الموقع الرسمي | القاهرة الاخبارية

ينتظرون الموت كل ساعة.. "الأحجار الخمسة" عقاب جماعي للفلسطينيين في طوباس

  • مشاركة :
post-title
الاحتلال الإسرائيلي يطبق عملية "الأحجار الخمسة" في محافظة طوباس بالضفة الغربية المحتلة- أرشيفية

القاهرة الإخبارية - ياسمين يوسف

حالة من الهلع يعيشها سكان محافظة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة إثر انتهاكات جيش الاحتلال الإسرائيلي، التي شملت التخريب والاعتقالات ودمارًا كاملًا على خليفة العملية العسكرية التي أطلقها بالمدينة بزعم التصدي لما وصفها بـ"التمركزات المعادية"، التي تعمل ضد إسرائيل في المنطقة.

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء الماضي، إطلاق عملية عسكرية جديدة في مدينة طوباس، حملت اسم "الأحجار الخمسة" والتي تأتي ضمن تصاعد ملحوظ في الإجراءات العسكرية الإسرائيلية بالضفة الغربية، وسط مطالبات فلسطينية للمجتمع الدولي بالتدخل.

عقاب جماعي

من جهته، قال سمير بشارات، رئيس بلدية طمون التابعة لمحافظة طوباس، في تصريحات خاصة لموقع قناة "القاهرة الإخبارية"، إن "العملية العسكرية لجيش الاحتلال بمثابة عقاب جماعي لأهالي بلدة طمون"، مشيرًا إلى أن الأهداف التي أعلن عنها جيش الاحتلال حول العملية لا تتطابق مع ما يحدث على أرض الواقع من تدمير وتخريب واعتقال ومنع حركة المواطنين.

وأوضح بشارات: "اجتياح طمون استمر لأكثر من يومين، إذ دخلت إلى البلدة ثلاثة ألوية من الجيش الإسرائيلي مدعمة بآليات كبيرة من سيارات عسكرية وجرافات، ورافق دخولها إلى البلدة وجود طائرات الاستطلاع وطائرات الدرون وطائرة الأباتشي التي أطلقت النيران من رشاشاتها الثقيلة الأمر الذي أيقظ جميع المواطنين على أصوات كبيرة مما فزع الكبار والصغار".

وقال سعيد، أحد مواطني محافظة طوباس في حديثه لموقع قناة "القاهرة الإخبارية": "ما شاهدته وما عايشته خلال هذه الثلاث أيام يدل بوضوح على أنها عملية إرهاب وتخريب من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي".

تخريب واعتقال

تناول "بشارات" ما تسببت به عملية جيش الاحتلال ببلدة طمون قائلًا: "تم تجريف شارع رابط بين بلدة طمون وقرية عاطوف بطول أكثر من 1500 متر وتقطيع خطوط المياه الخاصة بالشرب والخاصة بري المزروعات، وبما إن بلدة طمون زراعية بامتياز أثر ذلك على المزروعات بشكل كبير".

وأضاف: "أنه تم تحويل أكثر من 25 منزلًا إلى ثكنات عسكرية ومراكز تحقيق، حيث تم التحقيق ما يقارب خلال اليومين مع أكثر من 100 شخص وتعرضوا للعنف الجسدي والنفسي، إلى جانب اعتقال 6 آخرين وتخريب محتويات أكثر من 100 منزل بشكل كامل".

وقال سعيد (50 عامًا): "قوات الاحتلال نفذت عملية إرهاب لأطفالنا ونسائنا وشيوخنا وتخريب بيوتنا ومزارعنا وممتلكاتنا، هذه الممتلكات لم تكن خاصة فقط ولكن عامة أيضًا".

وذكر: "مارس الاحتلال الإسرائيلي أبشع الصور من قبل قواته التي دخلت البلدات والمدن من طمون وطوباس وتياسير وعقابا ومخيم الفارعة ولا تزال هذه القوات موجودة وتمارس هذه البشاعة على أكمل صورة".

انتهاكات متزايدة

عن ممارسات جنود جيش الاحتلال بمحافظة طوباس، أضاف سعيد: "إنهم يأخذون الشباب من بيوتهم يقومون بضربهم وتكسيرهم بالهراوات أحيانًا وبالأيدي وبالأقدام أحيانًا أخرى".

وأشار سعيد إلى أن هذه الاعتداءات كانت موجودة بالفعل قبل هذه العملية ولكن كانت بشكل أقل ومختصرة على عدة منازل أو عدة بيوت أو أشخاص ولكنها اليوم تجاوزت هذا الحق فأصبحت على الجميع دون استثناء. وذكر سعيد أن كل بيت مهدد بالدخول والتخريب وأهله معرضون للاعتقال والترويع".

أما في طمون، فقد مُنِعت طواقم الصحفيين والإسعاف من الدخول إليها؛ لضمان عدم نقل ما يجري من اعتداءات وانتهاكات داخل طمون، وفقًا لـ"بشارات".

رسالة إلى المجتمع الدولي

وجّه "بشارات" رسالته إلى كل دول العالم والمؤسسات المعنية بحقوق الإنسان، مطالبًا إياهم بحماية فلسطين من بطش الاحتلال الإسرائيلي، ودعا العالم إلى زيارة طمون للاطلاع على الأوضاع وما تسببت به العملية العسكرية الإسرائيلية.

واستنكر سعيد دور المجتمع الدولي تجاه الضفة الغربية المحتلة وتساءل عن دور الدول التي اعترفت بدولة فلسطين مؤخرًا فيما يحدث، وقال: "نعيش اليوم حياة الميت الذي ينتظر ساعة موته، لا يعلم من متى وأين ستأتي هذه الضربة أو هذه الرصاصة".

وأكد سعيد أنه "لا يوجد بيت أسير أو شهيد أو حتى جريح إلا وكان له نصيب كبير من التخريب والمعاناة والترهيب"، لافتًا إلى أن هذه هي الصورة أو الرسالة التي يريد الاحتلال إيصالها للشعب الفلسطيني وللمستوى السياسي الفلسطيني بأنكم لا تزالون تحت الاحتلال لا دولة لكم ولا سلطة، والحقيقة على الأرض هي أنكم غير موجودين".