أكد وزيرُ الخارجية والهجرة المصري الدكتور بدر عبدالعاطي، ضرورةَ البدء الفوري لمشروعات إعادة الإعمار في غزة، وأهميةَ إعادة تأسيس البنية التحتية للقطاع، وضمانَ وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق.
التقى وزيرُ الخارجية المصري، اليوم الخميس، حاجةَ لحبيب، المفوّضةَ الأوروبية لإدارة الأزمات، بالعاصمة القاهرة.
وقد أطلع الوزيرُ عبدالعاطي المسؤولةَ الأوروبية على مستجدات الأوضاع على الأرض بقطاع غزة، وجهودَ تثبيت وقف إطلاق النار اتساقًا مع اتفاق شرم الشيخ للسلام، مشيرًا إلى الإعداد الجاري لاستضافة مصر للمؤتمر الدولي للتعافي المبكر وإعادة الإعمار وتنمية غزة.
كما رحّب بانعقاد الاجتماع الأول لمجموعة مانحي فلسطين في بروكسل يوم ٢٠ نوفمبر الجاري، معربًا عن التطلع إلى مشاركةٍ فعّالة من الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء في تمويل إعادة الإعمار.
وأكد أهميةَ تفعيل الآليات الأوروبية الداعمة للشعب الفلسطيني والسلطة الفلسطينية وتعزيز ميزانيتها.
وأوضح عبدالعاطي أن مصر قدّمت أكثر من 70% من المساعدات الإنسانية التي وصلت إلى قطاع غزة منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى أن معبر رفح لا يزال مفتوحًا على مدار الساعة من الجانب المصري لتسهيل مرور المساعدات ونقل المصابين.
وصرّح المتحدثُ باسم الخارجية المصرية، السفير تميم خلاف، أن الوزير عبدالعاطي ثمَّن التطوراتِ الإيجابية التي تشهدها العلاقاتُ المصرية مع الاتحاد الأوروبي منذ الإعلان المشترك لترفـيع العلاقات إلى شراكةٍ استراتيجية وشاملة في مارس 2024، وانعقادِ القمة المصرية الأوروبية الأولى في بروكسل يوم 22 أكتوبر، مؤكدًا الحرصَ على مواصلة العمل لتعزيز العلاقات في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك، في إطار تنفيذ المحاور الستة للشراكة الاستراتيجية، مشيرًا إلى المسؤولية المشتركة للمجتمع الدولي في تحمّل أعباء الأزمات الجيوسياسية في المنطقة، وأيضًا التحديات المرتبطة بأزمات اللاجئين والمهاجرين، مُنوِّهًا إلى الأعباء التي تتحملها مصر نتيجةَ استضافة ملايين الأجانب بسبب الأزمات في دول الجوار والمنطقة.
وأضاف المتحدثُ باسم الخارجية المصرية، أن اللقاء تناول كذلك تطوّراتِ الأوضاع في السودان، حيث أدان الوزيرُ عبدالعاطي الانتهاكاتِ الجسيمة التي ارتُكبت في منطقة الفاشر، واستعرض الجهودَ التي تبذلها مصر في إطار الآلية الرباعية لوقف النزاع والحفاظ على وحدة وسلامة الدولة السودانية.
كما أكد أهميةَ نفاذ المساعدات الإنسانية واحترام السيادة السودانية، مشددًا الحرصَ على تسهيل نفاذ المساعدات والتعاون مع المؤسسات الدولية في هذا الشأن.
دعم مصري لبيروت
كما تناول اللقاء كذلك التطوّراتِ في لبنان، حيث استعرض وزيرُ الخارجية المصري نتائجَ زيارته إلى بيروت أمس تنفيذًا لتوجيهات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لدعم لبنان وبحثِ سبل خفض التوتر وتعزيز الاستقرار، مؤكدًا ثوابتَ الموقف المصري الداعم لوحدة وسيادة وأمن واستقرار لبنان.
كما جدّد الوزيرُ عبدالعاطي موقفَ مصر الراسخ الداعي إلى احترام وحدة وسيادة الأراضي السورية، ورفضِ أيّ تحركات أو تدخلات من شأنها تقويضُ استقرار البلاد، داعيًا إلى تفعيل عمليةٍ سياسية شاملة تحقق تطلعاتِ الشعب السوري.
ومن جانبها، أشادت المسؤولةُ الأوروبية بالجهود المصرية الداعمة للسلام والاستقرار في المنطقة، وكذلك بالدور الحيوي الذي اضطلعت به مصر لوقف إطلاق النار في قطاع غزة ونفاذِ المساعدات الإنسانية، مشددةً على دعم الاتحاد الأوروبي للجهود المصرية، ومؤكدةً الحرصَ على مواصلة تعزيز الشراكة الاستراتيجية مع مصر.