبته فيما اعتبره كثيرون خطوة سياسية لإعادة التوازن أمام نفوذ عمران خان المسجون.

ريتشارد نيكسون

يظل العفو الذي مُنِحَ للرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون عام 1974، أحد أكثر القرارات إثارة للجدل في التاريخ الأمريكي. فبعد استقالته على خلفية فضيحة ووترجيت التي كشفت إساءة استخدامه لمؤسسات الدولة أصدر الرئيس جيرالد فورد عفوًا كاملًا عنه باعتبار ذلك خطوة ضرورية لإنهاء الانقسام الوطني. إلا أن القرار أدى إلى غضب شعبي واسع وأسهم في فقدان فورد شعبيته وانهيار الثقة بالحكومة لتبقى هذه السابقة حاضرة حتى اليوم في كل نقاش حول محاسبة الرؤساء.

لولا دا سيلفا

تحوَّل مسار الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى أحد أبرز الأمثلة على عودة القادة من قلب الإدانة إلى الحكم. فبعد إدانته عام 2017 في قضية فساد وسجنه لسنوات ألغت المحكمة العليا الحكم معتبرة أن القاضي تصرف بدوافع سياسية. ليعود لولا إلى الحياة العامة كرمز لمكافحة الفساد واليمين المتطرف وتم انتخابه رئيسًا في 2022 في مشهد يعكس حجم الانقسام داخل البرازيل التي تشهد أيضًا اضطرابًا جديدًا بعد الحكم على الرئيس السابق جايير بولسونارو بالسجن 27 عامًا في قضية محاولة انقلاب.

ألبرتو فوجيموري

في بيرو عاد الجدل بشأن العفو السياسي إلى الواجهة بعد منح الرئيس الأسبق ألبرتو فوجيموري عفوًا صحيًا عام 2017 رغم إدانته بجرائم ضد الإنسانية. ورأى معارضون أن العفو كان ثمرة صفقة سياسية لضمان بقاء الرئيس بيدرو كوتشينسكي في منصبه. ورغم إلغاء القرار لاحقًا تمَّت إعادة تفعيله في 2022 ما زاد الانقسام السياسي وأعاد النقاش حول حدود استخدام السلطة للعفو في القضايا الكبرى.

تاكسين شيناواترا

عاد رئيس الوزراء التايلاندي الأسبق تاكسين شيناواترا إلى بلاده عام 2023 بعد خمسة عشر عامًا من المنفى عقب انقلاب عسكري ضده وسلسلة من الأحكام القضائية. وما إن عاد حتى حصل على عفو ملكي خفَّض فترة سجنه إلى عام واحد في خطوة اعتبرها مراقبون جزءًا من تسوية بين حزبه والمؤسسة العسكرية لتهدئة التوتر السياسي الذي يعصف بتايلاند منذ سنوات طويلة.

سيلفيو برلسكوني

سجَّل رئيس الوزراء الإيطالي الراحل سيلفيو برلسكوني واحدة من أكثر المواجهات إثارة بين قاضٍ ورجل سياسة. فبعد سلسلة طويلة من المحاكمات أُدين في قضية تهرُّب ضريبي وحُكِمَ عليه بالسجن أربع سنوات. وبسبب تقدمه في السن خُفِّفَت العقوبة إلى عام واحد من الخدمة المجتمعية بينما حافظ على نفوذه السياسي واستمر في قيادة حزبه ليصبح المثال الأوضح على قدرة بعض القادة على تجاوز العقبات القضائية.

كارلوس منعم

أُدين الرئيس الأرجنتيني الأسبق كارلوس منعم عام 2013 في قضية تهريب أسلحة وحُكِمَ عليه بالسجن سبع سنوات لكنه لم يدخل السجن يومًا واحدًا، بسبب احتفاظه بمقعده في مجلس الشيوخ، وهو ما وفَّر له حصانة حالت دون تنفيذ الحكم رغم مطالبات واسعة برفعها. وأدى ذلك إلى زيادة الإحباط الشعبي من حماية النخب السياسية لأنفسها من المحاسبة.